لماذا تقصف أمريكا الجنود العملاء؟
في 19 من سبتمبر قصفت القوات الأمريكية مركزا للشرطة قرب عاصمة ولاية أروزجان ترين كوت، ووفق ما قال الشهود العيان من المواطنين فإن عشرات جنود الشرطة لقوا مصرعهم إلا أنّ وكالات الأنباء اعترفت بمقتل 8 منهم فحسب.
وقال القائد تورجان قائد الشرطة في ذلك المركز: قتل في الغارة الأولى أحد الشرطيين وحين كان آخرون يهبون لنجدته، أوقعت غارة ثانية سبعة قتلى بينهم.
وقال قائد شرطة الولاية رحيم الله خان: إنّ مركز الشرطة كان هو الهدف وقال: لا يمكن أن يكون إطلاق نار غير متعمد، لكن في كل مرة يحصل هذا، يقولون (الأميركيون) كان خطأ.
وأضاف بأنه لو لم يعاقبوا على هذه الحادثة لكان رئيس الجمهور مسؤولاً عنها.
قيل بأنّ القوات الأمريكية قصفت رجال قائد شرطة أورزغان السابق مطيع الله في ترينكوت بناء على طلب من منافسه الجنرال الرازق لأنّ بين هذين الجنرالين شجار وخصام قديم.
ومن جانب آخر قال النائب البرلماني لولاية أروزجان عبيدالله باركزي: إنّ هذه الحوادث تكررت مرات عدة إلا أن الإدارة العميلة لاتقدر بأن تعثر على الحقائق، وحذّر عن مغبّة هذه الكوارث.
وقتل عدد كبير من الجنود قبل هذا جراء الغارات الجوية في المناطق المختلفة، ففي الشهر الماضي لقي 26 جندياً مصرعهم بقصف جوي أمريكي على سجن تابع لجنود الإمارة الإسلامية بمديرية ناد علي بولاية هلمند. كما قتل 16 آخرون في مديرية بركي برك بولاية لوجر في قصف الأمريكان وجرح عشرات آخرون.
والجنود العملاء كانوا دوماً في خدمة الأمريكان وأدّوا مهامّهم طيلة 15 سنة الماضية بنمط يندر نظيره في العالم، فيُطرح السؤال ماذا يريدون من أذنابهم بعد هذا الإخلاص لهم؟
فهؤلاء الجنود هم الذين يقتلون ويسرقون وينهبون ويعتدون وينقضون المواثيق ويقترفون جرائم مختلفة أخرى لإرضاء أسيادهم المحتلين، وقد عادوا شعبهم، وابتعدوا عن أقربائهم، وجعلوا أنفسهم على شفا القتل والفناء، كل ذلك تجاه دولارات بخسة معدودة إلا أن الأمريكان مع هذا كله لايعاملونهم كالإنسان إذا أرادوا سجنوهم أو عذّبوهم، وإذا كانوا جيعان وعطشان نائمين في مراكزهم يقصفونهم ولا أحد في الإدارة العميلة أن يسأل منهم لماذا يقصفون. ولكن لو سقط مواطن أمريكي من دراجته في بلاده أعرب زعماء حكومة ذو الرأسين عن قلقهم وأسفهم، وأمّا المواطنون الذين يقتلون في القصف الأمريكي فلا بواكي لهم بل يبررون عن أسيادهم بدلائل واهية.
فهل يمكن أن يرضوا عنهم المحتل الكافر؟
أخبر الله سبحانه وتعالى المسلمين عن ذلك قبل 14 قرناً عندما قال: وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)
وأمّا ثالثة الأثافي أنّ الإمارة الإسلامية ترفق بهم، ويحافظ المجاهدون عن الجنود الذين يتركون صفوف العمالة والجنود الذين يعتقلون في الحروب يُعامل معهم وفق أمر شيوخ الإمارة بالرفق واللين ويُطلق سراحهم على الفور. والجنود يتمتعون من هذه الفرصة الذهبية ففي غضون 20-25 أيام الماضية سلّم زهاء 216 من الجنود أنفسهم في المناطق المختلفة من البلاد. وفي نفس الوقت قبض المجاهدون زهاء 182 جنود آخرين في الحروب إلا أنّ المجاهدين أطلقوا سراحهم وأوصلوهم إلى بيوتهم ومن هنا مكر الأمريكان أن يقضوا على هذا القرار والسياسة التي اتخذها المجاهدون، فهم يريدون أن يرعبوا بقصفهم جنود الأفغان، كي لا يهربوا من القتال، ولكنّ الله سبحانه وتعالى أبطل سعيهم، فسيقاتل الجنود الأفغان بنور الإيمان بعد إدراكهم الإحساس الديني والإسلامي لاستقلال الوطن من براثن المستعمرين والمستثمرين. إن شاء الله.