مقالات الأعداد السابقة

ليالي المجدِ تدعوكُم فَلَبُّوا

محمد سالم التميمي

 

بـــديـــنِ اللهِ بــارئِــنــا الــقــديـرِ يـطـيبُ الـعيشُ فـي كـلِّ الأُمـورِ
ويــنـفـحُ هــــدأةَ الأيـــامِ طـيـبًـا كـأبـهـجِ مـايـكـون مـــن الـزهـورِ
ويـغـدو الـنـاسُ فـي ظـلٍّ ظـليلٍ فـيـحلو الـخطوُ سـاعاتِ الـبكورِ
وإن راحـوا فـفي الـرَّوحاتِ خيرٌ جَــنَــاهــا لــلـكـبـيـرِ ولـلـصـغـيـرِ
فـقد عـاشوا بـأمنٍ لـيس يُـطوَى بــظــلـمٍ أو بــحــقـدٍ أو فـــجــورِ
لأن هـــدايــةَ الــرحـمـنِ كــانــت دلـيـلَ الأوفـيـاءِ مــدى الـعـصورِ
فــبــالـقـرآنِ تـــزدهـــرُ الــمــزايـا وفـي الـسُّننِ الأثـيرةِ فـيضُ نورِ
فـلـم تُـبـصرْ شـقـيًّا فـي الـمغاني ولـــن تـلـقَـى أخــا قـلـبٍ كـسـيرِ
فـبـسـمـةُ واثــــقٍ باللهِ يــسـعَـى بـعـيـدًا عـــن مـكـابـدةِ الـعـسـيرِ
ورحــمــةُ ربِّــنــا تُــلْـفَـى جــوابًـا ونـجـدتُها الـحـفيَّةُ فــي حـضورِ
فـــلا الـقـلـقُ الـمـدمـرُ يـعـتريهم ولا (الكابوسُ) ذو الشأنِ المريرِ
ويـحيا الـمسلمون بـطيبِ نـفسٍ ولـــم يُـشْـغـلْهُمُ عــبـثُ الـحـقيرِ
فـشـؤمُ الـمـجرمين وإن تـمـادى فـلـيس لــه سِــوى نــارِ الـسَّـعيرِ
تـخـلَّـى الآثــمـون عــن الـمـثاني وصـــدُّوا عـــن مـتـابعةِ الـبـشيرِ
فــذاقـوهـا هــوانًــا فــــي تــبــارٍ ونـــالــوهــا جــــــزاءً لــلــكـفـورِ
ويــبـقـى الــديـنُ لـلـدنـيا نــهـارًا يـضـيءُ مـنـاكبَ الـخـيرِ الـوفـيرِ
عــطــايـاهُ الـــمــودةُ والــتـآخـي وَحُـسْـنُ الـخُـلْقِ لـلـقلبِ الـطهورِ
وحــــــبُّ اللهِ أورثَـــــه سُـــمُــوًّا فــلــم يــعـبـأْ بــأربــابِ الـسـفـورِ
وحــــبُّ نــبـيِّـه فـــرضٌ تـجـلَّـى بـزهوِ الـصدقِ أزهـرَ في الصدورِ
فــهـذا الـمـسـلمُ الـمَـعْـنِيُّ فـيـهـا عــــلـــى آلاءِ مُـــتَّــكَــأٍ وثــــيـــرِ
أحـــبُّ الــنـاسِ يـمـنـحُهم ودادًا لـكـلِّ الـخـلقِ: ذو الـقلبِ الـكبيرِ
ويُــقــبـلُ غـــيــرَ وانٍ أو ثــقـيـلٍ عـلى الـفضلِ الـجزيلِ بِـلا قصورِ
سـلـيم الـقـلب لــم تـعـثرْ خـطـاهُ ولــــم تـلـحـقْـهُ آفــــاتُ الـثُّـبـورِ
ولـيـس لـديـه مــن حـقـدٍ دفـينٍ لـيـهجرَ صـفـحةَ الأُنــسِ الـنَّضيرِ
فـيـامَـن تـقـتلون الـخـيرَ ثـوبـوا فـــإنَّ الإثـــمَ فـــي هــذا الـنُّـفورِ
أفـيـقوا مــن دجـى ظـلمٍ وجـهلٍ ومــن سـفـهٍ ومـن دنـسِ الـغرورِ
تـروا فـي الـعيشِ دنياكم تراءَتْ مــع الإســلام فـي حـقلِ الـحُبورِ
وإلاَّ فــاســلــكـوهـا داجــــيـــاتٍ بــعــارِ الإثـــمِ أو بــغـيِ الـمـغـيرِ
فــلـلأعـداءِ صـولـتُـهُـم عـلـيـكـم جــزاءَ جـحـودِكم ديــنَ الـغـفورِ
تــنــالـكُـمُ الـــرزايـــا مــقــبــلاتٍ فــمـا مـــن نــاصـرٍ عـنـد الـثـغورِ
ولـيـس لـكـم خــلاصٌ مـن عـدوٍّ شـديـدِ الـبـأسِ مـلـعون الـضميرِ
لـيـالـي الـمـجدِ تـدعـوكم فـلـبُّوا فـحاديها: صـدى صـوتِ الـبشيرِ
وإن شــئــتُـم مـــراوغــةً فــهــذا صـريـخُ الـثـأرِ فـي ثـوبِ الـنَّذيرِ
أتــرضــون الـمـهـانةَ والـتَّـعـامي عـــن الــقـرآنِ والــيـومِ الـعـسيرِ
وتـنـسون الـحـبيبَ شـفـيعَ يـومٍ وكــلُّ الـويـلِ فــي يــوم الـنشورِ
لـسانُ الـحالِ يـصرخُ فـي ربـاكم وصــاحــبُـه يُــكَــنَّـى بـالـخـبـيـرِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى