لهيب العمليات الجهادية في صقيع الشتاء
إنّ سلسلة عملیات خیبرالتي أعلنت عنها قیادة الإمارة الإسلامیة لازالت بفضل الله تعالی مستمرّة بكامل قوتها في جمیع ولایات أفغانستان، وتتحرّر فیها كل یوم مناطق واسعة من وجود الغزاة وعملائهم.
وكما كان متوقعاً -بحمدالله- حقّقت (عملیات خیبر) نجاحاً كبيراً، بل كانت الأشد والأنجح من حيث الانتصارات والفتوحات وإلحاق الأضرار بالعدوّ في الجهاد الجاري ضدّ المحتلین الأمریكیین خلال ثلاث عشرة الماضیة. وكما أنّ هذه العملیات كانت قویة من ناحیة الكمّ والكیف في یوم شروعها، كذلك كان استمرارها ودوامها أیضا حافلاً بالانتصارات والفتوحات، وقد ارتفع مؤشّر عدد الهجمات ضدّ العدوّ من خمسة أضعاف إلی عشرة أضعاف في أوقات معینة مثلما كان في أیام إجراء الانتخابات الرئاسیة، ووصل الأمر بمدینة كابل العاصمة أن كانت فیها عملیة فدائیة كل یوم، والتي ألجأت المحتلین إلی الرحیل من كابل والمدن الأخری أیضا بعد أن كانوا یعتبرونها ملاذات آمنة لهم. ووصل الأمر ببعض الدول الشریكة في الاحتلال مثل بلجیكا أن أغلقت أبواب سفارتها وإداراتها السیاسية الأخری.
ولسنا في هذا المقال بصدد تقصّي جمیع عملیات المجاهدین في سلسلة (عملیات خبیر) كلها، بل سنُلقي نظرة عابرة علی أبرز عملیات المجاهدین في أشدّ الأیام برداً في موسم الشتاء، حیث تنخفض درجة الحرارة في بعض مناطق أفغانستان إلی الصفر أو إلی ما تحت الصفر.
في الصیف الماضي حین كان ینقضّ المجاهدون علی مراكز العدوّ، وحین كانوا یوجّهون له ضربات قاصمة ویكبّدونه خسائر كبیرة، كان المتحدّثون الرسمیون باسم الحكومة العملیة والمحللّون المنحازون لها يعترفون بأنّ وقوع مثل تلك الهجمات القویة واشتداد وتیرة القتال ضدّ جنود الحكومة لیس غربیاً في موسم الصیف، لأنّ موسم الصیف هو في الحقیقة موسم القتال العنیف للمجاهدین، ولكننا نری الآن أنّ موسم الشتاء الذي یعتبره العدوّ موسم القتال لصالحه، هو الآخر تحوّل إلی موسم قتال المجاهدین للحكومة، فیقومون فیه بعملیات جهادية قویة في جمیع مناطق البلد، وقد ألجأوا العدوّ إلی الفرار من مراكزه.
وإذا ما ألقینا نظرة علی أبرز عملیات المجاهدین في شهر ینایر الماضي فسنری العناوین الرئیسة لها كالتالي:
1 – قتل المجاهدون في (كندوز) 16 فرداً من ملیشیات العدوّ خلال عدّة عملیات، وأصابوا 12 آخرین بجروح، كما حرّروا أحیاء من سیطرة العدوّ، وغنموا كميات كبیرة من الأسلحة والذخائر.
2 – نفذ المجاهدون عملیة استشهادية علی أكادیمیة الشرطة في ولایة خوست، وأسفرت العملیة عن مقتل وإصابة 25 جندیاً.
3 – قام أحد العناصر المجاهدة المزروعة في داخل صفوف العدوّ في مدیریة (نوزاد) من ولایة هلمند بقتل جمیع مسؤولي قیادة الأمن في هذه المدیریة بمن فیهم قائد أمن هذه المدیریة وآمر الكشف في الاستخبارات.
4 – تمّ قتل قائد الملیشیات المدعو (أسد) كما قُتِل واصیب 15 آخرون من أتباعه في مركز ولایة (لغمان) ومدیریة (ألیشنگ) في هذه الولایة.
