
متن موقف إمارة أفغانستان الإسلامية المعلن في المؤتمر البحثي المنعقد في فرنسا
20-21/12/2012م في مدينة شانتيلي.
2014 ليس نافعا لحل معضلة أفغانستان، لأن خطة هذه الانتخابات وضعت اثناء الاحتلال وسوف تنفذ في وجود الاحتلال أيضا، فلا تكون نتيجتها أفضل من سابقاتها من الانتخابات السالفة، شاهد الجميع بأن انتخابات عامي 2004 و 2009 لم تقلص مشاكل ومأساة الشعب الأفغاني بل زادتها، كما أجريت مرتين انتخابات برلمانية شكلية؛ فبدلاً من أن تحل مشاكل الشعب ومتاعبه صارت الأمور إلى الأسوء؛ لأن القوانين الانتخاباتية والإدارات والمسئولين جميعاً كانوا يدورون في فلك الأهواء ومطالب الأجانب، ولم يتم أي اهتمام لمطالب واحتياجات الشعب الأفغاني، إن تلك الانتخابات ليست فقط أنها لم تحل مسألة أفغانستان فحسب بل أخجلت معها مساندي الإدارة العميلة الغربيين حيث وقع فيها التزوير بلا حدود، وفقدت صناديق الاقتراع، ومراسم التحليف شابهها الموانع والتأخير، وأوجلت الجلسة الافتتاحية لعدة أشهر.
95% من البلاد قبل الاحتلال، وجمعت الأسلحة، ووضعت نقطة النهاية للمخدرات، وحافظت على حدود البلاد، وهيئت في جو آمن جيد فرصة التعليم للشعب، والعمل والسوق الحر، بل إننا بكل اطمئنان نستطيع أن نقول بأن الإمارة الاسلامية إبان حكمها قامت بأمور جليلة لا يقدر الغرب القيام بها مع كل ما أوتي من القدرة الاقتصادية والعسكرية.
95% من البلد وهذا يعكس فهمها لتلك المسؤولية التي كانت الإمارة الإسلامية تدركها تجاه العالم والمنطقة، وخاصة تجاه شعبها والوطن ولازالت تدركها، لكن للأسف المحتلون حرموا الشعب الأفغاني من هذه النعمة وها هم في أحد عشرة سنة من القتال والحرب جلبوا عدم الأمن والفوضى للشعب الأفغاني، روجوا الفساد وعدم العدالة، أزكوا سوق الهرج والمرج، اسالوا الدماء، زجوا بالشعب الأفغاني في السجون، شرعوا في القرى والقصبات القتل وإيذاء الأطفال والشباب والنساء وكبار السن، وبشكل خاص واجهوا حياة النساء، وعيشهن الذي من أهم حقوقهن مع التهديد، وزرعوا بزور الفتنة والعداوة بين أفغانستان وجيرانها.
…
الثلاثاء، ۱۱ صفر ۱٤۳٤
الثلاثاء, 25 ديسمبر 2012 12:35
متن الموقف الذي تلاه عضوا المكتب السياسي للإمارة الإسلامية المولوي شهاب الدين دلاور والدكتور محمد نعيم في المؤتمر البحثي الذي انعقد في يومي 20-21/12/2012م في مدينة شانتيلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجميعين.
قبل كل شيء نشكر مركز التحقيقات الإستراتيجية ورئيس هذا المركز/ كاميل جراند الذي لديه احساس على أساس التعاطف الإنساني حول استقرار وأمن الشعب الأفغاني واتخذ بهذا الشأن الخطوة العملية، وخاصة إيجاد الفرصة للإمارة الإسلامية بأن تبين موقفها، كما نشكر جميع تلك الجهات التي سعت في هذا الشأن.
توازن القوة السياسية في حكومة أفغانستان القادمة:
إن إمارة أفغانستان الإسلامية من أجل توازن القوة في الحكومة الإسلامية القادمة أو بعبارة أخرى اشتراك جميع الجهات الأفغانية في الحكومة القادمة، من أجل ذلك تعتبر تدوين الدستور بالمواصفات التالية أمرًا ضرورياً.
1-تدوين الدستور:
لاشك أن أي نظام حكومي من أجل تنظيم وترتيب أموره الداخلية والخارجية بحاجة إلى قانون واضح وشامل، كي تمهد للشعب طريق التقدم والازدهار، ويعرف كل شخص مهمته بشكل جيد في اطار القانون، الدستور ضرورة مبرمة لأي بلد، من دونه يتواجه أمر ازدهار الشعب والبلد وتقدمهما مع مشاكل جمة وضبابية صاخبة، وعن طريق تنظم الحقوق الفردية والمدنية والسياسية لكل فرد في أفغانستان، الدستور سوف يعطي الحقوق العادلة للأقوام المتآخية دون تعصب وتبعيض وتوضح كيفية الروابط بين الحكومة والشعب، ويلقي الضوء على توازن السلطات الثلاث في الدولة ويحدد نوعية الحكومة، والتشكيلات والصلاحية وفي المجموع يحصل على تأييد الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي حول السياسة الداخلية والخارجية لأفغانستان.
لذا ترى الإمارة الإسلامية وجود دستور مبني على أصول الدين الإسلامي الحنيف، والمصالح الوطنية، والإفتخارات التاريخية، والعدالة الاجتماعية من أجل ازدهار وتقدم البلد الحنون والشعب المغوار أمراً ضرورياً. وأن يكون ملبياً وملتزماً للكرامة الإنسانية، والقيم الوطنية، والحقوق البشرية، وأن يضمن سلامة أراضي البلاد والحفاظ عليها، ويضمن جميع حقوق كافة المواطنين، وألا يكون فيه مادة او بند ضد الأصول الإسلامية والمصالح الوطنية والأعراف الأفغانية، وببركة الدستور يكون قد توفرت إمكانية توازن القوة السياسية في الحكومة المقبلة وفرصة اشتراك جميع الجهات الأفغانية.
نحن نقول صراحة بأن يكتب مسودة الدستور من قبل العلماء والمتخصصين الأفغان بشفافية في جو من الحرية، ثم تقدم للشعب لحصول الموافقة عليها، إن الدستور الحالي لأفغانستان غير قابل للاعتبار لأنه دُون تحت ظل طائرات B52 للمحتلين.
2-انتخابات عام 2014 م:
من وجهة نظرنا إن مشروع انتخابات عام 2014 ليس نافعا لحل معضلة أفغانستان، لأن خطة هذه الانتخابات وضعت اثناء الاحتلال وسوف تنفذ في وجود الاحتلال أيضا، فلا تكون نتيجتها أفضل من سابقاتها من الانتخابات السالفة، شاهد الجميع بأن انتخابات عامي 2004 و 2009 لم تقلص مشاكل ومأساة الشعب الأفغاني بل زادتها، كما أجريت مرتين انتخابات برلمانية شكلية؛ فبدلاً من أن تحل مشاكل الشعب ومتاعبه صارت الأمور إلى الأسوء؛ لأن القوانين الانتخاباتية والإدارات والمسئولين جميعاً كانوا يدورون في فلك الأهواء ومطالب الأجانب، ولم يتم أي اهتمام لمطالب واحتياجات الشعب الأفغاني، إن تلك الانتخابات ليست فقط أنها لم تحل مسألة أفغانستان فحسب بل أخجلت معها مساندي الإدارة العميلة الغربيين حيث وقع فيها التزوير بلا حدود، وفقدت صناديق الاقتراع، ومراسم التحليف شابهها الموانع والتأخير، وأوجلت الجلسة الافتتاحية لعدة أشهر.
3-الإمارة الإسلامية:
إن إمارة أفغانستان الإسلامية حقيقة ثابتة على أرض الواقع وهي نظام قائم في البلد الحبيب، لديها جميع التشكيلات الحكومية ولديها مكاسب جديرة بالذكر في مناطق كثيرة.
ففي أرجاء واسعة من البلاد يرجع الناس إلى محاكم الإمارة في قضاياهم، فعالياتها السياسية واضحة للعالم في شكل مكتبها السياسي، وأن تواجدنا هاهنا دليل على ذلك، الأمور التعليمية تسير إلى الإمام في مناطق كثيرة من البلاد بعون من الامارة.
