لوموند: طالبان تدخل مفاوضات الدوحة في موقع قوة أمام حكومة كابول التي تعاني من الانقسامات
آدم جابر
قالت صحيفة لوموند إن مفاوضات السلام الأفغانية التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة السبت ويحضرها وزير الخارجية الأمريكي، ستكون مشحونة، مشيرة إلى أن حركة طالبان لطالما رفضت الدخول في حوار مع السلطات في كابول التي لطالما أطلقت عليها اسم “دمى واشنطن”. وبالإضافة إلى ذلك، من الواضح فإن وفد الحركة المتمردة أتى إلى الدوحة وهو في موقف قوة.
وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الأفغانية كابول قلقون بالفعل بشأن محتوى هذا اللقاء الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”التاريخي”. حيث إن الرئيس الأفغاني أشرف غني قدم تنازلات بشكل متكرر خلال المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان، التي بدأت في صيف 2018، وتم استبعاده منها.
وبعد ذلك، رفض، في الأول من مارس/ آذار، أي فكرة عن الإفراج المبكر عن سجناء طالبان، معتبراً أن كابول لم تكن مرتبطة بهذا القرار وأنهم “يجب أن يكونوا جزءًا من المناقشات بين الأفغان”.
لكنه استسلم أخيراً في التاسعة من أغسطس الماضي للضغوط الأمريكية-الطالبانية مما دفعه للإفراج عن آخر 400 معتقل من قائمة تضم 5000 اسم وضعها المتمردون وحدهم.
وقد اتفق الجانبان على المناقشة دون وجود وسيط، ما يعني أننا سنكون أمام وفدين غير متوازنين في اتصال مباشر، تقول لوموند، موضحة إن حركة طالبان تقدم انسجاماً تكتيكيًا كبيرًا وقيادة منظمة، في الوقت الذي يصل فيه نظام كابول إلى الدوحة وهو في وضعية ضعف مشتت بسبب الخلافات الداخلية القوية في هرم السلطة.
لأنه إذا كانت الولايات المتحدة سعيدة بإنهاء أقدم صراع في تاريخها، أي تسعة عشر عامًا من الحرب، فإن التاريخ المخطط لانسحابها الكامل من أفغانستان قد يكون إشكاليًا. نص اتفاق الدوحة الأول في 29 فبراير، في الواقع، على أن واشنطن يجب أن تكون قد أخلت جميع رجالها بحلول مايو 2021. ومع ذلك، فإن المحادثات التي بدأت متأخرة سبعة أشهر، لا شيء يقول إن الطرفين سيحصلان، بحلول هذا التاريخ، وجدت بالفعل الطريق إلى السلام.
وتابعت لوموند القول إنه إذا كان الرئيس ترامب قد بدا قبل كل شيء حريصًا، لأسباب انتخابية، على سحب جنوده من أفغانستان في أسرع وقت ممكن، فإنه يجب على المجتمع الدولي الآن التعامل مع طالبان التي هي في موقع قوة حاليا، لعدم قدرته على ضربها عسكريًا، وذلك من أجل إعادة بناء مؤسسات أفغانية قوية.
وأوضحت لوموند أن احتمال عودة أولئك الذين أطيح بهم في نهاية عام 2001 إلى السلطة يثير مسألة تمويل السلام الأفغاني. فالأمم المتحدة كانت قد خططت لتنظيم مؤتمر دولي جديد في جنيف في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لجمع الأموال اللازمة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان ودفع أموال لقواتها الأمنية على وجه الخصوص. ومع افتتاح حوار السلام بين الأفغان في الدوحة، بدا أن هناك بعض الغموض الذي يكتنف عقد هذا الاجتماع وكيفية هذا الدعم المالي.