
مجزرة سربل؛ أكاذيب الإعلام وأحلام الحكومة الفاسدة
سيف الله الهروي
تمكّن أخيرا مقاتلو الإمارة الإسلامية في أفغانستان من السيطرة على منطقة “ميرزاولنك” بمديرية “صياد” بولاية سربل، لكن -بعد سيطرة المجاهدين على هذه المنطقة- سرعان ما انتشر على نطاق واسع خبرٌ عن مجزرة بحق المواطنين، وأن مقاتلي الإمارة آذوا السكان المحليين، وأحرقوا المنازل والممتلكات العامة و…
إن قناة بي بي سي التي نشرت خبر سيطرة الحركة، نشرت معه خبر المجزرة. والغريب المُثير للريبة أن خبر المجزرة في قناة بي بي سي وسائر القنوات كان مقروناً بخبر سيطرة الحركة. وكأنّ هذه القنوات كانت على موعد مسبق لنشر خبر كاذب مفبرك مع خبر آخر صحيح، فهل كانت هناك مجزرة خططت لها دولة الاحتلال، وكانت هذه القنوات الكاذبة على علم بها؟
ربما كانت تخطط لمجرزة من جانبهم بحق المدنيين لتسجل إعلاميا باسم الإمارة الإسلامية بعد سقوط هذه المناطق إلا أنهم فشلوا في تحقيقها على أرض الواقع، لكنهم لم يألوا جهدا في تغطية كذب أبيض عن هذا الحلم الفاشل لديهم في الإعلام.
ونشر الأكاذيب في الحقيقة هو ديدن هذه القنوات المعادية للإسلام والمجاهدين، فإن القائمين عليها لا يعجبهم نقل الحقائق عن المجاهدين إلا بعد أن يلوثوها بأكاذيبهم.
فالهدف من نشر هذا الكذب كان واضحا وهو إثارة مشاعر قومية من القوميات في أفغانستان ضد المجاهدين بعد فشلهم على أرض الواقع، وهذا حلم الإدارات المفسدة العميلة وسيدتها الولايات الإمريكية في المنطقة منذ زمن، حيث تسعى في إثارة الفتنة الطائفية لإبعاد المجاهدين عن أهدافهم السامية وغاياتهم المنشودة وإبعادهم عن مقاومتهم للاحتلال.
إن الإمارة الإسلامية إذ رفضتْ في بيان لها بشدة كل ما نُشر بشأن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، أوصت أبناء الشعب الأفغاني أن يكونوا حذرين من أن يحققوا أحلام المفسدين بالاستجابة لأكاذيبهم الإعلامية التي يسعون من ورائها لتعكير صفو المحبة والصداقة بين أبناء البلد الواحد وعرقياته، وإشعال نيران الطائفية بينهم.
كما طلبت من الوجهاء، والعلماء، والشخصيات البارزة من سائر الطوائف بأن يكونوا حذرين من مؤامرات العدو تجاه هذه القضايا، وأن يتبينوا من الأنباء والأخبار وما ينشر عن المجاهدين قبل تلقيها بالقبول، وأن يقفوا في وجه الطائفية، وألا يسمحوا لإدارة كابل العميلة ولا لسادتهم بأن يستخدموهم لصالحهم من خلال ادعاءاتهم الكاذبة.
ودعت الإمارة الإسلامية أيضا جميع الجهات التي تريد الحصول على المعلومات الصحيحة حول منطقة “ميرزاولنك”، بأن تزور المنطقة عن قرب، والإمارة الإسلامية ستتكفل بأمنهم، وتسهل لهم سبل الوصول إلى المنطقة.
والحقيقة أن مَن ألقى نظرة سريعة عاجلة إلى تاريخ التواجد العسكري للإمارة الإسلامية في مختلف مناطق أفغانستان؛ وجد أن عددا كبيرا من قبائل “الهزاره” يعيشون حياة آمنة في المناطق التي يسيطر عليها المجاهدون، ولم يواجهوا هناك أية مشكلة، وكذلك يسيطر مجاهدو الإمارة على أكثر الطرق المؤدية إلى منطقة “هزاره جات” التي يمر عليها أهل هذه القبائل، وإلى الآن لم يلحق أي ضرر بأحد منهم.
إن ما نشر عن مجزرة المدنيين في منطقة “ميرزا اولنك” على يد مقاتلي الإمارة في أفغانستان لم يكن إلا كذبا أبيضا نشره الإعلام المحلي العميل للولايات المتحدة وقناة “بي بي سي” عن المجاهدين زورا وبهتانا، ولم يكن إلا حلما فاشلا للإدارة العميلة التي تسعى منذ زمن لإثارة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وإخافة المكونات والأقليات من سلاح لم يكن موجها إليها في يوم من الأيام.
وباختصار؛ إن نشر هؤلاء الإعلاميين الفاسقين والمنافقين أكاذيب عن المجازر الوهمية مثل مجزرة سربل بصور مفبركة إن دلّ على شيء إنما يدلّ على أن الإدارة العميلة في كابول ومن والاها؛ أكثر حبّا وحُلما لوقوع ضحايا وخسائر ومجازر في صفوف المواطنين، ويودون أنْ لو ضحوا بالشعب الأفغاني كلّه حفظا على دولتهم العميلة وإبقاءً لأسيادهم المجرمين في المنطقة.