بتحريض من أمريكا احتلت أكثر من أربعين دولة بلادنا، قبل أحد عشر سنة ومنذ ذلك الحين تقوم الإمارة الإسلامية بمقاومتها الجهادية ضد الاحتلال، في سبيل الدفاع عن الدين والعرض وتحرير البلاد، قدمت تضحيات جديرة بالتقدير، ولازالت تقدم. إن الإمارة الإسلامية قامت بتأمين الأمن في أكثر من 95% من البلاد قبل الاحتلال، وجمعت الأسلحة، ووضعت نقطة النهاية للمخدرات، وحافظت على حدود البلاد، وهيئت في جو آمن جيد فرصة التعليم للشعب، والعمل والسوق الحر، بل إننا بكل اطمئنان نستطيع أن نقول بأن الإمارة الاسلامية إبان حكمها قامت بأمور جليلة لا يقدر الغرب القيام بها مع كل ما أوتي من القدرة الاقتصادية والعسكرية.
تم التأكيد مرات عدة في رسائل سماحة أمير المؤمنين حفظه الله بأننا لسنا في صدد انحصار القدرة (السلطة)، نحن نريد في الوطن الحنون حكومة تشمل جميع الأفغان، وطالب سماحته عدة مرات من مخالفيه السياسيين التعاون في طرد الاحتلال من الوطن إن سماحته ينظر لمخالفيه نظرة طيبة، يشدد على اصل الإفهام والتفهيم، ويطلب العون منهم في سبيل الدفاع عن الوطن والعرض، يدل كل ذلك على حسن نيته وبصيرته السياسية.
4-استقلال أفغانستان:
إن الله خلق الإنسان حرا طليقا، الاستقلال جزء من فطرته، ولا تقدر أي جماعة إنسانية أن تنمو لصالح شعبها في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية أو أن يكون لها اختيار على منابعها ومهاراتها وحتى على ثمرات عملها دون الاستقلال، إن حب الاستقلال متوغل بشكل طبيعي في دماء الأفغان وتربتهم، يورينا التاريخ بأن الأفغان قدموا بكل شوق وإباء جماجمهم وثرواتهم الثمينة من أجل الاستقلال، ما تم من المعارك في العقود الماضية في مقابلة الاحتلال كلها كانت من أجل الاستقلال، وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف لم تخفهم أي طاقة مادية ولا عسكرية ولا سياسية، كما لم تقعدهم عنه أيديهم الفارغة وغربتهم ولا الأوضاع الصعبة من هذا المصير.
إن كنا نريد أن نفتح الطريق مرة أخرى للتنمية الطبيعية للبلاد ووقارها فيلزم استعادة استقلال أفغانستان ووضع نقطة النهاية للاحتلال، لكي يتمكن الأفغان من اتخاذ قرارات قوية وشعبية في جميع مجالات الحياة لصالح الشعب.
هذه أيضا حقيقة بأن أي بلد أو مجتمع بعد نيل الاستقلال يحتاج إلى الحفاظ على الاستقلال والأمن الداخلي وحدود البلاد وأن هذه الحاجة يوفرها الجيش والشرطة المخلصين للدين والشعب والوطن، فيلزم قبل كل شيء أن يتم تدريب عناصرهما بروح المعنوية والوطنية في ضوء أصول الدين، يكونون منزهين من التعصب القومي واللساني والمنطقوي، يكون مرامهم حماية الاستقلال وخدمة الشعب، إن لم يكونوا كذلك فمثل هذا الجيش لا يمكن أن يحافظ على الأهداف الإسلامية والوطنية ولا يمكن اطلاقا لفظ الجيش الوطني عليه؛ فبدلا من الحفاظ على المصالح الوطنية يستعملون لأهداف ضد الدين و الشعب والوطن، من أجل ذلك بقدر ما هو الحاجة الماسة لوجود الجيش الوطني بنفس القدر هناك حاجة للإصلاح والتدريب السالم.
إن أفغانستان من الجانب الاقتصادي بلد متأخر، وفي المدة الطويلة لا تقدر رعاية جيش يستلم راتباً عالياً بحيث مصاريفه أكثر عدة أضعاف من ايراداتنا الداخلية، ففي مثل هذه الحالة تضطر الحكومة أن تخضع للمطالب والشروط ـ وفي بعض الأحيان غير معقولة ـ للدول الدائنة، ويكون جميع الشعب تحت حمل الربا وفي النهاية يتواجه البلد مع أزمة اقتصادية لذا من المستحسن أن يؤدي جميع الأفغان واجبه في الدفاع عن الوطن.
لا شك بأن في العالم الحاضر لا تستطيع أي دولة أن تحس بالأمن والصلح من دون امتلاك نظام دفاعي رادع، ودائما ستعيش تحت تهديد وخطر الآخرين لذا بعد الاستقلال يجب أن تكون لأفغانستان بجانب القوة الأرضية قوة جوية أيضا كي يكون بلدنا ومواطنونا مطمئنين.
يجب أن نقول مرة أخرى بأن استقلال البلد شرط أساسي، لأن في حالة الاحتلال ستستعمل جميع هذه القوة ضد الشعب ولأهداف الأجانب رأينا في العقود الماضية بأن الجيش المكون على اعتبارات سياسية دائما أستعمل ضد الشعب ووقف ضده، بدلاً من الاحتلال وتسبب في مآسي جمة.
من أجل السلام الدائم للدولة، بجانب الجيش القوي هناك حاجة ماسة لروابط حسنة مع دول أخرى خاصة الدول المجاورة،لا شك أن مشاكل دولة تؤثر على دولة مجاورة، كما أن رخاءها وازدهارها لها أثرها على الجيران، فإن أفغانستان أيضا ليست مستثناة عن هذا، مثلها مثل أي دولة مصالحها الوطنية ومطالبها الشعبية مهمة قبل كل شيء، هكذا فإن مصالحنا الوطنية ومطالب شعبنا لها الأولوية لدينا ويجب أن تكون لأفغانستان علاقات وروابط حسنة في ضوء المصالح الوطنية والمطالب الشعبية وفي اطار الاحترام المتبادل مع جميع الدول المجاورة، وأن تتعاون معها في جميع المجالات كالاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية وغيرها من الجوانب آخذة في الحسبان الأصول الإسلامية والمصالح الوطنية.
5-كيف يستتب السلام الدائم في أفغانستان:
بداية الإمارة الإسلامية كانت من أجل استقرار الشعب:
السلام والاستقرار مطلب طبيعي لجميع مخلوقات رب العالمين وبشكل خاص الإنسان أكثر احتياجا للأمن والاستقرار، ومعرف بأن الإنسان تطور اليوم وفي اختياره جميع وسائل القتل والدمار من الأسلحة الخفيفة إلى الكيماوية والذرية لذا هو أحوج إلى السلام والاستقرار أكثر من أي وقت آخر، وعليه أن يجهد في استتباب السلام.
إن الإمارة الإسلامية قدمت تضحيات جليلة من أجل السلام والاستقرار اللذين هما هدف الجميع، بل إن قيام الإمارة الإسلامية أصلا كان من أجل السلام والأمن، يعلم العالم بأسره أن قبل تكوين الإمارة الإسلامية كان الشعب الأفغاني المظلوم يعاني مشاكل وأزمات كبيرة، بلغ الفوضى وعدم الأمن إلى أعلى مستواياتهما، لم يكن الشعب آمنا على نفسه وماله، كان البلد واقفا فعليا على هاوية التجزئة والانقسام؛ لذا قام قادة الإمارة الإسلامية بنصرة من الله ومساندة الشعب بتقديم تضحيات عظيمة ووضع نقطة النهاية لتلك المآسي بالطريقة التي ما كانت يتصورها أحد، وحول جو عدم الاستقرار والفوضي إلى جو من الأمن والاستقرار.
خطف السلام من الشعب الأفغاني بذريعة حادث 11 سبتمبر:
كانت الإمارة الإسلامية وفرت الأمن في 95% من البلد وهذا يعكس فهمها لتلك المسؤولية التي كانت الإمارة الإسلامية تدركها تجاه العالم والمنطقة، وخاصة تجاه شعبها والوطن ولازالت تدركها، لكن للأسف المحتلون حرموا الشعب الأفغاني من هذه النعمة وها هم في أحد عشرة سنة من القتال والحرب جلبوا عدم الأمن والفوضى للشعب الأفغاني، روجوا الفساد وعدم العدالة، أزكوا سوق الهرج والمرج، اسالوا الدماء، زجوا بالشعب الأفغاني في السجون، شرعوا في القرى والقصبات القتل وإيذاء الأطفال والشباب والنساء وكبار السن، وبشكل خاص واجهوا حياة النساء، وعيشهن الذي من أهم حقوقهن مع التهديد، وزرعوا بزور الفتنة والعداوة بين أفغانستان وجيرانها.
