
لماذا نقاتل ؟ الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين القائل في كتابه المجيد : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير} والصلوة والسلام على رسوله محمد، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد، وعلى آله وأصحابه رهبان الليل وفرسان النهار، ومن تبعهم إلى يوم الدين، وبعد:
إن هذه الشرشرة فوق سقف العالم، وتلك المعركة التي حميت في شعاب هندوكوش تدعو العالم إلى البحث والفكر في أسباب تكالب تلك الأحزاب، وصمود ذلك الشعب،قد يعلم الكل أن دفع الفساد، ونيل الحق، ورد الإعتداء والإستعمار وتحرير الوطن عن المتجاوز بالباطل – واجب مشروع يستحقه كل من سكان الأرض، لكن هؤلاء السباع اللابسون زي البشرية لا يزالون ينكرون هذا الحق المشروع لذلك الشعب، لذا يجدر بيان أسباب قيامنا ودلائلنا كوننا على الحق المبين، لأن لا يكون للناس علينا حجة يوم التناد.
حيث الجهاد في أفغانستان يسبح في فلك إسلامي وهو جهاد إسلامي له أسس إسلامية وصبغة إيمانية بل هو مصنوع من روح إيماني وجسم تراب أفغاني أو وافد من أرض الله الواسعة، فلو بَيَّنَّا غاية الجهاد في الإسلام وألحقنا به بعض الدوافع التي تدفع الأفغان إلي القيام والصمود والتضحية في هذا السبيل – لنيل المقصود.
فنقسم البحث إلى:
ا – تمهيد بين يدي الجهاد ويشتمل هذا على ۱ -تاريخ القتال قبل الإسلام ۲ – الجهاد والقتال في الإسلام وذلك في أمرين : الأول دلائل نبوة سيدنا محمد صلى لله عليه وسلم. الثاني – بين يدي الإذن بالقتال للمسلمين.
ب –كيفية القتال في الإسلام، ج–مقاصد الجهاد، د – أسباب مقاومة الشعب الأفغاني ؟.
وذلك ليعلم الأعداء والأصدقاء : أن النيران المحرق في افغانستان، والغوغاء الساطعة ليست عن فكرة رجل ولا رجال، بل هي فكرة فياضة نازلة من فوق سبع سموات، ولا مرد لها ما دامت السموات والأرض.
تمهيد :
الأول : تاريخ القتال قبل الإسلام :
للقتال أسباب عديدة منها نبيلة كريمة وفيها خسيسة دنيئة، وقد قاتل لكل منها ناس عبر التاريخ البشري،” فمنذ هبط الله آدم على هذه الأرض، والمنازعات مستمرة والحروب متوالية، فإذا ما قلبنا صفحات التاريخ لا نجد أمة من الأمم تكاد تخلو من الحرب مع الأمم المجاورة، وفيما بين أفرادها، وبالذات في ما بين ممالك وامبراطوريات العالم القديم، كقدماء المصريين والهكوس والحثيين والآشوريين وأهل بابل وفينيقيا والفرس والإغريق وشعوب أوربا من السلتيين والقوطيين والغاليين والصقلبيين والجرمان والنورمان والتتر… وقد اشتهر الفرس في العهد الأول بكثرة جيوشهم وفرسانهم ومركباتهم المسلحة بالمناجل، واشتهر الهنود بأفيالهم، ومن آسيا انتقل هذا الفن إلي أوربا عند اليونان والرومان ثم عند البرابرة في القرون الوسطى “.
القتال عند الإغريق :
كان اليونان يعتبرون أنفسهم عنصرا ممتازا وشعبا فوق الأخرى من حقه إخضاع هذه الشعوب والسيطرة عليها، من هنا كانت علاقتهم بهذه الشعوب تحكمية لا ضابط لها، وكانت في الغالب علاقات عدائية، وحروب مشوبة بالقسوة لا تخضع لأي قواعد ولا تراعى فيها أية اعتبارات إنسانية، كان هناك صراع بين أثينا وأسبارطة أدى إلى إنقسام بلاد اليونان إلى عصبتين، ووقوع حرب شهيرة بين أثينا وشبه جزيرة بيلوبونيزة بتحريض أسبارطة وهي المسماة بحروب بيلوبونيزة أي مورة ۴۳۱ – ۴۰۴ ق. م, ثم نشبت بینهم حروب صقلیة ۴۱۵ – ۴۱۳ ق. م، وكانت أسبارطة (الواقعة في شبة جزيرة مورة جنوب اليونان) قد وضعت لنفسها برنامجا حربيا وأقامت التعليم الذي يناسبه، أي كانت ترتبط الناحية العسكرية في الأمة بمختلف نواحي الحياة فيها، وحارب الأسبارطة الفرس في أسطولها البحري الضخم سنة ۴۸۰ ق. م و فی ۴۰۵, استولت أسبارطة علی أثینا، وحارب الیونان مملكة طراودة (تقع علی شاطئ آسيا الصغرى) ثم كانت حروب فيلبس وولده اسكندر المقدوني المشهورة من ۳۲۳ الی ۳۳۴ ق. م حتی تمكن اسكندر من إخضاع بلاد العالم.
