مجزرة غوطة تشيب لهولها الولدان
الحمدلله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سید الأنبیاء والمرسلین، نبینا محمد وعلی آله وصحبه أجمعین.
أما بعد:
لقد أدهشتني تلك المشاهد الفظیعة عن مجزرة الغوطة الشرقیة التي بثتها القنوات الفضائیة والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين السوريين، وأن النظام السوري ارتكب مجزرة عنیفة تشیب لهولها الولدان، مستخدما صواريخ أرض أرض، والمواد السامّة الكيماوية، بدلیل أنّ أناسا اختنقوا، وبعضهم خرجت رغوة من أفواههم، وكثير من الجثث لا تحمل أي آثار للإصابات، وأنّ عدد القتلى بلغ 1600 إضافة إلى مئات من الجرحى غالبيتهم مصابون بإصابات خطيرة.
فها أنا أخذت قلماً كي أخفف عن مشاعري الملتهبة، وأحاسیسي الفائرة التي تثور كالبركان في كیاني.
فأنادي بملأ فمي أین المتشدقون بدعاوي حقوق الإنسان؟
ما أرحم وما أفضل و أعدل قوانين الغاب أمام هذه القوانين الدولية الجائرة!
بكل بساطة لا يوجد شيئ اسمه قانون دولي، إننا نعيش في العصر الحجري،مع أنّ التاريخ عندنا ٢١.٠٨.٢٠١٣ …
كم هو أبشع ومأساوي هذا اليوم، حتى القلوب التي لاتعرف الحقد بدأت تحقد على هذا القانون الدولي المزعوم، والذي يدعي حماية المظلومين!!!
أين النظام العالمي ألاترى شعباً يُباد وبالقذائف يُمطرُ
أين العدالة أم شعا ريحتوي سفك الدماء وبالإدانةيُسترُ
مادام أن الشعب شعب مسلمٌ لاحل إلا قولهم : نستنكرُ
ياأمتي والقلب يعصره الأسى إن الجراح بكل شبرٍتُسعِرُ
والله لن يحمي ربى أوطاننا إلا الجهاد ومصحف يتقدّر
والله إن تلك المشاهد تقطّع نیاط قلب كل من كان له أدنی شعور بالإنسانیة.
طفلة صغیرة بریئة ما اقترفت أي جریمة، تلفظ أنفاسها الأخیرة علی أرض المستشفی لا یواسیها إلا عدسة الكامیرا التي تنقل ألفاظها الأخیرة علی الواجمین الساكتین، وعلی أشباه الرجال.
فتفاصيل المجزرة الأخيرة مخزية بكل معنى الكلمة، حيث تظهر رغبة النظام السوري في الانتقام من السوريين والتنكيل بهم بشكل بربري وهمجي، وقتل الأطفال بأبشع أنواع القتل بالمواد الكيماوية السامة.
وبالطبع لا شيء يبرر الجرائم، لكن المجزرة الأخيرة تظهر جليا انعطاف الأحداث بسوريا إلى منعطف خطير من قبل النظام ، فطبيعة القتل هناك ليست قتال معارك، بل هي عمليات تدل على حقد، ورغبة عارمة في القتل والتشفي، وبشكل بشع، حيث لا حرمة للأطفال، أو النساء.
كل ما سبق من شأنه أن يؤجج المشاعر ليس بسوريا وحدها، وإنما بالمنطقة برمتها، فالنظام يقوم بأعمال وحشية بحق السوريين العزّل الذين لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم، فالمواجهة ليست متكافئة، ونحن أمام نظام يستخدم كل ما لديه من أسلحة للفتك بالمدنيين العزّل، وأمام أعين المجتمع الدولي!
قرر النظام أن يبقى في الحكم ولو بقتل السوريين، واليوم تأخذ الأمور في سوريا منحى خطيرا، وإذا لم يساعد المسلمون ولم یتدخلوا تدخلا فاعلا يغير قواعد العملية كلها بسوريا، فإن الثمن يكبر يوما بعد الآخر، وسيدفعه الجميع، وليس السوريون وحدهم.
وأما العرب مع الأسف البالغ لم نری منهم اللهم إلا الكلام المعسول، أو بیانات الشجب، والمشاعر الفارغة التي لاتسمن ولاتغني من جوع، وأنفقوا المیلیارات الدولارات علی أسلحة خرزة، وجیوش لم تطلق رصاصة واحدة ضدّ العدوّ منذ أكتوبر 73، بل الصواریخ بحذافیرها والمدافع والطائرات، وجهت ضد شعوبنا المغلوبة علی أمرها!
ومع ذلك فإنّ عدد الجنرالات والآلویة والعمداء عندنا یفوق نظرائهم في الحلف الأطلسي!
وعندما تأتي ساعة الحاجة إلی هذه الجیوش نكتفي بالتندید، فلامناص لنا إلا أن نقول لهم: لابأس! أنفقوا أموالكم في شراء النوادي المفلسة في أوروبّا، أو اشتروا أسلحة بملیارات الدولارات لتصدأ في مخازنكم؛ لأنكم لن تقدروا علی استعمالها إلا في حالة واحدة وهي حالة استعمالها ضدّ شعوبكم.
اللهم إن المضطهدین من المسلمین الموحدین يدعونك ليلا نهاراً ولا يدعون إلا أنت الحق سبحانك ملك الملوك العدل القادر على الجبارين اللهم إنهم مظلومون فانتصر لهم. اللهم كما دمعت عيوننا من الحزن دماً عليهم وأسفا من قلة حيلتنا اللهم ففرح قلوبنا بنصر قريب غير بعيد لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.
اللهم إنهم مغلوبون فانصرهم، اللهم رحماك برجال عُذّبوا، وشباب قُتّلوا، و نساء رملت، وأعراض انتهكت، وأطفال ذبّحوا، وعجائز شرّدن، إلى من تكلهم؟ إلى أخ ينكرهمأم إلى عدو ملكته أمرهم؟ اللهم نشكو إليك ظلم ذوي القربى الذين هانت عليهم دماء هؤلاء المضطهدین !