بيانات ورسائل
مرشحو الرئاسة الجمهورية، ومسألة شعبية مهمة!!
شرع في الأسبوع الماضي الموافق لـ (١٣ من شهر دلو، ١٣٩٢هـ ش) المشروع الانتخاباتي من قبل المحتلين وعملائهم، تمديداً للديمقراطية الاحتلالية الحالية، ووفق الموعد المحدد بدأ مرشحو الرئاسة حملاتهم الانتخاباتية بالمعازف والطبول، وحسب تقارير وسائل الإعلام فقد أعلنوا مسيرهم تجاه المسائل الشعبية.
لكن رغم مضي أسبوع كامل، فإن السادة المرشحين قد لزموا السكوت تجاه مسئلة شعبية مهمة، وهي مسألة تعتبر أصل الخيرات، ومنبع المسرات، وهي ليست وسام فخر وشرف للأفغانيين فحسب، بل هي مطلب أساسي لجميع شعوب العالم، بقبائلهم وأعراقهم المختلفة، وهي الحرية الكاملة من مخالب القوات الإحتلالية الغربية، وهذا أمل كل أفغاني، لكن لم ينطق أحد من المرشحين تجاه هذه المسألة ولو بكلمة!! ناهيك عن كلمات اعتراض أو مخالفة أو جهاد.
ماهي تلك المسائل الشعبية التي يذكرونها ويرددونها؟! فلو أنهم حقاً عازمون على تحرير البلد، وتأمين حدوده، والدفاع عن أرضه، فإن البلد حالياً في حال احتلال يحتاج إلى تحرير! وهؤلاء المرشحون طيلة السنوات الاثنتى عشرة الماضية ساعدوا المحتلين، ومازالوا يرجون منهم ويتضرعون لهم ألا يخرجوا من البلد، ولا يتركوهم لوحدهم.
إن هؤلاء لو حقاً في صدد السلطة على أرض أفغانستان وجوها، فإن هذين كليهما تحت سيطرة الأجانب وسلطتهم! فهم كما يشاؤون يذهبون ويأتون إليها صباح مساء دون إجازة أو تأشيرة، وإن رؤساءهم، ووزراءهم، وقاداتهم العسكريين يأتون إلى عاصمة البلد وإلى بقية الولايات بزيارات مفاجئة لا يعلم مسؤولين إدارة كابل عنها شيئاً!! ولو أنهم يحلمون بتقوية الاقتصاد، وتوفير عيش الرفاهية للناس، وتحقيق الأمن والسلام، وإعادة البناء والإنشاء، فإن المحتلين لم يأتوا إلى للحرب والهدم والدمار، ومازال القصف العشوائي مستمر، ومازالت محطات الطائرات بلا طيار وغيرها من الطائرات الحربية تحت سيطرة العدو،
فكيف يبلغ البنيان يوماً تمامه***إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
إن مسألة التحرير الكامل لأفغانستان الحبيبة، واستقلالها في جميع شؤونها هي تلك المسئلة المهمة التي تغاضى عنها المرشحون عن قصد، لأن رحى حظهم تدور بماء المحتلين، وإن عوامل فوزهم وخسارتهم متعلقهم بهم فتدور حيثما داروا، فمصارف الحملات الانتخابية والضيافات أيضا تسدد من جيوبهم، وحتى أن بعضهم يرجون أن المحتلين سيمنحوهم حق اللجوء في دولهم حال الهروب والفرار، وهذا هو سبب انحطاطهم وذلتهم.