لا يمکن الجمع بين وقف إطلاق النار والتهديد بإعدام الأسرى!
كلمة اليوم:
إن مسؤولي نظام کابول العمیل القاطنين في “أرغ” يجمعون بين المتناقضين! فمن جهة يحرضون على إعدام أسرى طالبان، ومن جهة أخرى يطالبون بوقف إطلاق النار ضدهم، كل ذلك في حین أن عجلة عملية السلام تتحرك ببطء.
إن مثل هذه النوايا والمطالبات المتناقضة تُظْهِرُ أن العملاء في الواقع يعادون الأمن والسلام، ومطالباتهم بوقف إطلاق النار إنما تهدف فقط لحمايتهم من ضربات طالبان، ليتفرغوا بكلية لممارسة الجرائم والفساد والنهب والسلب والاختلاس.
والحقيقة هي أن الإمارة الإسلامية لم ترفض وقف إطلاق النار بتاتا، لا مع الأمريكيين ولا مع عملائهم، ولكن في المقابل يجب على العدو أيضًا اتخاذ بعض الخطوات، إذ يتوجب الحصول على ضمانات تؤكد تحقق الأهداف التي يطمح إليها المجاهدون من كفاحهم ونضالهم.
هذه اللعبة نفسها كانت تجري أثناء المفاوضات مع الطرف الأمريكي، حيث طالبوا بوقف الإطلاق النار، لكن المطالبة بذلك قبل أوانه كانت غير معقولة، وعندما وافقوا على إنهاء الاحتلال، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار تلقائيًا؛ لأن علة الحرب قد انتهت.
لكن نظام كابول، نراه من جهة أنه أرسل مفاوضيه لخوض المحادثات مع ممثلي الإمارة الإسلامية، ومن جهة أخرى نشاهد أن عدداً من المسؤولين غير الأكفاء والأنانيين والمتعصبين داخل النظام قد فتحوا أفواههم باستمرار لتخريب عملية السلام بتصريحات غير مناسبة وغير لائقة.
فيقول أحدهم: أنه يجب إعدام سجناء طالبان، ويقول الآخر: أنه إذا لم تقبل طالبان مطالبنا فسنجبرهم بالقوة على قبولها، والآخر يقول: أنه ليس لدينا أي نية لإطلاق سراح سجناء طالبان في المستقبل. ويقول رابعهم: بأن طالبان متورطة في عمليات الاغتيال والقتل التي يتعرض لها الصحفيون والمدنيون في كابول والأماكن الأخرى!
إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قد وعدتا في اتفاقية الدوحة بإطلاق سراح السجناء، لكن عملاء النظام يحلمون بتنفيذ حكم الإعدام فيهم! وفي الوقت نفسه يطالب مسؤولو النظام الإمارة الإسلامية بوقف – غير مشروط – لإطلاق النار.
وهل العبرة لاتفاقية الدوحة التي لها مكانة قانونية وإنسانية، أم العبرة لتفاهات سلطات النظام المتطرف التي يتبجحون بها ليل نهار؟
إن عمليات القتل الغامضة للمدنيين والناشطين المدنيين والصحفيين إنما يقف وراءها أجهزة استخبارات النظام، ويستخدمونها كأداة وحربة للضغط على المجاهدين، في حين أن المجاهدين لا يستهدفون المدنيين أبدًا، إذ لا مصلحة لهم في ذلك، ولا يستبيحون استهدافهم بموجب الشريعة الإسلامية، وكذلك لطبيعة الفطرة الإنسانية.
إن الشخصيات المسئولة والجادة في نظام كابول إن كانوا يريدون حقًا أن تنجح عملية المفاوضات، ويحل الأمن والسلام في البلاد، ويقام نظام إسلامي مستقل فيه، وباختصار يتحقق “وقف دائم للحرب وإطلاق النار” وكسب الثقة الدولية، فعندئذ يجب منع هذه الشرذمة التي تعاني من جنون العظمة من المتعصبين والمعادين من الإدلاء بمثل هذه التصريحات العابثة وغير الملائمة في هذا التوقيت الحساس.
وإلا فإن الإمارة الإسلامية في طريق السعي لاستقلال بلادها وتطبيق السيادة الإسلامية، لا تخيفها الترهات الجوفاء وإطلاق الرصاصات في الفضاء، فكما أن لديها تاريخاً مليئاً بالتضحيات في ساحة المعركة، فهي كذلك على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل السلام، ولكن إذا فكر الطرف الآخر بعقل وجدية.