مساعدات دولية…والعيش تحت خط الفقر في أفغانستان!!
من المقرر أن ينعقد اليوم وغداً مؤتمر جنيف حول أفغانستان، ويقال إن المساعدات مع أفغانستان ستعلن في هذا المؤتمر، ولا شك أن تقديم الدعم والمساعدة لأفغانستان والشعب الأفغاني جدير بالثناء، ولكن الأهم فيها ألا تكمن وراءها أهداف خفية، وأن تصل هذه المساعدات إلى مستحقيها.
فالمساعدات التي قدمت لأفغانستان والشعب الأفغاني خلال العقدين الماضيين، لم تظهر آثارها الإيجابية على الحياة المعيشية للناس، فلا الزراعة تتطورت، ولا الصناعات تحسنت، ولا المؤسسات التعليمية أصبحت مثالية أو مجهزة، كما لم يحصل هناك أي تغيير في مجال الصحي، حتى يتمكن الأفغان من تشخيص أمراضهم وعلاجها داخل بلدهم.
والسبب الرئيسي في انعدام الآثار والنتائج الإيجابية للمساعدات الدولية هو، أن معظم هذه المساعدات يتم تحويلها إلى النظام الفاسد في كابول أو إلى المنظمات غير الحكومية والتي هي في الحقيقة تتشكل من عصابات مافيا حيث تقوم بتقاسم هذه الأموال والمساعدات فيما بينها، وبالتالي فإن الأموال التي كانت ترسل لمساعدة أفغانستان تم نقلها وإيداعها في البنوك الأجنبية من خلال سبل قانونية وغير قانونية.
في عام 2014 الذي دخل فيه أشرف غني القصر الرئاسي، أعيد مرة أخرى توظيف الفاسدين والقتلة والخونة في مناصب عليا، وبذلك ازداد الفساد والاختلاس والغصب والنهب والسلب أكثر مما مضى، ونتيجة لذلك أصحب الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشعب في التدهور مستمر، لقد سحب أشرف غني ملايين الدولارات من الميزانية الوطنية لحملته الانتخابية، وصرفها في طرق مجهولة،
وهذه الثروة التي أهدرها إنما كانت تلك الأموال التي جمعها من الفقراء باسم الضرائب، أضف إلى ذلك أن المجتمع الدولي تبرع بملايين الدولارات والمعدات الطبية لأفغانستان، لكن للأسف! فالوضع هنا سيء إلى حد أنه لا يستطيع أحد العثور على المساعدات النقدية، والأسوأ منه أن أجهزة التنفس المتبرع بها لمرضى كورونا قد تم تهريبها وبيعها لدول الجوار!!
إن إمارة أفغانستان الإسلامية ترحب بالمساعدات الدولية لأفغانستان والشعب الأفغاني، ومستعدة للتعاون مع المانحين في توزيع المساعدات وتنظيمها بشفافية، وتعتبر من مسؤوليتها ضمان وصول مساعدات المانحين إلى الأفراد والأسر المحتاجة بطريقة سليمة.
لو يتم تسليم المساعدة التي تم الإعلان عنها في مؤتمر جنيف إلى نظام كابول، فكالسابق لن يحدث أي تغيير إيجابي في حياة الشعب الأفغاني المقهور والمضطهد؛ لأن التبرعات التي تم جمعها باسم الشعب الأفغاني ستقوم المافيا الفاسدة من التكنوقراطيين وأمراء الحرب داخل نظام كابول بتقسيمها فيما بينهم، وسيستمر الشعب في العيش تحت خط الفقر.