
ماهي إنجازات العملاء على مدى ثمانية عشر عاماً…؟!
صرح القائم بأعمال وزارة الدفاع في إدارة كابل العميلة القائد -أسد خالد- في إحدى مؤتمرات الجنود يوم أمس قائلا: ” يجب على الأفغان أن لا يكونوا قلقين بشأن مفاوضات قطر” مضيفاً ” أن القوات الأفغانية لن تسمحَ بأن تصبح إنجازات الأعوام الثمانية عشر الماضية قرباناً للسلام.”
ليست هذه هي المرة الأولى التي يعرب فيها مسؤولو إدارة كابل العميلة عن اشمئزازهم من السلام، بل عبروا مراراً قبل هذا عن نياتهم الفاسدة وسخطهم تجاه عملية السلام بحجة إنجازات وحصاد الأعوام الثمانية عشر الماضية.
يؤكد العملاء على استمرارية الحرب والمذابح التي يتعرض لها الأفغان، بمطالبتهم المتكررة على بقاء القوات المحتلة في البلد؛ في حين أن الحاجة الملحة للشعب الأفغاني هي البقاء على قيد الحياة ووقف نزيف الدم، والحفاظ على سلامة أنفسهم وأموالهم، وأولادهم، وإنقاذ أريافهم ومساجدهم من الغارات الجوية بأشكالها المتعددة والمداهمات الليلية الوحشية والظلم والهمجية، ومن الضروريات الأساسية للشعب أن يعيشوا حياةً مستقلةً مسالمةً في البلاد.
يطالب الشعب الأفغاني أن يعم السلام في البلد، ولو كلفتهم تلك العملية الإطاحة بهؤلاء المسؤولين الظالمين عملاء المحتلين، ولا يريد بأن تكون عملية السلام قرباناً لبقاء العملاء ورغباتهم، لأن الشعب ليس بحاجة لبقاء المسؤولين العملاء وفاقدي الأهلية والمفسدين الذين يقتلون أبناء شعبهم إرضاءً لأسيادهم المحتلين، وهذه حقيقةٌ يعرفها مسؤولو كابل جيداً.
ما الذي يعتبره –أسد خالد- إنجازاً على مدى ثمانية عشر عاماً؟ قد لا يعرف الرجل إنجازاته!! لكن ربما كان الغرض من إنجازاته هي سفك دماء الشعب الأفغاني لمدة ثمانية عشر عاماً، أو ربما كان غرضه هو مداهمة وقصف منازل الأفغان ليل نهارٍ، ولربما يعني من هذه الإنجازات ذلك الفساد المالي الكبير الذي أوصل أفغانستان إلى المرتبة الأولى عالمياً من ناحية الفساد المالي والإداري، وربما يقصد من تلك الإنجازات زراعة وتجارة المخدرات التي وصلت أعلى مستوياتها بنسبة ارتفاعية من الصفر إلى 82 بالمائة بفضلهم وبمباركة أسيادهم،
ولربما قصده من الإنجازات تلك العمليات الوحشية التي تنفذها المليشيات التابعة لـ–بلاك ووتر والمخابرات المركزية الأمريكية-والذي قتل فيها أيضا قائد الصحوات والمتحالف مع الرئاسة الجمهورية- آمر ستار ورفاقه- على بعد بضع مائة أمتار من القصر الرئاسي -منطقة خيرخانة- والقائد الأعلى جاهلٌ بتفاصيل مقتله، بل وحتى لا يجرؤ على التساؤل حول قضيته، أو ربما يَعُدُّ ضمن إنجازاته تلك الانتخابات الناجحة! التي أصبحت وصمة عارٍ لكل إنسان شعوري، بل لوكان بدلهم أناسٌ آخرين لكانوا يستنكفون من ذكر اسمها، بدلاً من التباهي بتلك الانتخابات الفاشلة.
ومن المحتمل أن يعبر أسد خالد عن إنجازاته بذلك المقطع الصوتي الذي تحدث فيه مع عاهرة وعضوة في مجلس النواب، وتبادل معها المحادثات الإباحية ناقضاً كل القوانين الإسلامية والأفغانية والبشتونية والمروءة الإنسانية، أو ربما يَعُدُّ من إنجازاته ذلك الملف الإباحي الذي قدمه بعض مسؤولي القصر الرئاسي -ارك- لوسائل الإعلام، والذي كشف عن الفساد الجنسي الكبير داخل القصر الرئاسي.
ماعدا ذلك لم ير الأفغان شيئاً آخرا خلال الأعوام الثمانية عشر الماضية، على الرغم من أن تريليونات الدولارات قد وصلت إلى أفغانستان؛ لكن 70 في المائة من الأفغان ما زالوا يعيشون تحت خط الفقر، ومع قدوم عشرات الآلاف من القوات الأجنبية باسم تحكيم الأمن؛ إلا أنه حتى الآن يتم قتل المدنيين في مدينة كابل في وضح النهار من قبل اللصوص والعصابات.
ومن الطبيعي أن يعبر المسؤولون الدمى وعملاء الأجانب عن إظهار كراهيتهم تجاه أمنية الشعب الوحيدة-عملية السلام- بحجة الإنجازات الثمانية عشر عاماً؛ لكن رغبتهم الخيالية هذه لن تتحقق، وسيعود السلام للبلد رغم أنفهم، وحتى لو كلفهم أرواحهم، إن شاء الله.