
ماذا نقموا من الدكتور محمد مرسي؟
الاستاذ خليل وصيل
الإنقلاب العسكري على الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي واعتقاله ظلماً ثم قتله تدريجياً يدل أن مستكبري العالم ومدافعي الديموقراطية المنافقين كانوا ساخطين عليه، ولذلك نظّموا وموّلوا الإنقلاب ضده، وخيّبوا آمال الشعب المصري المسلم.
اختلفت الروايات والتحليلات حول سخط جبابرة العالم الذين سارعوا إلى الإطاحة به.
الأولى عن ابنة الرئيس الشهيد مرسي “الشيماء”
وهي تروي عن موقف عظيم للرئيس كانت حاضرة شاهدة عليه..وهي صادقة..
قالت: كنا مع والدي في القصر الجمهوري..في الجمعة الاخيرة من حزيران عام ٢٠١٣..قبل اسبوع من الانقلاب عليه..
وقبل صلاة الجمعة بساعة..رن التلفون..وكان على الخط سكرتير الوالد..
فقال لوالدي:
معك على الخط الرئيس الامريكي اوباما..ويقول لك: كلمه في امر مهم..ومعك عشرة دقائق فقط..لان وقته مليء..ولا وقت عنده !
قالت شيماء: سمعت والدي يقول للسكرتير: قل لاوباما:
لا وقت عندي لاكلمه!.. فانا استعد الان لصلاة الجمعة..وعندي بعد الصلاة اجتماع مهم..وعندي اعمال ضرورية غدا..
وعندما اجد عندي فرصة وفسحة ساكلمه انا حسب برنامجي ، لمدة خمس دقائق..
فانا اكلمه حسب برنامجي..وليس حسب برنامجه!
ثم اغلق التلفون!
تقول الشيماء: فنظر لي والدي فوجدني اضحك..لروعة الموقف.
يقول بعض المحللين مستدلين بالقصة المذكورة أن أمريكا وحلفاؤها في المنطقة أطاحوا بالرئيس محمد مرسي لأنه كان يطمح إلى الاستقلال والحرية وكان يريد أن يخلع طوق عبودية أمريكا عن رقبة مصر.
والبعض الآخر يرون سبب مقتل محمد مرسي ما كتبه أبو القنبلة الذرّية الباكستانية الدكتور عبد القدير خان على موقع التواصل الإجتماعي إبان الإنقلاب على الرئيس مرسي إن الرئيس مرسي سافر إلى روسيا والهند وباكستان وما لا يعرفه كثيرون أن الرئيس مرسي اتفق مع الروس على إعادة تشغيل مفاعل نووي مصري بتخصيب يورانيوم، يسمح بتوليد الكهرباء، وإنشاء مفاعل آخر تتسلمه مصر بعد ثلاث سنوات للغرض ذاته.
وأضاف قائلاً: “كنت أود ألا أتكلم فيما يخص الشأن المصــري ولكن حقيقة الأمر يجب أن يعرفها الشعب، ويقرر المصريون بعدها مصير الرئيس مرسي، مضيفا “هل يعلم المصريون أن نتائج هذه الزيارة هى أكثر ما أرعب الغرب، وأبسط ما كانت مصر ستستفيده هو إنتهاء مشكلة الكهرباء في مصر إلى الأبد، الى جانب تصدير كهرباء تكفي لإضاءة قارة إفريقيا”.
وتابع “يجب أن يعلم المصريون أن مصر تسلّمت في عهد الرئيس مرسي غواصتين ألمانيتين، وضغط الاحتلال كثيرا على ألمانيا حتى لا تمتلك مصر مثل هذة الغواصات، وهي القادرة على ضرب حاملة طائرات، إذا امتلكت مصر الصواريخ المناسبة للغواصتين”.
وأوضح أن كثيرا من المصريين لا يدركون معنى أن تمتلك مصر قمرا صناعيا عسكريا يكشف لها شوارع “إسرائيل” بالكامل، وهو مزود بتقنيات لتحديد أهداف الصواريخ، وهذا ما كان مرسي قد اتفق عليه مع علماء الهند، ولولا الانقلاب لأصبحت مصر اليوم على مقربة من امتلاك القمر، كما أن هناك الكثيرين الذين لا يعلمون أن الرئيس مرسي قال للرئيس “بوتين” أن مصر في حاجة إلى صواريخ، ووافقت روسيا بشكل رسمى على إبرام صفقة صواريخ، كانت كافية لتحويل “تل أبيب” إلى كتلة من جهنم على الأرض فى حالة نشوب حرب.
وكشف خان عن إرسال الرئيس مرسي ضابطاً برتبة لواء بالجيش المصري يدعى “الطرّاز” للتفاوض بشأن الصفقة، إلا أن الضغوط الأمريكية على قادة الجيش كانت السبب في إفشالها، وعلى المصريين أن يدركوا أن مصر كانت في عهد مرسي على وشك الاستقلال وسيادة القرار والتحرر من التبعية للغرب.
وأشار إلى أن مصر تستطيع أن تضرب الاحتلال بأرخص صاروخ في سوق السلاح، والرئيس مرسي كان قائداً يدرك جيداً أن امتلاك مصر للصواريخ سيشل يد وقدم الاحتلال الذي لا يساوى محافظة مصرية واحدة فى المساحة.
ووجه كلمته إلى المصريين قائلاً: “أيها المصريون الشرفاء لا يزال الأمل قائماً، ما دامت إرادتكم غير مكسورة، وصمودكم فولاذيا، استعينوا بالله واصبروا ولا تستسلموا أبدا، فالحق أقوى من أى سلاح”.
و مما يؤيد قول خان لقطات مرئية للرئيس محمد مرسي والتي يصرح فيها قائلا: لازم ننتج غذائنا، لازم ننتج دوائنا، لازم ننتج سلاحنا.
ونستنج من التحليلين المذكورين أن من يريد أن يكون صاحب قرار فعليه أن يكون مستقلا اقتصاديا وعسكريا وكان الدكتور محمد مرسي يريد أن يحرر مصر من أغلال العبودية تدريجيا، وينقذها عن الإحتياج إلى الآخرين، الشيء الذي لم يتحمله أدعياء الديموقراطية فانقلبوا عليه بيد عدد من الخونة واعتقلوه وقتلوه.