القتال عند الرومان
لا يختلف الرومان كثيرا عن اليونان في نظرتهم إلى ما عداهم من الشعوب، وكانت صلاتهم بها في الغالب صلات عدائية وسلسلة من الحروب أوحت بها سياسة روما العليا للسيطرة على العالم، واستمرت حروب الرومان حتى كونوا امبراطورية واسعة الأرجاء حتى وصلوا إلى شمال أوربا وضموا تحت لوائهم بلاد الشرق، منها حروبهم مع إيطاليا التي استولوا فيها على جميع الأراضي الإيطالية، وحروبهم مع اليونان احتلوا فيها سائر المماليك اليونانية، ومنها معاركهم مع سكان قرطاجنة التي عرفت بالحروب البونيقية وهي ثلاثة : الأولى والثانية والثالثة من ۱۴۶، ۲۱۸، ۲۴۱ الی ۲۶۴ ق م, انتصر الرومان فیها في واقعة زامة ثم اتجهوا لفتح البلاد الشرقية ففتحوا الشام وبلاد آسيا الصغرى،وكانت الكل شديد الوطأة قوية المراس.
وأثناء غزو الشرق نشبت حروب طويلة بين الرومان والفرس من أجل السيطرة على الشرق وقد أخبر القرآن الكريم عن بعض هذه المواقع قال تعالى : الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ…
والخلاصة : لقد عظم الرومان الحرب حتى نصبوا لها الإله مارس وعظمها اليونان فنصب لها الإله زيوس وقدسها المصريون القدماء فصنعوا لها الإله حورس ابن الإله أوزويس.
الحرب في الديانة اليهودية
وإذا نظرنا في أمر الحرب بالنسبة للديانات لم نجد حربا أقسى وأعنف مما هو معروف في الديانة اليهودية، جاء في الأصحاح الثالث عشر من تثنية الاشتراع في العهد القديم ص ۳۰۱: “فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف، تجمع كل أمتعتها إلي وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد. ۱۵، ۱۶”.
و جاء في الأصحاح العشرين ص ۳۱۰ – ۳۱۱ :إذا خرجت للحرب على عدوك فلاتخف منهم… وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها وإذا دفعها الرب إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل غنيمة ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك… هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها تحريم الحثيين والأموريين والكنعانيين… كما أمرك الرب ۱۰ – ۱۸ “.
وهكذا فأسفار اليهود المتداولة اليوم طافحة بأنباء القتال والجهاد والتخريب والتدمير والإهلاك والسبي، فهي تقرر شريعة القتال، ولكن في أبشع صورها حيث تحكم بقتل كل ذي حياة من الحثيين ومن ذكر معهم ولو كان طفلا أو إمرأة أو كانوا أكثر عددا من بني إسرائيل.
والخلاصة : أن اليهود دعاة الهدم والتخريب في هذا لعالم.
قال آرنست رينان : ” إذا لم يسد العدل في العالم، أو إن لم يستطع العالم أن يقيم العدل فالأفضل له أن يهدم “.
وقال الدكتور أوسكا ليفي : “نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه و جلاديه “.
وأمامنا مثال واضح على وحشية اليهود في حروبهم في فلسطين منذ أعوام، وفي العدوان الثلاثي عام ۱۹۵۷ م حیث كانوا مضرب الأمثال في الوحشة والفتك، وفي أحط صور الخسة والنذالة في مذابح دير ياسين والخليل ورام الله وصفد وغزة وغيرها.
الحرب في الديانة المسيحية
ما كانت مفهوم الجهاد والقتال في الديانة المسيحية طيلة ثلاثة قرون، وذلك لأن السيد المسيح عليه السلام ماقاتل وما تزوج فما كانت في شريعته قانون ملزمة للمجمتع لا في النطاق الداخلي ولا في النطاق الخارجي، لكنه دعا إلى السلام ودعا إلى الجهاد الروحي أيضا، فمن دعوته إلى السلام والصفح والعفو ما جاء في الأصحاح الخامس من انجيل متي: وقد سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا،ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين، ومن سألك فاعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده، ۲۸ – ۴۲ “.
وقد عملت هذه التعاليم المثالية على تلطيف ومنع العادات الهمجية التي كانت متبعة في حروب القرون الوسطى، لذا يردد المسيحيون : بأن المسيحية والسلام توأمان لا يفترقان، وظلت فكرة السلام هي السائدة في تلك الديانة إلى أن جاء القديس ” أوغسطين ” في ابتداء القرن الرابع الميلادي واعترف بمشروعية الحرب بإعتبارها من أعمال القضاء العادل المنتقم، وبذلك أنهى الصراع بين الدين المسيحي والإمبراطورية الرومانية، وسوغ للمسيحين جواز القيام بأداء الخدمة العسكرية أو الإنخراط في الجيش الروماني، ويلاحظ أن أوغسطين أباح الحرب الدفاعية وحرب الإعتداء معا، وهذه النظرية تتعارض تماما مع أسس الدين المسيحي الأصيل،وأباح ايضا فكرة الحروب الصليبية من قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون، فتبلورت فكرة الحرب في المسيحية، ويوجد هناك بعض الألفظ المنسوبة إلى السيد المسيح تدعو إلى الصبر والاستقامة في سبيل العقيدة وعدم الخوف عن لومة لائم: جاء في الأصحاح العاشر من إنجيل متى : ” لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما بل سيفا فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والإبنة ضد أمها… و جاء في إنجيل لوقا في الأصحاح الثاني عشر : ” جئت لألقي نارا على الأرض، أتظنون أني جئت لألقي سلاما، كلا أقول لكم بل انقساما “. ۴۹ – ۵۱
من هذا يظهر أن الكتب المنسوبة إلى السيد المسيح كما أنها مشحونة بالدعوة إلى السلام كذلك بالجهاد في سبيل العقيدة أيضا، وقد أراد المسيحيون بالحرب القضاءَ على الإسلام في الحروب الصليبية طيلة ثلاثة قرون وفي غيرها في أسبانيا وإيطاليا وفرنسا وفي شرق أوربا، ففي الأندلس مثلا لم يكن رائد الأسبان في جهادهم الطويل لإخراج المسلمين من الجزيرة سوى عواطف دينية يشوبها تعصب عميق لم تألفه الجماعات الإسلامية، وقد لقي المسلمون واليهود أشد العذاب وأنكر الظلم من محاكم التفتيش التي كانت تأمر بتعميد العرب كرها، ثم بحرق كثير من المعمدين،ونصح كردينال طليطلة التقي الذي كان رئيسا لمحاكم التفتيش بقطع رءوس جميع من لم يتنصر من العرب رجالا ونساء وشيوخا وولدانا، وعقد مسلمو غرناطة عقد التسليم والأمان مع الملكين الكاثوليكين فردناند وإيزابلا، فنكثاه بالعهود والمواثيق، فكبد المسلمون ما يقارب ثلاثة ملايين، واليهود نحو مليون، وبالحرب نشر المسيحيون عقيدتهم في عشرة قرون كاملة،ثلاثة منها قبل ظهور الإسلام وسبعة بعد مجيء الإسلام،ثم تبنى المسيحيون مهمة نشر النصرانية بالإكراه والقوة العسكرية ففرض الامبراطور شارلمان المسيحية على السكونيين بحد السيف،وفي أوائل وصول الأوروبيين إلى الهند وقعت حوادث شنعاء تدل على قسوة البرتغال وتعصبهم، فروي أنهم ذبحوا ركاب سفن الحجاج في عودتها من بيت الله الحرام، وفي سنة ۱۴۵۴ م أصدر البابا مرسوما منح فيه “هنري البحار البرتغالي ” الحق في أن يغزو وأن يحتل ويخضع جميع الشعوب والأقاليم التي يسودها حكم أعداء المسيح، ويحوز البحار اللازمة للقضاء على انتشار “طاعون الإسلام”.
