
مجلة الصمود تدخل عامها الرابع
حافظ منير
عندما قام نابليون بشن حملة صليبية على مصر ، جاء بسفن مملوءة بالكتب والمطابع ، فالأعداء يعرفون تماما قيمة الإعلام في الحرب .
وعندما قام الأمريكان بغزو بلاد المسلمين “أفغانستان والعراق” حشدوا كل آلاتهم الإعلامية الجبارة وسخروها لهذه الحرب الصليبية .
فقد جاء بوش الصغير بهوليوود وبقنواته الأخرى لتمارس غسيل الأدمغة والضحك على الذقون ، حتى ذكرنا بفرعون وسحرته الذين يمثلون جانب الشر والكفر ، وذكرنا المجاهدون بموسى عليه السلام وحزبه.
إن السحر الإعلامي الذي استخدمته أمريكا في حربها ذكرنا بسحر فرعون !
فالقنوات الإخبارية الصليبية التي تمارس الكذب والخداع ، وتجعل الحق باطلا وبالباطل حقا ، هذه القنوات الإخبارية الغير محايدة وكأنها حبال سحرة فرعون ، تتحول إلى حية يسحروا بها عيون الناس !
إن نفس المصطلحات التي استخدمها فرعون يستخدمها الأمريكان ضد المجاهدين .
فالأمريكان يسمون المجاهدين بمصطلحات ساذجة تدل على ممارستهم الكذب الفاضح على شعوبهم ، فيقولون عن المجاهدين : ” ميليشيات ـ فلول ـ جيوب ـ .. الخ “.
وأما المصطلحات التي استخدمها فرعون ضد موسى عليه السلام وحزبه ، فقد ذكرها الله عز وجل في قوله :
( إن هؤلاء لشرذمة قليلون ، وإنهم لنا لغائظون )، فهذا فرعون يصف أهل الحق بأنهم ” شرذمة “.
فالتاريخ يُعيد نفسه ، كيف لا والحرب هي هي “بين الكفر والإسلام ” .
وقال بوش وبكل غطرسة وتجبر قبل احتلاله لأفغانستان: ( من ليس معنا فهو ضدنا ) .
وهي نفسها المصطلحات التي استخدمها فرعون حين قال : ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) !
إذن ، فالحرب القائمة اليوم بين الإسلام والكفر يلعب فيها الإعلام دورا عظيما في ترجيح الكفة “بعد الإيمان واليقين والاعتماد على الله عز وجل ومن ثم على تضحيات المجاهدين العظيمة ” .
فلا يمكن أبدا تجاهل دور الإعلام ، فهو الذي يصيغ المصطلحات ويتلاعب بها ، وهو باستطاعته إظهار الحقيقة أو إخفائها .
لذلك ظهرت إلى النور قبل 4 سنوات “مجلة الصمود” ، والتي أخذت على عاتقها نشر الحقيقة بين أبناء الأمة الإسلامية، لتبث في نفوسهم روح الجهاد وحب الاستشهاد وبذل الدماء رخيصة في سبيل هذا الدين العظيم .
بالرغم من مرور 4 سنوات من العمل المتواصل
المضني ، إلا أن لذة هذه العبادة كانت هي السائدة .
إن استشعار الأجر من رب العالمين هو الوقود الحقيقي لاستمرارنا .
إن مجرد تخيلنا أننا نساهم بنصرة هذا الدين لهو دافع عظيم لاستمرارية هذه المجلة المباركة .
إن الفارق الكبير بيننا وبين أعدائنا ، هو أنهم ماديون ، يعملون من أجل مصالحهم الشخصية ومن أجل مصلحة دنيوية تافهة ، بينما نحن ولله الحمد لا نعمل لصالح أنفسنا ولا لصالح مكاسب دنيوية رخيصة ، بل لا نطمع إلا بأن ننال الأجر العظيم الذي سيكون سببا لدخولنا الجنة .
لقد اعترف الصليبي الكافر “رامسفيلد” وبكل مرارة بأن الإعلام الجهادي انتصر على الإعلام الأمريكي .
وقال بصريح العبارة أنه لم يكن يتذوق طعم النوم بسبب اكتساح الإعلام الجهادي وتبوئه مرتبة عظيمة يصعب هزيمتها .
نقول نحن القائمون على مجلة الصمود لكل الإعلاميون الجهاديون : بارك الله بكم وبجهودكم العظيمة ، فقد حملكم الله عز وجل أمانة عظيمة ، فإياكم وإضاعتها، فلا يؤتى الإسلام من قِبَلكم .
لقد صنعتم مجد أمتكم وأرهقتم عدوكم ، وجعلتم ليله كنهاره ، ولم يتبقى على النصر الكبير إلا القليل ، فالصبر الصبر ، والثبات الثبات .
تذكروا أنكم تتعاملون مع الله عز وجل وليس مع رئيس شركة.
فأروا الله سبحانه ما يحب.
أما نحن فإننا نعاهد الله عز وجل بأن نستمر في عطائنا ، ولن نكل ولن نمل بإذنه سبحانه .
ونسأله العون والسداد .