کلمة اليوم

ماذا يعني تحذير الولايات المتحدة المحكمةَ الجنائية الدولية؟

هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا أصرت على الاستمرار في جهودها لمحاكمة مواطنين أمريكيين، وتدرس المحكمة مقاضاة عدد من عناصر الجيش الأمريكي بسبب اتهامات بانتهاكات لحقوق معتقلين في أفغانستان. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون “سنقوم بفعل كل شيء لحماية مواطنينا”.

وأضاف بولتون متحدثا في واشنطن “إننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا أصرت المحكمة الدولية على قرارها”.

وهدد بولتون بأن القضاة العاملين في المحكمة الدولية سيمنعون من دخول الولايات المتحدة وستجمد أرصدتهم البنكية في الولايات المتحدة.
وأضاف “أكثر من ذلك سنقوم بمحاكمتهم أمام النظام القضائي الأمريكي كما سنفعل نفس الأمر مع أي دولة أو هيئة أو مؤسسة تعاون المحكمة في محاكمة مواطنين أمريكيين”.

وتأسست المحكمة الجنائية الدولية وفقا لما يعرف بميثاق روما عام 2002، بيد أن الولايات المتحدة لم تصدق عليها بعد أن عارض الرئيس جورج دبليو بوش تشكيل هذه الهيئة، وقد عمل بولتون ضمن إدارة بوش سفيرا لبلاده في الأمم المتحدة منذ عام 2005. وصدقت على ميثاق روما 123 دولة، من بينها المملكة المتحدة، وقد بقي أكثر من 70 بلدا خارج الميثاق.

وتزعم أمريكا بأنّها راعية حقوق الإنسان وقدوة الخلق ومربية العدل والسلام على صعيد العالم، إلا أنها فاقت الجميع في سفك الدماء وإزهاق الأنفس واقتراف المظالم. إنها أشعلت نار الحرب في كل العالم، واضطرّ عشرات الملايين من البشر أن يهجروا أوطانهم من أيدي الأمريكان وحلفائها، ويعانون المشكلات العصيبة، وعلى سبيل المثال: الشعب الأفغاني، والعراقي، والسوري، واليمني، والصومالي.

وتسعى وسائل الإعلام الغربية والعميلة في كابل التي تموّل من قبل أميركا بأنْ تغطّي جرائم المحتلين، وتسعى بأنْ تفبرك الأخبار وتزوّرها وتلصق جرائمها بالمجاهدين، إلا أنّها مهما سعت بأن تذرّ الرماد على عيون المواطنين، فإنّ شمس الحقيقة لا تغطى بغربال.

أمريكا تهدد وتحذر المحكمة الجنائية الدولية على مرأى ومسمع العالم، كي لا تحقق في جرائمها التي اقترفتها، وإلا سيواجهون بعواقب سيئة، إذًا فلا مكانة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدى أمريكا، وهي تقمع من خالفها بأي وسيلة ما، وفي الحقيقة إنّ تحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية للمحكمة الجنائية الدولية اعتراف بجرائمها في أفغانستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى