مقالات الأعداد السابقة

لماذا اشتدت غارات أمريكا الجوية؟

أبوصهيب الحقاني

إنّ معظم جنود الإدارة العميلة في معظم الولايات والمديريات في حالة دفاع، وخلال الشهر الماضي فقدوا عدة مديريات في مختلف أنحاء البلاد. ووفقما قال المتحدث باسم النيتو “الجنرال تشارلز كليولند”: قُتل وجرح خلال 8 شهور الماضية زهاء 20 ألف جندي، إلا أن الإدارة العميلة بدل أن تعترف بهزيمتها النكراء، وضعفها الفاضح أمام المجاهدین، أخذت تروّج للكذب بمساندة الإعلام فتسمي هزيمتها نصراً، وضعفها قوة، وفرارها من الثكنات انسحاباً تكتيكياً. وهكذا كلما روّجوا شبهة سقطت وسقطوا معها؛ لأن حبل الكذب قصير كما يقال.

وتزامن ذلك مع اشتداد قصف الصليبيين المحتلين للمدنيين، فدمروا بيوتاً كثيرة، وأزهقوا أرواحاً بريئة، ولا تسأل عن أعداد الجرحى والمصابين.

العملاء يفرحون بتحقيق تقدّم ما لجنودهم، لكنهم يعرفون تماماً بأنهم لا يخطون خطوة إلى الأمام دون مساندة جوية من القوات المحتلة، التي يكون ضحيتها الشعب المنكوب المضطهد.

ما أصعب وأنكى وأمرّ أن تكون الصرخات بلا صدى أو جدوى! فآهات الأفغان لا يسمعها القاطنون في القصور؛ لأن أصوات المطربات والراقصات والمغنيات أصمّت آذانهم.

وما أكثر ما تُغير القاذفات من طراز بي 52 على القرى والأرياف! حتى لا يغمض للناس جفن؛ هلعاً ورعباً من القصف العشوائي والغارات العمياء. ولكن الدجالين يطبلون ويزمرون في وسائل الإعلام بأنّ الأوضاع على ما يرام، وأن الهدوء والاستقرار سائد في البلاد، وليس ثمّة خبر يفضح ما يقترفه المحتلون من اضطهاد للشعب المنكوب.

لماذا اشتدت غارات الأمريكان في هذه الأيام؟

الجواب واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، فالأمريكان عندما رأوا جنودهم يُقتلون بأيدي المجاهدين الأبطال أو يهربون ويفرون من القواعد والثكنات والمديريات ويلهثون وراء المناطق الآمنة، وعندما رأوا كثرة هروب جنودهم العملاء من مراكزهم؛ كثّفوا الغارات، وما يزيد الطين بلة هو طلبات الإدارة العميلة المتكررة من الأسياد تكثيف الغارات الجوية، فبدأ المحتلون بقصف عشوائي عنيف ما ذكّرنا بهجمات المحتلين الكثيفة في بداية احتلال أفغانستان، حتى أن القصف البربري طال الجنود العملاء وكبدّهم خسائر فادحة.

إن ضراوة القصف الأمريكي يعني بداية انهيار الاحتلال الساحق، وانهزمه المحقق، وقرب انتهاء صراع حاسم بين الحق والباطل. وهو يصوّر هزيمة الأمريكان وفظائعهم، وفي نفس الوقت يصوّر حال المضطهدين الذين يرومون استقلال وطنهم الذبيح على يد الأبناء الغيارى للإمارة الإسلامية الذين وضعوا أوراحهم على أكفهم ومضوا يقارعون الصليب بالغالي والنفيس.

سحقاً لمن يتشدقون بحقوق الإنسان ويوهمون الشعب بأنهم ضد القاتلين الغاشمين، ولكنهم لا ينبسون ببنت شفة أمام فظائع الأمريكان الأخيرة.

ألا سحقاً لهؤلاء الذين صمتوا وسكتوا عن هذه المجازر التي يقترفها الأمريكان ويروح ضحيتها المواطنون الأبرياء. الذين صمتوا كي لا تنقطع عنهم دولارات أميركا، ولا يفقدوا كراسيهم ومناصبهم الخسيسة.

أين سياف وأشباهه الذين يكيلون الفتوى بالصاع في حوادث مفتعلة ومزورة ومنسوبة للطالبان، فيستدلّون زوراً بالقرآن والأحاديث ويستفزون الشعب ضد المجاهدين، أين هم من القصف الأمريكي الذي يروح ضحيته كثير من الأبرياء والمواطنين؟

وههنا نعرف بأن لاملجأ إلا إلى الله سبحانه وتعالى، نشكو إليه ضعفنا وضعف شعبنا المضطهد ليرحمه، وينقذه من براثن اليهود والنصارى الغاشمين، وينصره نصراً مؤزراً على المعتدين والمحتلين، وماذلك على الله بعزيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى