لماذا ضحّت الإدارة العميلة شعبَها لمصالح أمريكا؟
قبل 37 عاماً جعلت شرذمة من العملاء الشعب الأفغاني في جحيم الحرب والنار والدم على مدى 14 عاماً بالتوالی وأخيراً انهزموا ولكن بقي الويل والخراب والمآتم للشعب الأفغاني، ومنذ ستة عشر عاماً وإلى الآن أقام العملاء بإشارة أسيادهم الأجانب قيامة رهيبة للمضطهدين، فالغطرسة والصلف والتعسّف بلغت ذروتها، وندرت العطوفة مع الشعب، ووقع الناس في حيص بيص يعانون من همجية الأعداء وبربريتهم، وإلى متى يريد هؤلاء العملاء أن يعذّبوا شعبهم لرضى الأمريكان؟
لماذا لا يسمحون للشعب حق تقرير مصيرهم بأنفسهم كي ينالوا حقهم المهضوم أي الاستقلال؟
ومنذ بداية العام الحالي، نرى ونشهد هجمات المجاهدين المتكررة والقاصمة الحاسمة، وتقدمهم وانتصاراتهم في المناطق الاستراتيجية بيد المجاهدين، ونفقه تماماً ضعف الإدارة العميلة وفشلها بأنها لاتتنفس الصعداء إلا في ظلّ الطائرات الأمريكية، إلا أنّ هذه الإدارة العميلة حتى الآن تعيش في العبودية ولاتتفكر أصلا بأنها لماذا ضحّت شعبها لصالح أمريكا، وعلاوة على فتح مديريات كثيرة في أفغانستان، هلك جنود كثيرة من المحتلين والعملاء، وتعوقت أمور الناس وتوترت، لايعرف الشعب مصیره، ولكن الزعماء العملاء لايتفكرون ولايتدبرون، إنهم يجعلون أبناء البلاد ضحية وقرباناً لصالح المحتلين ولابتزاز الأموال إلى جيوبهم، ولكنهم يعيشون بأنفسهم عيشاً بذخاً خلف الأسوار وجنودهم يهلكون.
وقُتل قبل يومين مالا يقل عن 150 من الجنود في الهجمات المتكررة على مباني وزراة الدفاع العميلة، وقبل أيّام قُتل مالا يقل عن 180 من الجنود في الهجوم على قوافل الشرطة غربي كابول، ويُقتل الآلاف منهم شهرياً في مديريات جاني خيل، وحصارك، وهلمند، وقندوز وفراه ولاتعبأ الإدارة العميلة بحتفهم أصلاً.
ولو ألقينا نظراً إلى سائر البلاد، نرى أنها تهتم بجنودها حتى إنّ مقتل جندي واحد يهزّها كي تعتذر من الشعب، ولكن كما هو واضح بأنّ مسئولي العملاءيضحون بالشعب للأمريكان، ولا تعبأ بالناس ولا البلاد، بل لايرون أنفسهم من هذا الوطن والشعب، ولاغرو بأنّ هؤلاء الذين يقاتلون لصالح الغرب والأمريكان مع أبناء هذا الوطن تجاه دولارات بخسة معدودة لفي خسارة شديدة، عليهم أن يتفكروا ويعرفوا الحقائق، فلا يقاتلوا لصالح المحتلين مع شعبهم ولايكوّوا الناس أكثر من هذا في لهيب النار المضطرمة، اللهم اهدنا وإياهم إلى صراطك المستقيم.