وبشكل عام يمكن ذكر بعض من نتائج هذا الاحتلال الغاشم والقاتل للسلام في النقاط التالية:
1-احتلال أفغانستان وتعكير جو الصلح والسلام.
2-تسليط وفرض إدارة فاسدة ومتورطة في مخدرات على الشعب الأفغاني.
3-جر الشعب الأفغاني المتحد والبلد الحنون مرة أخرى إلى هاوية التقطيع والتناثر على أساس التعصبات المنطقوية واللسانية والقومية والسياسية والمذهبية.
4-توسعة آفة المخدرات، هذا في الوقت الذي كانت الإمارة الإسلامية قد وضعت لهذه الآفة نقطة النهاية.
5-ضياع كثير من الحقوق البشرية، أهمها مسألة حياة النساء وتقدمهن، وفق تقارير موثوقة كل عام آلاف من النساء يكن ضحايا لأنواع من الاضطهاد و التجاوز والإساءة، حتى أن مئات منهن يفقدن حياتهن.
المحتلون ورفقاهم ليس لديهم خطة واضحة تجاه السلام:
الأجانب وإدارة كابل غير جادين للسلام، ولاهم متعهدون لأصول السلام وأهدافه، إن كان المحتلون حقاً يؤمنون ويعتقدون بالسلام؛ لأصغوا من البداية للعرض المعقول المقدم من قبل الإمارة الإسلامية، وكان عليهم تجربة الصلح قبل إعمال القوة، فإذا ما بالنتيجة كان القتال هو الخيار الأخير، لكنهم من البداية اختاروا طريق الحرب.
والآن أيضا يقولون شيئا ويفعلون خلافه، من جهة يقولون يجب أن يتم السلام من جهة أخرى يدرجون اسماء أناس جدد في القائمة السوداء، ينادون بأننا نخرج من أفغانستان ومن جهة أخرى بذريعة المعاهدات الاستراتيجية يحاولون محاولات بائسة لتمديد احتلالهم، هذا في الوقت الذي هم أدرى من أي أحد آخر بأن إدارة كابل لا تستطيع تمثيل الشعب الأفغاني بأي شكل، لكن مع ذلك يقومون بالمعاملة والمتاجرة معها على مصير الشعب الافغاني.
إن إدارة كابل إدارة بلا صلاحية وهي هشة؛ لأن الأفغان في أرضهم وأمام أعين هذه الإدارة بل بمساندتها يزجون في السجون من قبل المحتلين! في وجود هذه الإدارة بل بتعاون منها يقوم المحتلون خلافا لجميع القوانين والأعراف بمداهمة منازل افراد الشعب الأفغاني ليلاً دون أدنى احتياط أو تحفظ، يُقتل في هذه المداهمات الأطفال والشيوخ والنساء الذين يكونون في نوم وثبات عميقين بلا رحمة ووحشية وقسوة، وأن هذه الإدارة لن تستطيع أي شيء تجاهها.
إن إدارة كابل نظراً لبعض مواقفها هي الأخرى تظهر غير متعهدة للسلام لذا ليست لها استراتيجية محددة للسلام من جهة تدعي أنها تريد السلام، ومن جهة أخرى تقوم يومياً باستشهاد عشرات من المجاهدين وزج الآخرين في السجون أو تجبرهم على الهجرة و ترك منازلهم وقراهم، من جهة ترفع صراخ السلام والصلح، ومن جهة أخرى تعدم المجاهدين الأسرى بقسوة ووحشية دون انصاف خلافا لجميع المعايير الدولية، مرة تقول بأننا نتفاوض مع الإمارة الإسلامية ومرة أخرى تقول بأننا نقوم بالصلح مع باكستان، مثل هذا التعامل المبهم لن يكون مفيدا أبدا في طريق السلام وفي الحقيقة هم يريدون من المجاهدين الاستسلام تحت مسمى السلام، وتسليم الأسلحة وقبول الدستور المدون تحت ظل الاحتلال ويقولون تعالوا اخضعوا لسلطتنا وحكمنا نحن لا نقول لكم شيئا، هل هذا هو الصلح والسلام؟ هؤلاء لا يفهمون هل الشعب الأفغاني قدم خلال أحد عشرة سنة هذه التضحيات العظيمة من أجل الاستسلام للمحتلين؟ من أجل أن يضمن أحد سلامة أنفسهم ؟ يبدو من ذلك بأنه لا اخلاص لدى هذه الإدارة نحو السلام ولا خطة واضحة حياله.
الدعاية المغرضة تجاه السلام:
من عوامل تخريب السلام هي تلك المساعي التي بواسطة التبليغات المسومة تظهر الحقائق في البلاد في شكل مغاير حيث تنشر وتذاع تبليغات ودعاية متنوعة ضد الجهاد الجاري، تارة تربطه بالجيران، وتارة تصفه بمانع التقدم والعلم، وأحيانا تتهمه بقاتل أفراد الشعب لكنها ليست لديها مستندات ووثائق تثبت ادعاءاتها، فقط تكرر الاتهامات المتكرر السابقة عشرات مرات.
هذه التبليغات الباطلة تطول المعركة في أفغانستان أكثر من هذا وتقضي على امكانية الصلح والسلام.
يعلم الجميع بأن اعضاء إمارة أفغانستان الإسلامية من أجل موقفهم الإسلامي والوطني ليس فقط أنهم عذبوا في سجون داخل البلد وقتلوا بل خارج الوطن لاقوا أنواع من التعذيب في سجون البلدان الأخرى وقدموا أنواع من التضحيات، فهل هذه الإرادة الفولاذية وأصحاب هذه المواقف النبيلة يمكن أن يكونوا عبيدا وعملاءً لآخرين؟!
إن زعيم الإمارة الإسلامية سماحة أمير المؤمنين حفظه الله في رسائل العيد أصدر ارشادات وتوجيهات واضحة وصارمة لكافة مجاهدي الإمارة الإسلامية بعدم تدمير المدارس، والحفاظ على أنفس عامة الناس وعدم الانفجارات في أماكن مزدحمة، وقد نشرت في وسائل الإعلام أيضا والمجاهدون ينفذونها عملا؛ لكننا نرى بأن بعض الحلقات الاستخباراتية تمد أيديها لبعض الأعمال التخريبية الجائرة وتقوم بأحداث شنيعة، تدمر الجسور، ترش الأسيد على طلاب وطالبات المدارس، وتقوم بانفجارات على جانب الطرق على السيارات المدنية، إن إدارة كابل لم تلق بالاً لهدايات أمير الإمارة الإسلامية وموقفه بهذا الشأن بل استعملت هذه الحوادث كمواد دسمة لتبليغاتها ودعاياتها المسمومة ضد الإمارة الإسلامية، ولا زالت تستعملها كما لم تنشر تلك النتائج التي تثبت في نهاية التحقيقات والتي تشير إلى أن هذه الأعمال ليست من صنيع مجاهدي الإمارة الإسلامية بل هي من عمل بعض الحلقات الإستخباراتية، فهذه الإدارة إما ليست لها جرأة البوح بالحقائق أم أنها ترى مصالحها في إخفاء الحقائق، لأنها تفكر بهذه الطريقة تتمكن من انزواء الإمارة الإسلامية من الشعب والعالم وبذلك تمتد أيام وليالي اقتدارها، ففي خضم مثل هذا العمل الغير المعقول وموجات الدعاية المسمومة يكون السلام والحق كلاهما ضحية، إذا ما استمر هذا العمل بهذا المنوال فيكون ضرره على الصلح والسلام والبلاد والعباد.
يجب أن تدرك إدارة كابل و رفاقها بأن التكتيكات والأساليب التي لم تجلب الاستقرار للشعب في السنوات العشر الماضية بل كوت الشعب في لهيب النيران، وضيعت الحق، وساعدت في دوام الاحتلال، هي الآن أيضاً لن تأت بالسلام والصلح.
كيف يأتي السلام الحقيقي؟
في الواقع إن مسألة أفغانستان لها بعدين أحدهما خارجي والآخر داخلي، فبعده الخارجي مرتبط بالأجانب، وأما بعده الداخلي فمرتبط بالأفغان بحيث كيف يمكن تقوية الاتفاق فيما بينهم كي ينتج عنه نظام إسلامي مستقل وفق مطالب الشعب ليكون ضامناً للإنصاف والثبات والتقدم والازدهار الاقتصادي تمسح دموع الأيتام وتضع البلسم على جراح الشعب.
