
الجيش الأفغاني وإيذاء الأطفال
أبو أحمد
مع الأسف البالغ والشديد لم تبق جريمة وفضيحة إلا واقترفت منذ أن نبت الاحتلال المشؤوم على ثرى أرضنا المباركة. ومؤخراً نشرت وسائل الإعلام ولا سيماً صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريراً مثيراً للغاية، تقريراً تقشعر منه الجلود، ومفاده أن الجيش الأفغاني متورط في استغلال واستعباد الأطفال والقصر جنسياً، وتسمى هذه الممارسة “باشا بازي”.
وقام موقع (عربي 21) بترجمة هذا التقرير، حيث تقول الصحيفة آنفة الذكر: إن الحرب ممارسة دنيئة، لكن، في حال جمعنا هذه الممارسة مع المعاملة السيئة والممنهجة ضد الأطفال، فلن يفي هذا الوصف بالغرض.
والأسوأ من ذلك، أن الجيش الأمريكي في أفغانستان وحلف شمال الأطلسي يعلمان بهذا الأمر، لكن تم توجيه تعليمات لجنودهما بعدم الحديث عن هذه الانتهاكات. وما يزيد الطين بلة، هو المعاملة السيئة التي يواجهها من يتحدث عن هذا الوضع المشين، حيث يتعرضون إلى الإقصاء خلال عملهم، ما يجبرهم في ما بعد على التخلي عن مناصبهم العسكرية. وتسمى هذه الحالة في أفغانستان، “باشا بازي”، وهي تعبير يشير إلى الاستعباد الجنسي للأطفال الذين هم في خدمة الجيش والشرطة الأفغانية.
ويقول الصحفي أنوج شوبرا: “يوجد في أفغانستان المئات من مراكز الشرطة والمليشيات، التي تمولها أموال الضرائب الأمريكية، والمخصصة لخطف الأطفال من الإناث والذكور؛ الذين يصبحون لاحقا عبيد جنس”.
وكشف هذا الصحفي أنه خلال زيارة له إلى أفغانستان، في سنة 2008م، قال له أحد المسؤولين الأمريكيين: “إنهم خنازير، إنهم حيوانات… لكن، لا تلتقط لهم أية صورة، فنحن لا نريد إزعاج المسؤول الأفغاني هنا”.
وأضافت الصحيفة أن العديد من الجنود والمسؤولين الأمريكيين، الذين مروا بأفغانستان، احتموا وراء “ما يفرضه منصب كل منهم ومهامه”، كي لا يتحركوا ليضعوا حدا لهذه الانتهاكات. وفي هذا الصدد، أورد المتحدث السابق باسم القوات الأمريكية في البلاد، براين تريبوس، أن هذا المنهج الأمريكي تجاه التجاوزات الأفغانية؛ يتبنى مبدأ مفاده أن “مزاعم إساءة معاملة الأطفال من قبل الجيش الأفغاني وحلفائه شأن يجب تتبعه من قبل القانون الجزائي المحلي. ولهذا السبب، لا يتحتم على العسكريين الإبلاغ عنها”.
وبينت الصحيفة أن الجنود الأمريكيين، الذين ينددون بحالات الاستعباد الجنسي الممارسة من قبل الجيش الأفغاني على الأطفال، مهددون بخسارة مسيرتهم المهنية مقابل ذلك. وقد أثر هذا الجانب على باقي عناصر الجيش الأمريكي في أفغانستان؛ الذين أصبحوا يغضون الطرف عن هذه التجاوزات.
إذاً هذه الجريمة الشنيعة مستمرة وعلى قدم وساق، مادام الاحتلال يساندهم، فهنا ينبغي للعلماء والأفاضل أن يقفوا وقفة رجلٍ واحدٍ ويبادروا بالإرشاد الديني ويبينوا للجميع السلوكيات والعقوبات المنتظرة لمرتكبها. كما ينبغي إرشاد الشباب وتوعيتهم وإثارة الرغبة في العلاج وتأكيد أهمية الإدارة في العملية العلاجية، وكذلك عرض المعلومات الصحيحة من خلال الندوات والدورات من قبل المتخصصين والرد على تساؤلاتهم. وتوزيع الكتب لكبار الاطباء التي تتحدث عن هذه الظاهرة وكيف معالجتها، وإتباع الخطوات والموضحة في تلك الكتب وإتباعها.