مقالات الأعداد السابقة

لماذا يقتلون نساءنا وأطفالنا؟

أبو عبد الله

 

ثمة أيادي تخطط من وراء الكواليس – منذ فترة غير قصيرة – لقتل النساء والأطفال الأبرياء، بذريعة العمليات الليلية والمداهمات ضدّ المجاهدين أو ما يسمونهم بالإرهابيين.

فلا يمضي ليلٌ إلا وهناك بيتٌ مهدّم، قتل ما فيه من الرجال، وأما الأطفال والنساء فأمضوا ليلهم بالضجيج والصراخ والرعب والخوف.

وربّما هدّموا البيوت على رؤوس ساكنيها ولم يفرقوا بين أحدٍ في القصف العشوائي، فلم يرحموا شيخًا عجوزًا ولا طفلًا رضيعًا.

بماذا نصف عملية هؤلاء المجرمين الوحشية على بيوت المواطنين الأبرياء؟

فهل يريدون بمثل هذه العمليات تهييج النّاس ضدّهم كي يُهيّئوا أسباب هروبهم؟

أم يريدون أن يُفرّقوا بمثل هذه العمليات الجبانة بين المجاهدين وشعبهم المجاهد؟

أم يريدون أن يثأروا من الشعب جراء ما لقيه جنودهم من الموت الزعاف في الميادين؟

لا شك بأنّ هؤلاء لا عقل لهم ولا هم يفقهون، ويعيشون في الأوهام والظنون، وأيًّا ما كان هدفهم بقتل شعبنا، فسوف يجلبون على أنفسهم البلاء والخسران بمثل هذه الجرائم البغيضة.

إنّ شعبنا لا يهاب الموت ليرتعد من مثل هذه الفجائع، ويستسلم لمقاصد العدو الدنيئة، وأهدافهم الماكرة الخسيسة، ومهما قتلوا من الشعب فإنّ أواصر الشعب وصلته تزداد وتتوطد أكثر فأكثر، فإنّ هؤلاء الجبناء يكشفون الستار عن وجههم الكريه البشع باقترافهم هذه الجرائم.

إنّ شعبنا استيقظ وانتبه، وبات يعرف الغث من السمين والدسم من البرسمين، ويميّز بين صديق يريد خيره، وعدوّ يمكر به الدوائر، ولا يتوانى في الذود عن حمى دينه ووطنه وعرضه وبيضة الإسلام.

إنّ جهاد الإمارة الإسلامية ليس جهاد حركة فحسب؛ بل إنه لجهاد شعب برمته، وثورة شعب وعقيدة لن يطفئ الأعداء جذوتها بالأوهام والجرائم والكوارث.

إنهم يتطلّعون إلى رضا أسيادهم فحسب بقتل الشعب، ليبقوا في مناصبهم لبضعة أيام أخرى، ويملؤوا جيوبهم أكثر.

ومعظم هؤلاء الجناة الذين يقترفون هذه الجرائم، ولا يعبؤون بقتل المواطنين الأبرياء، نقلوا أهاليهم إلى البلاد الأخرى، وبنوا أو اشتروا هنالك لأنفسهم قصورًا شامخة. فصاروا عبيد الدرهم والدولار وباعوا دينهم وإيمانهم وهويتهم وغيرتهم وحريتهم بدراهم بخيسة.

ولكنهم أخطأوا حيث ظنّوا بأنهم سيصلون إلى أهدافهم بقتل الأبرياء؛ لأنّ المجاهدين وأبناء الإمارة الإسلامية لهم بالمرصاد، فلا يدخرون من جهدٍ أو سعي، وتعاهدوا ليثأروا لشعبهم من هؤلاء السفاكين، وسيخيّبون آمالهم بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى