لماذا تعجز القوات العميلة عن الصمود أمام المجاهدين في ولاية هلمند؟
بقلم: الأستاذ خليل
اعترف نواب ولاية هلمند أن 90% من أراضي الولاية تقع تحت سيطرة المجاهدين، وأنهم إن شنوا عمليات خاصة للسيطرة على مدينة لشكرجاه فمن الممكن أن يفتحوها دون مقاومة تذكر.
ويبرهن هؤلاء أن الخسائر الروحية تزيد عن 200 جندي قُتلوا من عناصر الجيش الحكومي على مداخل مدينة لشكرجاه، وأما المصابون فلم يتم الإفصاح عن عددهم بعد. ويقول النواب أن معنويات باقي الجنود منهارة تماماً، وأنه إذا لم تصل لهم وحدات المؤازرة والإسناد فسوف تسقط (لشكر جاه) أحد أهم المراكز في جنوب البلاد بأيدي طالبان.
ولكن قبل مدة، أعلن متحدث وزارة الدفاع بإدارة كابول العميلة: أنه لا حاجة إلى إرسال تعزيزات إلى ولاية هيلمند، لأنه يوجد 38 ألف جندي في الولاية المذكورة، كما ينشط حوالي عشرة آلاف من عناصر الشرطة المحلية أو ما يسمى بالـ”أربكية” هناك، بالإضافة إلى قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية المتواجدة هناك وماكينتهم الحربية. ويُقال أن العملاء يزوّدون جنودهم في ولاية هلمند بـ 3.000.000 لتر من المحروقات، كما تستورد 3.600.000 طلقة نارية لمجابهة المجاهدين.
ولكن رغم هذا كله، يصرّح نواب ولاية هلمند والمصادر الحكومية الأخرى بأن طالبان تسيطر على 90 % من أراضي ولاية هلمند، ولا يستبعدون أن تسقط الولاية كاملة بأيديهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل المسؤولون الحكوميون يكذبون في وجود نحو خمسين ألف من الجنود في ولاية هلمند، وأنهم يقارعون مجاهدي طالبان؟ أم أن الحقيقة هي أن هذا العدد الهائل من الجنود متواجدون في ولاية هلمند، لكن معنوياتهم منهارة تماماً ولا يستطيعون الصمود أمام مجاهدي الإمارة الإسلامية؟
إن هذا القول لا يبعد عن الحقيقة كثيراً، فعناصر الجيش العميل المتواجدة في هلمند تصل إلى عشرات الآلاف، ومما يؤكد هذا الأمر أن وزارة الدفاع للحكومة العميلة أعلنت العام الماضي: أن ستة آلاف من جنودها قتلوا في أفغانستان، ثلاثة آلاف منهم قتلوا في معارك ولاية هلمند لوحدها، فإذا كانت هلمند تشاطر سائر أفغانستان هذا العدد الكبير من قتلى المرتزقة، فلا بد وأن يصل عدد الجنود هناك لعشرات الآلاف.
ولعل البعض يتساءل: لماذا لا تنتصر هذه القوات المدربة، المجهزة، المدججة بأنواع من الأسلحة، والمدعومة من الاحتلال المتغطرس على المجاهدين القلائل والذين يعتبرون بالنسبة لهم عزلاً؟ ولماذا نسمع كل يوم عن انتصارات المجاهدين وفتوحاتهم في معارك هلمند؟
وبامكاننا أن نستنج جواب لهذا السؤال من خلال النقاط التالية:
أولاً: في مثل هذه الحقائق يجب أن نثق بنصر الله وتأييده وأنه ينصر من ينصر دينه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد7.
وقال تعالى: {بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} الروم5.
ثانياً: لا يحق لأحد أن ينكر أهمية الحاضنة الشعبية لأي حركة جهادية، وهذا مما تتمتع به الإمارة الإسلامية وخاصة في ولاية هلمند، ولله الحمد. كما أن أهالي ولاية هلمند متمسكون بدينهم، وأوفياء للجهاد ضد الاحتلال الصليبي، وقلّما تجد فيها عائلة لم تقدم شهيداً أو شهيدين من أعضائها ضد الإحتلال. وقد حاول الغزاة الأمريكيون والبريطانيون خلال الأعوام الماضية أن يصرفوا هذا الشعب الأبي الوفي عن عزيمتهم واتباعهم لدينهم ليخضعوا أمامهم ويقبلوا بأفكارهم النجسة الساقطة، واستخدموا لذلك كل الأساليب الوحشية والهمجية، لكنهم خابوا وباءوا بالفشل.
إن الأمريكان والبريطانيين أجبروا آلاف العوائل ومئات الآلاف من الناس على الهجرة وترك ديارهم، وألقوا القبض على آلاف من المسلمين واعتقلوهم بجريمة مساندة المجاهدين، إلا أنهم لم يعيشوا في هلمند بأمن وسلام، ففي كل بقعة من بقاعها ترى أكواماً متراكمة من خردة مدرعاتهم وعرباتهم المحطمة، ووفقاً لمعلومات المجاهدين الموثوقة فإن قرابة 25 ألف جندي محتل قتلوا وأصيبوا في هلمند على أيدي مجاهدي الشعب الهلمندي المسلم خلال الأعوام الخمسة العشر الماضية.
ثالثاً: ما إن يسيطر مجاهدوا الإمارة الإسلامية على منطقة أو مديرية في ولاية هلمند إلا ويستتب فيها أمن مثالي، حيث يتم إنشاء المحاكم الشرعية، وتُقام المعاهد والمدارس الدينية، ويُغلق الباب أمام السراق واللصوص، وينتهي حكم المفسدين والسفاكين، وهذه من أهم مطالبات أهالي ولاية هلمند.
بينما الاحتلال وإدارة كابول العميلة عندما يتعبون من اضطهاد هذا الشعب الأبي يقومون بإرسال المليشيات والشيوعيين ليكملوا ممارسة أبشع أنواع الجرائم والإنتهاكات في حق عوام المسلمين.
إن أهالي هلمند جربوا شعارات (المساعدة والمواساة، والإعمار الجديد وغيرها) لما يزيد عن عقد ونصف، وإن العدو لو أرسل مئات الآلاف من الجنود لإخضاع هذا الشعب، فلن يستطيع إرغامه وكسر إرادته وتحطيم معنوياته إن شاء الله، ولن يقف هذا الشعب بجانب الأعداء مهما حاولوا واستفرغوا الجهود في هذا السبيل.
فعلى إدارة كابول العميلة أن تدرك خطورة الأمر، وأن تخرج قواتها المحاصَرة من ولاية هلمند، أو تأمرها بأن تستسلم لمجاهدي الإمارة الإسلامية، وإلا فلتنتظر مصيرها المحتوم وهو إما القتل بأيدي المجاهدين أو وقوعهم أسرى في أيديهم، فانتظروا إنا معكم منتظرون.