
ماذا تبين عمليات المجاهدين الساخنة في الشتاء البارد؟!
بمثابة السنوات الماضية هذا الشتاء للمجاهدين مع الثلوج والبرودة أكثر سخونة خلافاً لأماني العدو، فقد أسقط المجاهدون في 17-12-2014 طائرة للقوات الاحتلالية من نوع شينوك في ولاية زابل، بحسب رواية العدو دمرت المروحية ولقي فيها 6 جنود محتلين مصرعهم، في الوقت الذي تفيد معلومات المجاهدين بأن خسائر بشرية للعدو كانت مضاعفاً في هذا الحادث، برأي المراقبين كانت هذه الضربة القاضية بنسبة العدو في العام 2013، مما يدل بأن عدد قتلى العدو كان أكثر من ستة أشخاص!
وفي 4-1-2014 نفذ مجاهدو الإمارة الإسلامية هجوماً استشهادياً جماعياً على قاعدة مشتركة للقوات الاحتلالية والداخلية في مديرية غني خيل بولاية ننجرهار، بالإضافة إلى الخسائر المادية لقي قرابة 25 جندياً من قوات سبيشل فورس الاحتلالية مصرعهم!
في عشاء نفس اليوم وقع انفجار تكتيكي قوي داخل مركز (ايكر) شديدة الحراسة للقوات الاحتلالية الكائن في ضواحي الناحية العاشرة بمدينة كابل قرب القصر الجمهوري، وقد قتل عدد كبير من الاحتلاليين ورفاقهم الداخليين في هذا الانفجار التكتيكي! وفي اليوم التالي سقطت مروحية شينوك أخرى للاحتلال في مديرية شيندند بولاية هرات حين كانت في مهمة العمليات ضد المجاهدين، وقد احترقت المروحية ومن فيها من الاحتلاليين في لهيب النيران!
الأحداث المحيرة الآنفة الذكر تبين بأن جهاد الشعب الأفغاني يزداد قوة من يوم لآخر ضد الاحتلاليين، كما يزداد تعاطف وتعاون الشعب مع المجاهدين، مما يخط خط البطلان على الدعاية الكاذبة للعدو الذي يسعى لإيجاد جو الخوف والأرهاب وعدم الاعتماد بين الشعب والمجاهدين! من حين تحدث الاحتلاليون عن خيار صفر (الخروج الكامل لقواتهم) من ذلك الوقت شدد العدو الدعاية المسمومة يقول جنرالاتهم الحربيون لو أننا ننسحب سيأتون المجاهدين إلى المنطقة، هم يريدون نشر الخوف والإرهاب بين الناس ويخلقون لبقائهم ذريعة.
إذا ما تم الإمعان في العمليات المذكورة آنفاً يتبين بأن الشعب ليس في خوف وإرهاب من المجاهدين بل من الاحتلاليين؛ لذلك يتعاونون مع المجاهدين، ويساندونهم، ويوفرون لهم فرص العمليات، وبقيمة رقابهم يعاونون المجاهدين في الكشف عن العدو واستهدافه.
الآن حين يتم الحديث من جهة عن خروج الاحتلاليين، ومن جهة أخرى لبقاء بعض قواتهم، في الوقت نفسه تدل العمليات المباركة بأن الشعب الأفغاني المجاهد مشمئز من الاحتلاليين، ولا يريدون بقائهم في البلاد، وأمثلة دامغة على ذلك مظاهرات ومصيرات شعبية في الأونة الأخيرة مثل مظاهرة كابل، وبجرام ولغمان، وكونر وقبل أيام مظاهرة ميدان وردك حيث خرج الناس إلى الشوارع والطرقات احتجاجاً على تواجد الاحتلال!
إن كان المحتلون يحلمون في البقاء، أو يصيهم بعض عملائهم بالبقاء؛ فعليهم أن يدركوا بأنهم حتى الآن بإمكانهم أن يصنعوا لأنفسهم أنفاً من العجين، ويخرجوا من حيث اتوا؛ لكن لو انخدعوا هذه المرة مثل السابق بمكر وخداع الماكركين، فهذا يعني بأنهم يحفرون القبور لأنفسهم بأيدهم!
ويجب أن يفهموا أيضاً بأن الشعب الأفغاني المجاهد لا يفضل الحروب والمعارك؛ لكن حين تفرض عليهم، ويُجبَرون عليها، فمن أجل إستعادة استقلالهم مستعدين لتقديم أي نوع من التضحية والفداء، ولديهم تاريخ طويل في ذلك!
كما تظهر العمليات المتتالية المباركة أيضاً بأن الشعب المجاهد احتض في حضنه المجاهدين، كما تدل على أن دعاية العدو المسمومة التي تقول بأن المجاهدين يأتون من الدول المجاورة، أو أنهم يهربون في مواسم الشتاء والبرودة من البلد، دعاية باطلة لا أساس لها، وها هو يرى الجميع بأن المجاهدين في هذه الليالي والأيام الباردة متواجدون في خنداقهم وثغورهم، ويراقبون تحركات العدو ويضربونهم ضربات قاضية.
إذا ما تم النظر بالدقة في هذه العمليات فمن جهة تعطي رسالة للاحتلاليين مفادها ، بقدر ما تواصلون احتلال أرض الشعب الأفغاني المجاهد بذلك المستوى يزاد كراهية وتنافر هذا الشعب تجاهكم، ويقف بشكل عملي ضدكم، ومن جهة أخرى تعطي رسالة للشعب والعالم بأثره بأن المجاهدين يملكون روح المعنوية عالية وصبر قوي للوقوف في وجه المحتلين، ومهما تكلفهم فإنهم ينتزعون استقلالهم من الاحتلاليين، ولن يسحموا بشكل من الأشكال أن يتلاعب العدو بمصير الشعب الأفغاني الغيور!