تحليل الأسبوع

لماذا لا نعتبر من الأحداث الطبيعية الدامية… ؟!!

إننا نعيش على أرض خلقها الله جل جلاله، ونستفيد من نعمه التي لا تعد ولا تحصى، الأرض والسماوات والسحاب الثقال والرياح والأمطار والثلوج والأنهار والوديان والجبال والصحاري والفصول والحدائق و..و… قد سخرها الله تعالى ليعيش الإنسان عيشة رغيدة وهادئة ومنحه الله تعالى صلاحيات الأرض وقد وضع الله تعالى فيها تلك النعم يحتاج إليها الإنسان في حياته المادية.{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} (الأعراف -۱۰).
وخلق الإنسان , وإيجاد الكائنات وكل هذه النعم ليست عبثاً ولا لهواً {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} (الأنبیاء- ۱۶) وإنما هناك هدف عظيم ألا وهو عبادة الله وحده وإقامة شرع الله على الأرض والمعيشة في ضوء الشريعة الإسلامية، وعندما يعيش الإنسان في إطار شرع الله تعالى فإن جميع الكائنات في هذا الكون تدور بحكم من الله في خدمته، وعندما يتقاعس الإنسان في إيمانه ووظيفته ويكفر بنعم الله تعالى عليه ويتكبر فمن الطبيعي أن يأتي تغير في إرادة الله عز وجل ويحول النعم إلى المصائب: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الأعراف- ۹۶).
وقد حدثت خلال فترة خمسة عشر يوما ماضيا في البلاد عدة أحداث طبيعية دامية ولم تعتن بها السلطات – مع الأسف- ولاية أية جهة أخرى كما لم يساعد أحد المتضررين في تلك الأحداث:
• یوم الثلاثاء 22/مارس المنصرم استشهد ثلاثة أطفال في منطقة (راغستان) و (کوب اب) جراء انهيار ثلجي كما أصيب ثمانية آخرون بجروح في حين لا تزال توجد مخاطر انهيارات أخرى على امتداد الطريق في المنطقة ووفق التقارير فإن تساقط الثلوج المكثفة تسببت في إغلاق الطرق الرئيسية وقطع علاقات خمس مديريات في ولاية بداخشان بمركز الولاية.
• يوم السبت 26/ مارس لقی أربعة أفراد من عائلة أفغانية وهم رجل وامرأة وطفلان مصرعهم في منطقة تشبه بدره بولاية كنر ويقال إن الحادث وقع عندما انهارت صخرة من فوق جبل وهبطت على منزل ما أسفرت عن الكارثة.
• يوم السبت 2 / ابريل استشهد ثلاثة أشخاص من المواطنين نتيجة هطول أمطار غزيرة في مديرية جيزاب بولاية أرزكان.
• وهكذا ألحقت الأمطار والفيضانات الأخيرة في المناطق المختلفة من البلاد خسائر في الأرواح والممتلكات حيث لقي ما يقارب 30 شخصاً مصرعهم، كما دمرت آلاف الفدادين من الأراضي الزراعية وكان أكبر الخسائر في أرزكان ودايكندي وغزني إضافة إلى أن الأمطار الأخيرة تسببت في إلحاق خسائر المواطنين في كل من كنر ونورستان بشرق البلاد.
• ويوم الاثنين 4/ ابريل أفادت التقارير الإخبارية أن صخورا انهارت على الطريق العام في منطقة أسمار بولاية كنر وأغلقت الطريق الرئيسي في المنطقة أمام كافة أنواع المركبات ما تسببت في ارتفاع الأسعار في المنطقة.
ويربط بعض الناس الأحداث الطبيعية الدامية مع البيئة والحالات الموسمية ويبحثون للزلازل والفيضانات والعواصف وبقية الأحداث الطبيعية عن أسباب ودلائل عملية والفلسفة ولكن يقف عمل الإنسان في حقيقة الأمر وراء كل مثل هذه الأحداث فعلى الإنسان أن يعتبر ويصفي حساباته من جديد ويتوب إلى الله ويستغفر له ويساعد المتضررين والمنكوبين ويشمر عن سواعد الجد لإصلاح المجتمع ويحول دون المنكرات والفساد الأخلاقي ليحفظ بذلك نفسه والآخرين من العذاب الدنيوي وفي الآخرة ويحول دون الأحداث الكارثية {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشوری – ۳۰) والله الموفق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى