
مسرحية الانتخابات في مستنقع الافتضاح!
وفق مسؤوليتها تبادلت الإمارة الإسلامية مبكراً رؤيتها مع الشعب حول مسرحية الانتخابات! وصرحت للجميع علانية بأن مسرحية الانتخابات أجنبية برمتها، وقد فوض إلى إدارة كابل تمثيلها شكلياً فقط.
ها هي من يوم إلى آخر تنكشف الحقائق تلقائياً، حيث تم هندسة تمثيلية الانتخابات من أجل تشتيت الشعب وانقسامه، يسعى الاحتلاليون بهذا الأسلوب لأخذ ثأر هزيمتهم من الشعب الأفغاني المجاهد، وليثيروا من خلال الانتخابات الضغائن والأحقاد الأثنية واللسانية والمنطقوية بين الشعب، ويكرروا مرة أخرى مآسي ومتاعب الأيام الأولى من سبعينيات القرن الماضي! ويجعلوا قبائل الشعب الأفغاني ليتقاتلوا فيما بينهم، والأطراف المتورطة ظاهراً في تلك الدراما كانت قد أخذتهم نشوة السلطة الجوفاء لدرجة كانوا يدفعون بالشعب إلى لهيب النيران من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية.
إدارة كابل والأطراف المتورطة في المسرحية قامت بالانتخابات الخيالية والشكلية ، وقبل الانتخابات انشغلت فيما بينها! وكالأطفال أصبحوا يتبادلون السب والشتم فيما بينهم على مرأى من العالم أسره! ويتهمون بعضهم البعض بالتزوير، والتقلب والسرقة، والخيانة، يقول أحدهم بأن الشعب لم يشارك في الاقتراع بشكل ملحوظ! أملت لجان الانتخابات الصناديق، وقامت بالسرقة لصالح الطرف المقابل! ويقول الآخر بأن المؤسسات الأمنية والدفاعية قامت بالسرقة لصالح الطرف الآخر!
في الحقيقة كلاهما صادقان فيما يدعيان! كما جاء في الحديث النبوي الشريف “صدقك وهو كذوب”! ففي الوقت الذي كلاهما كاذبان، يصدقان في هذا الموضوع! وجدير بالذكر بأن كبار قادة الفريقين أعضاء في النظام الفاسد الذي بفساده على المستوى الدولي رغِموا أنف الشعب الأفغاني الصادق بالتراب، أولئك الوزراء وحاكم الولايات الفاسدون يصتفون في الفريقين، إذن إن كانت الأنظمة المهمة وكبار المسؤولين في النظام فاسدون و سارقون بشهاداتهم أنفسهم، وبشهادات دولية! فكيف يمكن لهذا النظام أن يخدم الشعب والبلد؟
الآن حين اتجهت المسرحية نحو الضياع والإنهيار، ظهرت الرؤس الأجنبية المخفية؛ لأن المسرحية دونها الأجانب، فإن إصلاحها أيضاً على عاتقهم!
أين أصوات الشعب التي كانوا ينادون بها؟ أين الذين كانوا يقولون بأن أصوات الناخبين هي التي تحدد المسير وتختاره! الآن اتضح للجميع بأن أصوات الشعب هي التي تحدد المسير وتختاره أم القرار الأجنبي؟
نحن مرة أخرى نشكر شعبنا الواعي واليقظان، بأنه فضح مسرحية الاحتلاليين بعدم مشاركته فيها، الآن لابد أن عَلِمَ الجيمع بأن الخيوط الأصلية للعبة في يد الاحتلاليين، وإن الحديث عن رأي الناس وأصواتهم هي لمجرد المصالح الشخصية والحزبية فقط.