و كان المرسوم مايلي : إن سرورنا لعظيم أن نعلم أن ابننا المحبوب هنري أمير البرتغال قد سار في خطى أبيه – الملك جون – بوصفه جنديا قديرا من جنود المسيح ليقضي على أعداء الله وأعداء المسيح من المسلمين والكفرة… فهذا يدل على شدة تعصب الديني لقطع دابر الإسلام، وكان القوط في بلاد الأندلس بعد تحولهم إلى دين النصارى يجبرون اليهود على التنصر.
والخلاصة : لقد سفكت باسم المسيحية وفي سبيل المسيحية دماء أغزر مما سفك في سبيل أية دعوة أخرى في تاريخ البشرية، بل إن القارة الأوربية التي هي مقر المسيحية هي وكر الحروب والدمار على طوال الألف الأخيرة من السنين.
حروب الجاهلية
قال الدكتور غوستاف لوبون : “لم تكن جزيرة العرب قبل ظهور محمد سوى ميدان حرب دائم واسع لما تأصل في العرب من الطبائع الحربية “.( )
وما كانت هناك قوانين سائدة ولا دين منشور حتى يعقل الناس لذا وقع اصطدام، وكانت حروبهم إما للنهب والإغارة لأنها كانت من طرق المعاش، أو للثأر والانتقام والقصاص لأنها مما دفعتهم إليها غيرتهم وحميتهم حمية الجاهلية،أو للتنافس والسيطرة على المرعى والماء والكلأ لأنها كانت مصادرهم ذريعة معاشهم ومعاش إبلهم وغنمهم.
الثاني – الجهاد والقتال في الإسلام
وبيان ذلك في أمرين : الأول – بيان دلائل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. الثاني -بين يدي الإذن بالقتال.
دلائل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
و ذلك في أمرين : الأول – سوق بعض النصوص. الثاني – ثلاث قصص
الأول : بعض النصوص :
كانت في أطلال الديانات السماوية ذكر نبي يبعث في مكة، وكان الكل يعرفون ذلك، قال تعالى : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( البقرة : ۱۴۶ ) وفي تفسیر القرطبي :وخصّ الأبناء في المعرفة بالذكر دون الأنفس، لأن الإنسان قد ينسى نفسه، ولا ينسى ابنه.
روي أن عمر قال لعبد اللّه بن سلام: أتعرف محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم كما تعرف ابنك؟ فقال:نعم وأكثر، بعث اللّه أمينه في سمائه، إلى أمينه في أرضه، فعرفته، وابني لا أدري ما كان من أمّه.
وأهل الكتاب يكتمون الحق يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم، ويعلمون نبوته، وهذا ظاهر في صحة الكفر عنادا، مثل قوله تعالى: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ [ النمل : ۱۴ ] وقوله: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ [البقرة : ۸۹ ]. انتهى.
قال ابن كثير في البداية قال محمد بن إسحاق رحمه الله: وكانت الاحبار من اليهود والكهان من النصارى ومن العربقد تحدثوا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه لما تقارب زمانه، أما الاحبار من اليهود والرهبان من النصارى فعما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه، وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه قال الله تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل الآية وقال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل الآية،وقال الله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين.الآية, وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال: ” ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه وليتبعنه “.
يعلم من هذا أن جميع الانبياء بشروا وأمروا باتباعه،وقال الامام أحمد: حدثنا أبو النضر حدثنا الفرج بن فضالة حدثنا لقمان بن عامر سمعت أبا أمامة قال قلت يارسول الله، ما كان بدء أمرك ؟ قال: ” دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام ”
أما في الملأ الأعلى فقد كان أمره مشهورا مذكورا معلوما من قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام روى البغوي عن أحمد بن المقدام عن بقية بن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي هريرة – مرفوعا – في قول الله تعالى: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث”.ومن حديث أبي مزاحم عن قيس بن الربيع عن جابر عن الشعبي عن ابن عباس قيل يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال: ” وآدم بين الروح والجسد “.
وأما الكهان من العرب فأتتهم به الشياطين من الجن مما تسترق من السمع، إذ كانت وهي لا تحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم، وكان الكاهن والكاهنة لا يزال يقع منهما بعض ذكر أموره ولا يلقى العرب لذلك فيه بالا،حتى بعثه الله تعالى، ووقعت تلك الامور التي كانوا يذكرون فعرفوها، فلما تقارب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر زمان مبعثه حجبت الشياطين عن السمع، وحيل بينها وبين المقاعد التي كانت تعقد لاستراق السمع فيها، فرموا بالنجوم فعرفت الشياطين أن ذلك لامر حدث من أمر الله عزوجل انتهى كلام ابن كثير.
