مقالات الأعداد السابقة

لماذا يستهدف المجاهدون الفنادق؟!

بقلم: حميدالله
ربما یتساءل کثیر من المعنیین بشؤون أفغانستان، لماذا تشن الإمارة الإسلامیة هجمات متکررة وعنیفة علی الأجانب المقیمین في بعض فنادق کابول. إذ أن الدول الأجنبیة قلصت قواتها في أفغانستان، ولم یبق منها إلا القلیل. وهؤلاء المستهدفون في الفنادق يأتون إلی أفغانستان لمساعدة الدولة والشعب. وإن حضور الأجانب في أفغانستان لازم لتنمیة الاقتصاد وانعاش البلاد.
إن هذه الکلمات وأشباهها تقرع الآذان بعد کل عملیة ینفذها أبناء الإمارة الإسلامیة علی الأجانب داخل کابول. إن مرد هذه الکلمات (والصحيح أن نسمیها بالدعایة ضد الإمارة الإسلامیة)، إلی الجهل أو التجاهل بواقع الأجانب في أفغانستان وخاصة في فنادق کابول. لكن في الحقیقة إن هؤلاء الأجانب لا يأتون إلی أفغانستان لتحقيق الخیر البلد، وإرادة الخیر منهم للشعوب المسلمة أمر محال؛ لأن الله تعالی أخبرنا بأنهم لن یرضوا عنا حتی نتبع ملتهم.
وقد نهانا عن اتخاذهم بطانة من دون المؤمنین: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ”. ﴿آل عمران/۱۱۸﴾.
هنالك حقائق لا تعلمها کثیر من الشعوب سوى مواطني کابول؛ فإنهم أعلم الناس بطبیعة الأجانب وأهدافهم من المجيء إلی أفغانستان. إذا سألت کابولیاً عن هذه القضیة فسوف یجیبك بأنهم یسافرون إلی أفغانستان خاصة لنشر الفساد والفحشاء بین الناس وإرساء قواعدها علی صعید البلد. وأکثر الفنادق المخصصة للأجانب في کابول تعد تربة خصبة للفساد والدعارة والخلاعة. ویرتکب الأجانب فیها أشد أنواع الفساد والفحشاء، فیشربون الخمور ویرتکبون الفحشاء، ویهتك فیها بحرمة المرأة الأفغانیة.
وأحیانا یأتون بفاحشات أجنبيات لیرقصن أمامهم ویقضین شهوتهم، وهنالك کثیر من المتملقین الداخلیین یهیئون لهم أجمل الشابات إرضاءً لهم، وهذه الفنادق بعضها بنیت من قبل الأفغان وبعضها من قبل الأجانب. وأکثر عاملات هذه الفنادق وضعن جمیع القيم الأفغانیة والإسلامیة تحت أقدامهن، بل کثیر منهن یرتکبن الفجور طلباً للزبائن.
وقد ألقي القبض فیها علی کثیر من الصینیات اللاتي جئن إلی أفغانستان لیملؤوا جیوبهن وینشرن الفساد بین شباب الأفغان. وهذا ما اعترف به رجال الشرطة في کابول.
هذا واقع ألیم بات واضحاً للجمیع ولا مجال لإنکاره. والمؤسف أن هذه الوقائع تحدث على مرأی من رجال حكومة کابول، فلا ممانعة ولا مزاحمة؛ بل تقع مسؤولیة تأمينهم وحمايتهم علی عاتق شرطة کابول. وإذا ألقي القبض علی أجنبي أو أجنبیة وذلك تحت ضغوط الشعب، یطلق سراحهم بعد أیام.
والإعلام الغربي يتجاهل هذه الحقائق ولا يلقي لها بالاً. مع أنه أحیانا يختلق بعض الأخبار کذباً وزوراً ويتهم أطهر الناس بالفحشاء والدعارة.
وأکثر هذه الفنادق – مع الأسف – تقع داخل المدینة، حولها البیوت والمساکن. وهذا ما أقلق مواطني کابول، فإنهم یخافون علی أبناءهم وبناتهم من التلوث بفساد هؤلاء الخبثاء.
عبدالرحمن، مواطن کابولي یظهر قلقه تجاه القضیة فیقول: “کیف یهنأ لنا العیش ونحن نری الفساد والفحشاء تکتسح البلاد. لقد عم شرب الخمور ورُوِج لارتکاب الفجور في هذه التربة الطاهرة التي عطرت بدماء آلاف الشهداء البررة. إن أبناءنا ومستقبلنا مهدد أیها الإخوان. إذهبوا إلی فنادق الأجانب في المدینة. الواقع مؤلم، تقشعر منه جلود الذین یملکون شیئا من الإیمان والشعور. إن حضور المحتلین سبب وجود الخمور في کثیر من دکاکین البلد.”{موقع وحدت}
وفعلا بمساعدة من الخونة المحليين وقع کثیر من الشباب والشابات في شباك هؤلاء الأجانب. ویکفیکم أن ترقبوا أحد هذه الفنادق لتروا أن السیارات الفخمة ملیئة بالشابات اللاتي تم اصطيادهن لمعاشقة الأجانب المقیمین داخل الفندق. والآلم أن الأجانب إذا أرادوا ذهبوا بالمرأة الأفغانیة خارج البلد.
إن الأمر قد تجاوز أفواه الناس ووصل إلی وسائل الإعلام والمواقع الرسمیة، وقد أقرت شرطة کابول بهذه الحقیقة. وهذا عبدالجمیل کوهستاني، المدیر العام للجرائم الجنائیة في ولایة کابول یقول: لقد تلقينا شكاوى متعددة ومتکررة من قبل أبناء الشعب عن وجود الفساد في الفنادق المخصصة للأجانب، فقمنا بمراقبتها، وألقینا القبض علی سبعة نسوة من الأجنبيات في إحدی فنادق “شهرنو”، وعندما فتشنا الفندق وجدنا أنها لیست فندق، بل یوجد بها جمیع أنواع الفساد والفحشاء. وأضاف کوهستاني في حواره مع وسائل الإعلام أنهم ألقوا القبض علی شابین وشابتین في إحدی الفنادق وهم مخمورين. وکان الشابان أفغانیین والشابتین من الأجانب.
لقد وجد الأحانب في أفغانستان أن أقرب طریق للوصول إلی أهدافهم الشیطانیة هو الترویج للفساد الأخلاقي بین الشباب. ونظرا لحساسیة شعبنا من هذه القضیة تخندقوا في الفنادق.
وهذا جواب لمن یتسائل عن دلیل هجومنا علی الأجانب في البلد. إن حملاتنا علیهم عذاب من الله في الدنیا وعذابهم في الآخرة أشد وأمر. وقد أخبرنا الله تعالی بذلك: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون”َ. ﴿آلنور/ ۱۹﴾.
و سوف یأتي الله بنصر من عنده ویطهر بلدنا الحبیب من لوث الیهود والنصاری وأعوانهم المنافقین. وما ذلك علی الله بعزیز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى