ماذا كسبته الناتو في أفغانستان ؟!
كلمة اليوم:
قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في بيان صدر مؤخرًا: “إذا أردنا البقاء في أفغانستان، يجب أن نكون مستعدين للخسائر البدنية والمالية للحرب، وإذا غادرنا أفغانستان سنخسر مكاسب السنوات الماضية”. السؤال هو، ما الذي حققته الناتو في أفغانستان خلال العقدين الماضيين، حتى يخافو على ضياعها؟
منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في 9 أكتوبر 2001 ، لم يذق الأفغان طعم الراحة لأن الناتو أجبرت حكومة اسلامية شعبوية على الإنسحاب من المدن باستخدام قاذفات القنابل B-52 وصواريخ كروز و القنابل العنقودية وغيرها. وسلطت على الشعب نظاما ظالما وفاسدا متشكلا من التكنوقراط وأمراء الحرب والشيوعيين الذين طردتهم إرادة الشعب الأفغاني من قبل.
في ظل النظام الذي فرضه الناتو، عانى الأفغان من خسائر معنوية ومادية غير مسبوقة، فتم الاستهزاء بمقدساتنا وكرامة وشرف الشعب الأفغاني واغتصب حريتنا، وتعرضت السلامة الأرضية للبلاد لتهديد خطير، وتعرض أبطالنا القوميون للسخرية، وأطلقت محاولات تشويه هويتنا وثقافتنا، وارتقت أفغانستان إلى صدارة قائمة الفساد الدولي، واستشهد وجرح مئات الآلاف من أبناء وطننا وأسروا في أشد السجون وحشية عبرالعصور. باختصار، إن قوات الناتو الغازية ومليشيات النظام العميل قد لعبوا حسب هواهم على جميع القيم الأخلاقية والمادية لأفغانستان والشعب الأفغاني!!
بينما تسبب حلف شمال الأطلسي وحلفاؤه في إلحاق الخسائر المذكورة أعلاه بأفغانستان والشعب الأفغاني، ولكن لم يهاجم أي أفغاني الولايات المتحدة أو أي دولة عضو في الناتو، ولم يهدد مصالحهم. لقد هجمت الناتو والولايات المتحدة بوحشية على بلدنا لتحقيق أهدافهما الاستعمارية، ونتج عن ذلك مشاكل كثيرة للشعب الأفغاني إضافة إلى الإنزعاج من كل نوع من خسائر الحرب المستمرة.
لم يرَ الأفغان أيته فوائد وجود الناتو فقط، ولكنهم واجهوا أيضًا العديد من الشرور والمصاعب. لا ندري ما هي الإنجازات التي يفتخر بها الناتو في أفغانستان؟ لأن الناتو لم يفعل شيئًا سوى القتل والإلقاء في السجن وتدمير المنازل وتدنيس المقدسات في أفغانستان.
إن مخاوف الناتو بعد الانسحاب من أفغانستان لا أساس لها على الإطلاق، حيث أن الإمارة الإسلامية، بصفتها القوة الممثلة الحقيقية للشعب الأفغاني، قد أكدت مرارًا وتكرارًا أننا نريد نظامًا إسلاميًا شاملاً في بلدنا وفقًا لإرادة شعبنا. فلم نهاجم أي دولة، ولم نهدد أحدًا ولا نسمح لأي واحد آخر بفرض نظام نابع من إرادته علينا أو التدخل في بلادنا.
ينص اتفاق الدوحة بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة بوضوح على أن جميع القوات الغازية ستنسحب من أفغانستان وأن الإمارة الإسلامية لن تسمح لأحد باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
إن الإمارة الإسلامية ملتزمة باتفاق الدوحة وتسعى إلى تنفيذه بالكامل وفق الجدول الزمني، وعلى الطرف الآخر أيضا أن لا يرتكب غدرا او كسلا في تنفيذها لأن تطبيقها يصب في مصلحة الشعب الأفغاني وكذلك الولايات المتحدة وحلفائها.
يجب ألا يحاول حلف الناتو بعد الآن خداع شعوبه والمجتمع الدولي، وألا يبحث عن أدلة لإطالة أمد احتلال أفغانستان، وألا يهدر هذه الفرصة، لأنه، كما لم يحققوا نصرا في أفغانستان طوال العشرين عامًا الماضية، فلن يتمكنوا من تحقيقة بعدها أيضا.