وقال تعالى : وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( الصف : ۶ )
و في تفسیر المنیر للزحيلي تحت هذه الآیة :
أورد البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: ” إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو اللّه به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس وأنا العاقب أي الآخر الآتي بعد الأنبياء.
وروى مسلّم وأبو داود الطيالسي عن أبي موسى قال: سمى لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم نفسه أسماء، منها ما حفظنا، فقال: أنا محمد، وأنا أحمد، والحاشر، والمقفي، ونبي الرحمة والتوبة والملحمة.
وعن كعب الأحبار: أن الحواريين قالوا لعيسى: يا روح اللّه، هل بعدنا من أمة؟ قال: نعم، أمة محمد، حكماء علماء أبرار أتقياء، كأنهم من الفقه أنبياء، يرضون من اللّه باليسير من الرزق، ويرضى اللّه منهم باليسير من العمل.
وجاء في الفصل العشرين من السّفر الخامس من التوراة: أقبل اللّه من سينا، وتجلّى من ساعير، وظهر من جبال فاران، معه الربوات الأطهار عن يمينه. وسينا مهبط الوحي على موسى، وساعير مهبط الوحي على عيسى، وفاران جبال مكة مهبط الوحي على محمد.
وجاء في إنجيل يوحنا في الفصل الخامس عشر:قال يسوع المسيح: إن الفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي، يعلمكم كل شيء، والفارقليط: لفظ يدل على الحمد، وهو إشارة إلى أحمد ومحمد اسمي النبي صـــــــــــلى اللّه عليه وسلّم. انتهى كلام الزحيلي
هذا وفي انجيل برناباس تصريح بإسم محمد صلى الله عليه وسلم نذكر منه ما يلي :
ففي انجيل برناباس في الفصل الثاني وأربعون : لست أهلا أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خلق قبلي ويأتي بعدي، ۴۲ / ۱۴.
وهذا النص تشابه تماما حدیث البغوي المذكور،وفی الفصل ثلاثة وستون ومئة : أجاب التلاميذ يا معلم من عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عند الذي سيأتي إلى العالم ؟
أجاب يسوع بابتهاج قلب : إنه محمد رسول الله.۱۶۳ / ۷، ۸. ( ماهي النصرانية : ۱۷۳ )
مع العلم بأن المسيحية ترفض انجيل برناباس وذكرنا نصوصه تبشيرا لأهل التحقيق.
الثاني – ثلاث قصص
والآن نذكر بعض القصص الدالة على ذلك، الأولى– خبر ارتجاس ايوان كسرى مولد رسول الله، الثانية – شهادة بحيرى الراهب، الثالثة – شهادة ورقة بن نوفل.
الأولى – خبر ارتجاس ايوان كسرى
لما ولد محمد صلي الله عليه وسلم في مكة ارتجس له ايوان كسرى وسقطت شرفاته وخمدت النيران وخبره كما في البداية و النهاية لابن كثير : قال ابن كثير رحمه الله :
قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب هواتف الجان:حدثنا علي بن حرب حدثنا أبو أيوب يعلى بن عمران – من آل جرير بن عبد الله البجلي – حدثني مخزوم بن هاني المخزومي عن أبيه – وأتت عليه خمسون ومائة سنة – قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة،وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم، فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك، فتصبر عليه تشجعا، ثم رأى أنه لا يدخر ذلك عن مرازبته فجمعهم ولبس تاجه وجلس على سريره،ثم بعث إليهم، فلما اجتمعوا عنده،قال: أتدرون فيم بعثت إليكم ؟ قالوا: لا، إلا أن يخبرنا الملك، فبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب خمود النيران فازداد غما إلى غمه، ثم أخبرهم بما رأى وما هاله،فقال الموبذان وأنا – أصلح الله الملك – قد رأيت في هذه الليلة رؤيا ثم قص عليه رؤياه في الإبل، يقال أي شئ يكون هذا يا موبذان ؟ قال حدث يكون في ناحية العرب -وكان أعلمهم من انفسهم-فكتب عند ذلك: من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر، أما بعد : فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه، فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني، فلما ورد عليه قال له: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ فقال لتخبرني أو ليسألني الملك عما أحب، فإن كان عندي منه علم وإلا أخبرته بمن يعلم. فأخبره بالذي وجه به إليه فيه.قال علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح. قال فائته فاسأله عما سألتك عنه ثم ائتني بتفسيره.
فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح وقد أشفى على الضريح،فسلم عليه وكلمه فلم يرد إليه سطيح جوابا فانشأ يقول:
أصم أم يسمع غطريف اليمن أم فاد فار لم به شأو العنن يا فاصل الخطة أعيت من ومن أتاك شيخ الحي من آل سنن الخ
فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول: عبد المسيح، على جمل مشيح، أتى سطيح، وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاس الايوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادها، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شاما،يملك منهم ملوك وملكات، على عدد الشرفات وكل ما هو آت آت،
ثم قصى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح إلى راحلته، فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بما قال له سطيح، فقال كسرى إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور، فملك منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضي الله عنه انتهى
الثانية – خبر بحيرا الراهب
قال ابن كثير قال ابن إسحاق: إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام،فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم،فرق له أبو طالب وقال والله لأخرجن به معي ولا أفارقه ولا يفارقني أبدا،فخرج به،فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له،وكان إليه علم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب فيها،إليه يصير علمهم عن كتاب يتوارثونه كابرا عن كابر، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى – وكانوا كثيرا ما يمرون به فلا يكلمهم ولا يعرض لهم -حتى كان ذلك العام،فلما نزلوا قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا وذلك عن شئ رآه وهو في صومعته، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركب حتى أقبل وغمامة تظلله من بين القومثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه،فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها،فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بطعام فصنع،ثم أرسل إليهم،فقال إني صنعت لكم طعاما يا معشر قريش فأنا أحب أن تحضروا كلكم، كبيركم وصغيركم، وعبدكم وحركم، فقال له رجل منهم: والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم، ما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى صدقت قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلون منه كلكم، فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم، لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة فلما رآهم بحيري لم ير الصفة التي يعرف ويجده عنده،فقال: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي، قالوا: يا بحيرى ما تخلف أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام، وهو أحدثنا سنا فتخلف في رحالنا،قال لا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم،فقال رجل من قريش: واللات والعزى، إن كان للؤم بنا أن يتخلف محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا،ثم قام إليه فاحتضنه و أجلسه مع القوم، فلما رأى بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرى وقال له يا غلام: أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه،وإنما قال له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لا تسألني باللات والعزى شيئا، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما،فقال له بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؟ فقال له سلني عما بدا لك، فجعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه وهيئته وأموره،فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره،فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته،ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه موضعه من صفته التي عنده، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب، فقال [له] ما هذا الغلام منك ؟ قال: ابني قال بحيرى ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن أخي،قال فما فعل أبوه؟ قال مات وأمه حبلى به، قال صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود،فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام،
الثالثة : خبر ورقة بن نوفل :
كان ورقة بن نوفل من الذين أنكروا على أهل الجاهلية عقائدهم وأفعالهم، فخرج هو وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين، فتنصر ورقة وتعلم النصرانية حتى صار عالما، وأما زيد فلم يطمئن بالنصرانية ولا باليهودية فبقي على دين إبراهيم.
قال ابن كثير :
قال البخاري: قال البخاري حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال : اقرأ.فقال: ما أنا بقارئ.قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني. فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني. فقال: اقرأ، فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد. ثم أرسلني فقال : {اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق،اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم } فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وآله يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال : زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر – لقد خشيت على نفسي.فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدا.إنك لتصل الرحم وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان أمرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة : يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا، إذ يخرجك قومك،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أو مخرجي هم ؟ ” فقال: نعم.لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي،وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا،ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة،حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه،فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا كمثل ذلك.قال فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له: مثل ذلك.
هكذا وقع مطولا في باب التعبير من البخاري.
قال ابن شهاب :وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الانصاري قال – وهو يحدث عن فترة الوحي – فقال في حديثه: ” بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والارض،فرعبت منه فرجعت فقلت: زملوني، زملوني فأنزل الله: {يا أيها المدثر، قم فانذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر } فحمي الوحي وتتابع ” انتهى
(سينشر البقية في العدد القادم إن شاء الله)