کلمة اليوم

ماذا تعني النجاحات عند “أندرابي”…!؟

صرح مسعود أندرابي أحد وزراء إدارة كابل العميلة للصحفيين يوم الأحد الماضي: أنه وبفضل الدعم الجوي والميداني لشركائه الأجانب حقق الكثير من النجاحات وسيطر على أجزاء كثيرة من المناطق التي كانت تحت حكم طالبان، وبالتالي أفشل العمليات العسكرية السنوية لحركة طالبان باسم “الفتح” مضيفاً أنه يجب على الحركة التوصل إلى سلام مع حكومته؛ وإلا فَسَتُقْمَعُ الحركةُ.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها المسؤولون من إدارة كابل العميلة تصريحات لا علاقة لها بالحقائق على الأرض.

والسؤال هو: ما هو تعريف النجاح عند العملاء وأسيادهم الأجانب؟

إذا كان النجاح يعني عندهم تنفيذ ألف ومائة (1100) غارة جوية في الشهر الواحد على المدنيين واستشهاد ثلاثة آلاف وخمسائة (3500) من المواطنين الأبرياء، أو تدمير مائة وخمسين منزلاً سكنياً للأهالي الفقراء من قرية “مليخيل” بولاية ميدان وردك بواسطة الجرافات، أو أن النجاح في قاموس العملاء هو أن يداهموا بيوت المدنيين العزل في منتصف الليل وبقيادة أسيادهم الصليبيين ويقتحموها مثل اللصوص، ويفجروا منازلهم وينهبوا ثرواتهم، ويقتلوا الأبرياء داخل البيوت بمافيهم الأطفال والنساء كما قصفوا مؤخراً سبعين عاملاً ممن كانوا يجمعون الصنوبر في جبال خوجياني بولاية ننجرهار، ولم تأمن المساجد، والمدارس، والمستوصفات الصحية والمرافق العامة من جبروت غاراتهم الجوية، بل واقترفوا مثل ذلك انتهاكات بشرية كثيرة، وتقرير هيومن رايتس ووتش الأخير خير دليل على ذلك.

فإن كانت هذه الأعمال الوحشية والجرائم تُعدُّ نجاحاتٍ عند العملاء وأسيادهم الصليبيين، فنحن نشهد أن أياديهم المجرمة متلطخة بتلك الجرائم.

أو بعبارة أخرى تعني كلمة النصر عندهم قتل الآلاف من جنودهم المرتزقة من بينهم (419) قادة ميدانيين خلال أربعة أشهر الماضية، ووفقاً لتقرير إدارة التفتيش الأمريكية الخاصة لإعادة إعمار أفغانستان – سيجار- فإن إدارة كابل العميلة قد فقدت الاتصال بـ(18605) فرداً من جنوده المرتزقة، ولقد فتح مجاهدو الإمارة الإسلامية ثمانية وعشرون(28) مديريةً، ومائة ثكنة ومقر عسكري، وكذلك استسلم الآف من الجنود المرتزقة للإمارة الإسلامية منذ بدء عمليات “الفتح” خلال الأشهر الماضية، أما في شرق البلاد فإن متطرفي داعش في حالة انهزام تامٍ، ويحاول العملاء إنقاذهم من أيدي المجاهدين باسم -الاستلام- ونقلوا في الآونة الأخيرة ثلاثمائة (300) دواعش إلى كابل.

إذا كان العملاء يسمون الأفعال المذكورة انتصاراً؛ فمن الصحيح أيضاً أن هذه الانتصارات قد تحققت على أيديهم؛ لكن هذه الانتصارات المزعومة التي بها تخوف إدارة كابل العميلة المجاهدين وتدعوهم إلى طاولة السلام، كذلك جهود الإدارة العميلة لعملية السلام مثل انتصاراتهم المزعومة لا تتطابق مع الحقائق الأرضية، وستكون نهايتها الخسران والعار للأبد كما كانت طيلة الأعوام السابقة.

إن شاءالله تعالى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى