
محمد بن يَفْدِيْدوَيه الهروي رضي الله عنه
أبوسعيد راشد
محمد بن يَفْدِيْدوَيه (بفتح التحتانية أوله، وسكون الفاء، وكسر الدال، بعدها تحتانية أيضا، ثم دال مهملة) الهروي. قيل: كان اسمه يفودان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً.
ذكره أبو إسحاق (أحمد بن محمد) بن ياسين في تاريخ هراة، فيمن قدمها من الصحابة.
■ قال أبو إسحاق: حدثنا إبراهيم بن علي بن بالويه الزنجاني بهراة، عن محمد بن مردان شاه الزنجاني – وزعم أنه ثقة، وكان قد أتى عليه مائة وتسع سنين – عن أحمد بن عبدة الجرجاني، عن يفودان بن يفديدويه الهروي قال: حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شركي، ثم أسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماني محمداً – قال: قال رسول الله: إذا قل الدعاء نزل البلاء، وإذا جار السلطان احتبس المطر، وإذا خان بعضهم بعضاً صارت الدولة للمشركين، وإذا منعوا الزكاة ماتت المواشي، وإذا كثر الزنا تزلزلت الأرض، وإذا شهدوا بالزور نزل الطاعون من السماء.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أمير جنوده. أخرجه أبو موسى. (أسد الغابة : 2 / 492)، وأخرجه المستغفري عن محمد بن إدريس الجرجاني عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن علي عن الزنجاني عن محمد بن مردان شاه حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني بهذا السند رفعه العلم خليل المؤمن والعقل دليله الحديث. (الإصابة : 6 / 37)
■ ابن حجر: يفودان بن يفديدويه ذكره المستغفري في الصحابة. (الإصابة:6 / 689)
وقفه مع حديث الهروي:
عنه قال: قال رسول الله: إذا قَلَّ الدعاءُ نزل البلاءُ، وإذا جار السلطانُ احتبس المطرُ، وإذا خان بعضهم بعضاً صارت الدولة للمشركين..
الجملة الأولى والأخيرة من الحديث الشريف ترشدنا إلى أمرين عظيمين مفقودين في العصر الحاضر.
الأول: الدعاء من الله سبحانه وتعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء مخ العبادة.
الثاني: التباعد عن الخيانة، وخاصة مع الأخ المسلم، وبالأخص إذا كان قائدا، أو أميرا، أو كبيرا. لأن خيانة البعض للبعض تنزع الثقة بينهم، وتزرع الحقد والحسد، فتضعف الأمة، ويمزق شملها.
وهذه إشارة كبيرة إلى المربين، وأساتذة الجامعات والمعسكرات في الأمة الإسلامية: أن يعلموا الشباب الوفاء بالعهد والأمانة، وأن يحذروهم من الخيانة والغدر. حتى تنعدم أسباب غلبة المشركين فتكون الدولة لنا، إن شاء الله تعالى.
عن سُليم بن عامرٍ (رجل من حمير) رضي الله عنه قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا انقضى العهد، غزاهم.
فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر! وفاء لا غدر! فنظروا فإذا عمرو بن عبسة رضي الله عنه، فأرسل إليه معاوية رضى الله عنه فسأله، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يَشُدُّ عُقْدَةً ولا يَحُلُّها حتى ينقضي أمدُها، أو يُنْبِذَ إليهم على سواء. فرجع معاوية رضي الله عنه. (السنن الكبرى، كتاب الجزية، باب الوفاء بالعهد:9/231)