إن الإمارة الإسلامية في الوقت الذي من وراء جميع المساعي تكافح من أجل قيام النظام الإسلامي واستحكام السلام الواقعي في البلاد، في الوقت نفسه تنظر إليه كضرورة مهمة للحياة البشرية وتعتبر بيان النقاط الآتية بهذا الشأن أمراً ضرورياً:
1-من أجل السلام الحقيقي يجب الإنقياد لإدارة الشعب، فالخطوة الأولى يجب انهاء الاحتلال الذي هو مطلب لجميع الشعب لأنه أم المآسي يجب أن يعترف الإحتلاليون ورفاقهم بأن أي قوة في العالم لا تستطيع إزالة القوة الشعبية، كما لا تحل المعضلة بتوقيع المعاهدات الغير القانونية واللا مسؤولة.
2-إن الإسلام دين شعبنا، وهو ضامن للازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية في البلاد، لا يمكن لأي نظام حل المشاكل في البلاد، إلا النظام الإسلامي المستقل لأن الشعب الأفغاني المسلم لا يقبل غيره، وما قدم من التضحيات خلال ثلاثين سنة الماضية إلا من أجل هذا الهدف، ولازال يقدمها.
3-ارساء السلام بحاجة إلى الصدق والنية الصالحة يجب تقديم المصالح العامة والمنافع الوطنية على المصالح والمنافع الشخصية، في الواقع يأتي السلام بتوافر هذه الصفات لا عن طريق الخدعة والتحايل نحن نرى كلما تخطو الإمارة الإسلامية خطوة من أجل ارساء السلام تتعامل إدارة كابل معها تعاملاً تاكتيكي وتقوم بخطوات وإجراءات تفشل مشروع السلام وفي الوقت نفسه تجهد حسب ظنها بألا تعد تلك الإجراءات ضد مشروع السلام، كاستدعاء إدارة كابل سفيرها من الدوحة بتحريض أمريكي من أجل نسف ارساء السلام أثناء افتتاح مكتب الإمارة الإسلامية في دولة قطر من أجل مفاوضات السلام.
4-إن زعيم الإمارة الإسلامية سماحة أمير المؤمنين حفظه الله قال في رسالة بمناسبة عيد الأضحى المنصرم صراحة: من أجل المساعي السياسية لنا قناة واحدة في صورة مكتب سياسي، وقد أعلناه للجميع، لكن مع ذلك تتصل إدارة كابل تحت مسمى السلام من أجل إفشاله بأشخاص لم تعنهم الإمارة الإسلامية للحديث في موضوع السلام ثم تتهم هذه الإدارة زوراً الإمارة الإسلامية بإفشال مشروع السلام إن ارساء السلام ليست لعبة الشطرنج بأن يكون كل طرف في كمين لطرف آخر، بل إن السلام مسؤولية مشتركة، وهو طريق لإيصال حق لكل ذي حق، ويجب النظرة للسلام بهذه النظرة وأن تمهد له الأوضاع.
5-إن الإمارة الإسلامية تساند جميع تلك الجمعيات المدنية التي شمرت عن سواعدها لخدمة الشعب الأفغاني وهي في ضوء الأصول الإسلامية ملتزمة للأعراف الأفغانية والكرامة الإنسانية.
6-إن موقف الإمارة الإسلامية حول حقوق النساء واضح سياستها معلنة، وهي تعتبر نفسها ملتزمة لجميع تلك الحقوق لهن في جميع جوانب الحياة، والتي منحها الإسلام إياهن، إن المرأة في الإسلام لها حق اختيار الزوج، ولها حق التملك، وحق الميراث وحق التعليم والعمل، إن الإمارة الإسلامية ستضمن لهن حقوقهن بألا تضيع حقوقهن المشروعة، وأيضاً ألا تواجه كرامتهن الإنساني ومكانتهن الإسلامية للخطر.
7-وفق أصول السلام والصلح يجب توظيف عناصر في مشروع السلام بأن يكونوا مؤمنين بقداسة السلام والصلح وأن يكونوا مشتهرين بالمخلصين والمصلحين في البلاد، وأن ينظروا إلى تأمين السلام كضرورة أساسية للأفغان، لا كعرض طلبي من قبل الأجانب.
8-من أجل ارساء السلام يجب ترجيح المحادثات بشكل عملي بدلاً من القتال، الآن إدارة كابل ورفاقها الأجانب ترى بأنه يجب الضغط على المجاهدين لكي يذعنوا للسلام والصلح حسب ميلها، ولاشك أن هذا الموقف يزيد الموانع أمام السلام.
