
مقالات الأعداد السابقة
لا تيأسنّ
شعر: رأفت عبيد أبو سلمى
أنـــي لأنـتـظـر الـصـبـاحَ .. وربَّـمـا | بَـعـدَ الـظلامِ يـضمُّنا هـذا الـصباحْ |
يـومًـا سـنـهتفُ والـوجـودُ وراءَنـا | إن لــيـلَ الـقـهـر مـكـسورُ الـجـناحْ |
كــم كـلـما ضَـنْـكُ الـحـياةِ يَـصُكُّنا | مِــن جـوفهِ يـومًا يـوافينا ارتـياحْ |
إنــي أرى خـلـفَ الـغـياهبِ بَـدرَنـا | يـزهو ويُـشعِلُ نـورَهُ فـينا الـكِفاحْ |
إنـــي أرى .. بــإبـاءِ غَـــزةَ .. عِـــزَّةً | وأريـجُها الـمِعطارُ فـي الآفاقِ فاحْ |
لا تـيأسنَّ وإن طـغى هـذا الـدُّجى | وأبـانَ عـن وجـه الدناءةِ والسفاحْ |
رغـم الأسـى والدهرُ يشهدُ جُرحَنا | مـن بـعد جرحٍ نازفٍ هاجتْ جراحْ |
رغــم الـعِـدا طـالـت أيـاديهم ومـا | لـلحق مِـن خِـزيٍ إذا ركِـبَ الـمُتاحْ |
يـصـطكُّ بـالـباغينَ جــادعَ أنـفـهِمْ | ولـه خـيولٌ قـد أبتْ كبتَ الجِماحْ |
ريــحُ الـبـسالةِ مــا خـبـتْ نـيـرانها | كــم كـلـما بَـعـدَ الـريـاحِ لـها ريـاحْ |
هــذا صـهـيلُ الـمَجْدِ لـيسَ بـمُنكَرٍ | والخيلُ تعشقُ عزفَها لحنَ الضُّبَاحْ |
لا ذلَّ يــضـربُ أمــةً تـهـوى الـفِـدا | والـدهرُ يـشهدُ عِـزَّها في كلِّ ساحْ |
ومـسـيلمُ الـكـذابُ يُـطـوَىَ عـمـرُهُ | وحـشـيُّ لـوَّحَ بـالحرابِ وبـالرماحْ |
يـــا طـــاردَ الأوهـــامِ عــن ألـبـابنا | قــمْ رتّـلِ الأنـفالَ .. إن الـفجرَ لاحْ |
تاللهِ لا عُـــسْــرٌ ، وربُّــــكَ غــالــبٌ | والـصبرُ عـند الـحُرِّ كـالماءُ الـقُراحُ |
والــغـايـةُ الـشـمَّـاءُ هِــمَّـةُ مــاجـدٍ | لـلـخُلْدِ والـجـنَّاتِ والـحُورِ الـمِلاحْ |