
لماذا دكُّ المظاهرات ضد الظلم والوحشية؟!!
أثارت إعادة صحيفة “شارلي ايبدو” الفرنسية نشر الرسومات المسيئة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الآونة الأخيرة للمرة الثالثة وبطريقة حمقاء غضب وردود الفعل لدى الأفغان و مسلمي العالم.
وقد تعرض مكتب الصحيفة المذكورة قبل ظهر يوم السابع من يناير للعام الجاري لهجوم مسلح ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً ، ولكن القائمين على الصحيفة الساخرة أصدروا في الأربعاء التالي وبالتحديد بتاريخ 14 يناير عددا جديداً للصحيفة ونشروا مرة أخرى الرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تحت شعار حرية الإعلام وأساءوا عمدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مظهرين حماقتهم وجهلهم للعالم.
وكانوا قد ارتكبوا جريمة نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في عامي 2011م و2012م بهدف استفزاز المسلمين، وها هم يعيدون جريمتهم الآن مرة أخرى خلاف العقلانية والمنطق السليم بغية إهانة المسلمين وإذلالهم، ويسيئون في حق من أخرج البشرية والعالم من الظلم والجاهلية والرزيلة وظلمات الجهل إلى نور الإسلام وسماحته والعلموالعدالة .
والرسوم المسيئة المنسوبة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المنشورة من قبل الصحيفة لا علاقة لها بأي وجه مع شأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تشهبه بتاتاً؛ فقد وعد الله تعالى رسوله وحبيبه بأنه عز وجل سيعصمه من الناس ، حيث قال تعالى:[والله يعصمك من الناس ] (المائدة – ۶۷) وقال رسول الله صلی الله علیه وسلم: “ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي” (رواه البخاري) وتتناول كتب السيرة أن رسول الله صلي الله علیه وسلم كان يقول: (ألا تعجبون لما صرف الله عني من أذى قريش، يسبون ويهجون مذمّما وأنا محمد).
وقد تناولت كتب الحديث والسيرة سيرة الرسول الكريم وشمائله، على سبيل المثال: ذكرابن القيمفي كتابه زاد المعاد وصفأم معبدرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين مر بخيمتها مهاجرا – فقالت : ” ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجله (ضخامة البدن)، ولم تزر به صعلة (صغر الرأس)، وسيم قسيم (حسن جميل)، في عينيه دعج(سواد العين)، وفي أشفاره وطف (في شعر أجفانه طول)، وفي صوته صحل (بحة وخشونة)، وفي عنقه سطع (طول)، أحور، أكحل، أزج (الحاجب الرقيق في الطول)، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر ( وسط لا قليل ولا كثير)، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة، لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود (يخدمه أصحابه ويعظمونه) محشود (يجتمع إليه الناس)، لا عابس ولا مفند ” .
الكل في العالم أجمع يعلم أن الشعب الأفغاني الغيور يرفع صوته دائماً ضد الظلم والبربرية والوحشية ومسكوا دوماً الظالمين عن جيوبهم بالقوة ولطموهم على وجوههم ووقفوا في كل عصر وزمان في وجه الجبابرة والمفسدين، وبرزوا إلى ميدان المبارزة ضدهم وقد ردوا عليهم ردا عنيفاً وضحوا في سبيل ذلك. تلك حقيقة واضحة وجلية لا تخفى على أحد ، لها أمثلة وشواهد كثيرة، بل في التاريخ المعاصر يسطع نجم شعبنا المسلم في السماء ، يناظر القريب والبعيد شهامته وغيرته.
ولكن وللأسف الشديد فإن بعض العملاء وباسم الأفغانيين وفي لباسهم يدعمون المحتلين ويقفون في طريق شعبهم الشريف ويدافعون عن الأجانب، وكان هؤلاء العملاء قد فتحوا النيران على المتظاهرين يوم أمس في منطقة “هوت خيل” ما أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 21 آخرين وفق التقارير الإخبارية، هذا في حين أن المحتلين يعتبرون حرية الإعلام وحرية التظاهر من أعظم مكتسبات أيام احتلالهم القاتم.
توصي الإمارة الإسلامية مجاهديها مثل السابق بالعمل على إرشادات الكتاب والسنة وأن يشمروا عن سواعد الجد لنشر تعاليم الإسلام وفق أوامر الله عز وجل ورسوله المعظم صلى الله عليه وسلم وأن يداوموا على مواصلة الجهاد المقدس إلى حين إنهاء الاحتلال وأن يتحلوا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسيروا على خطواته.