9-مادام المجاهدون يقبعون في السجون ويقضون الأيام والليالي هناك في التعذيب والتنكيل فلا تبدو السلام الواقعي ممكناً.
10-إن الإمارة الإسلامية من واقع التعاون الثنائي والاحترام المتبادل تطلب التعامل مع دول العالم ودول المنطقة، ولم تضر الإمارة الإسلامية أحداً من ذي قبل، ولا تضرر أحد الآن ولا مستقبلاً، كما لا تسمح لأحد أن يستخدم أرض الأفغان ضد أي أحد.
وفي النهاية هذه بعض مطالب من المجتمع الدولي بشأن السلام:
1-يجب أن يتعاون جميع العالم المنصف سواء كانت الدول، أو الشعوب او الجمعيات أو المنظمات، وبصفة خاصة الجمعية الدولية للعلماء، منظمة التعاون الإسلامي، الحكومات والشعوب الإسلامية تعاوناً شاملاً مع الشعب الأفغاني المظلوم لإنهاء الاحتلال في أفغانستان، لكي يزال هذا المانع الكبير من الأمام ويُمهد الطريق للتفاهم بين الأفغاني.
وبشكل خاص نحن نطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأن تقف إلى جانب الشعب الأفغاني المظلوم كما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم مثلما لم تبالي قوة أحد وضغطه، بنفس الشكل تتخذ موقفاً منصفاً وقائماً على الحقائق تجاه الشعب الأفغاني المظلوم، لكي تكون من جهة نصرة ومعاونة المظلومين، ومن جهة أخرى ليدرك الظالمون بأنه لا فرصة لهم للظلم والجبروت بعد الآن، وبهذه الطريقة قد يكفوا عن إيذاء المظلومين.
2-امريكا ورفاقها الذين قدموا معها باسم أو آخر يجب أن ينقادوا لإدارة الشعب الأفغاني وإرادة شعوب بلادهم، وأن يخرجوا جيوشهم من أفغانستان وأن يكفوا عن قتل وإيذاء الأفغانيين وبدلاً من ذلك يقدموا للأفغان مساعدات تطيب جو السلام والاستقرار بين الشعوب.
وبهذا الخصوص خطوة الحكومة الفرنسية جديرة بالمدح، يجب على الجميع أن يضعوا في الحسبان مصالح ومطالب شعوبهم مثلما فعل حكام فرنسا، ومثلما لا تحبون القتل والجراح والفوضى والفساد والجور وعدم العدل لشعوبكم يجب ألا تحبوها لشعوب أخرى أيضاً.
3-بشكل خاص نطلب من جميع تلك الشعوب التي حكومات بلدانها أرسلت أبنائها خلافاً لإرادتها إلى أفغانستان لقتل الشعب الأفغاني المظلوم نطلب من هذه الشعوب أن تضغط على حكومات بلدانها مثل الشعب الفرنسي لكي تخرج جيوشها من بلادنا.
4-يجب اعطاء الإمارة الإسلامية حرية البيان، وتُساند وتُساعد في وصول صوتها إلى العالم لكي توصل موقفها ومطالبها إلى العالم والعالمين بلسانها مباشرة، ونطالب المجتمع الدولي أن توفر التسهيلات لجميع أعضاء الإمارة الإسلامية وأن يسعى لإزالة الموانع الموجودة.
نحن نشكر حكومة اليابان ومسئولي جامعة دوشيشا بأنهم هيئوا الفرصة للإمارة الإسلامية كي توصل رسالتها وموقفها إلى الناس في العالم مباشرة، وها هنا نشكر مسئولي مركز التحقيقات الاستراتيجية وجميع الجهات المعنية التي وفرت التسهيلات للإمارة الإسلامية بهذا الخصوص، ويجب أن تخطو بقية البلدان بعد درك الحقائق خطوات نافعة مماثلة لها.
5-أملنا من وسائل الإعلام العالمية بأن توصل صوت الشعب الأفغاني إلى الناس في العالم بشكل سليم وواقعي، وتوضح الحقائق في أرض الواقع بشكل صحيح؛ لأن تلك هي مسئوليتها الإنسانية ومطلب للأصول الإعلامية.
ومن الله التوفيق.