5 – تمّ استهداف رتل لشرطة النظم العام في مركز ولایة (هلمند) مدینة (لشكرگاه) بعملیة استشهادية، وتم تدمير في هذه العملیة عدّة سیارات، كما قَتِل وأصیب فیها 18 جندیاً أیضاً.
6 – استُهدِفَت مساكن المحتلین الأجانب في منطقة (قصبة) بجوار مطار (كابل) الدولي بواسطة سیارة ملغومة، وأسفرت العملیة عن مقتل وإصابة عدد كبیر من المسؤولین العسكرین والمدنیین الأجانب الساكنین في تلك البنایات.
7 – قتل المجاهدون 17 جندیاً للعدوّ في مدیریة (قیصار) من ولایة (فاریاب) وحرّروا مناطق واسعة من سیطرة الحكومة العمیلة.
8 – قام المجاهد السري (إحسان الله) من داخل صفوف جنود العدوّ بهجوم علی العسكریین الأمریكیین في داخل مطار (كابل) العسكري، وقَتَلَ ثلاثة من الأمریكیین كما أصاب أربعة آخرین بجروح.
9 – استولی المجاهدون علی عدّة نقاط أمنیة للعدوّ في مدیریات (نازیان) و(غني خیل) و(لعل پوره)، وحرّروا مناطق واسعة من سیطرة العدوّ، وألحقوا بالعدوّ خسائر في الأ رواح والعتاد.
10 – قَتَلَ المجاهدون 25 جندياً من جنود العدوّ في عملیتین استشهاديتين علی مركزيّ الشرطة في الناحیتین الرابعة والتاسعة من مدینة (قندهار).
العملیات المذكوره كلها وقعت في النصف الثاني من شهر (ینایر) والأسبوع الأول من شهر (فبراير)، وقد تحّمل في كلّ منها العدوّ خسائر كبیرة في الأرواح والعتاد.
وبالنظر إلی العملیات المذكورة یبدو لنا جلیّاً أنّ عملیات المجاهدین مستمرّة بشدّة حتى في شهور الشتاء الباردة كما كانت مستمرّة في أشهر الصیف التي یعتبرها العدوّ موسم القتال لدی المجاهدین. وأنّ ظروف الشتاء الصعبة لم تؤثّر سلباً علی سیر عملیات المجاهدین القتالیة. وكذلك أوضحت الأمثلة السابقة أنّ عملیات المجاهدین مستمرّة في جمیع ولایات أفغانستان مما یثبت زیف ادّعاء العدوّ بانحصار عمليات المجاهدین في مناطق محدودة من البلد فقط، وأنها لیست منتشرة في البلد كله.
إنّ المجاهدین استطاعوا بفضل الله تعالی هذا العالم في (علمیات خیبر) الشاملة أن یطووا فیها بساط العدوّ في كثیر من ساحات البلد، وأن یحرّروا عدّة مدیریات من سیطرته، وكذلك استطاعوا توسيع هجماتهم إلی قلب العاصمة (كابل) والمدن الأخری وبخاصّة العمليات المتمثلة بزراعة العبوات المغناطیسة الناسفة التي ملأت قلوب كبار المسؤولین خوفاً وذعراً من استهداف المجاهدین لهم. وقد وصل الخوف والذعر بالمسؤولین الأمنیین والعسكریین في ولایة (هرات) أن فرضوا الحظر علی استعمال الدراجات الناریة في تلك المدینة.
ومن المكتسبات الأخری لـ (عملیات خبیر) هي أنّها لم تترك العدوّ یتنفّس ویستریح من عناء الحرب الصیفیة، وقد كان یستغل موسم الشتاء في السنوات الماضیة لاستراحة جنوده والإعداد للصیف القادم. فاستمرار العملیات بكامل شدّتها وبأنواعها المختلفة من الهجمات الاقتحامیة والصاروخیة والانغماسیة والهجمات الأخری شغلت العدوّ، وجعلته في حرب نفسية وعصبية مستمرة.