مشروع منجم “عينك” وأحلام بدأت تتحقق
زين الدين البلوشي
كلما جاءت حكومة في أرض الأفغان؛ تطلّع الناس إلى آفاق جديدة لأنفسهم ولأولادهم ولوطنهم، وإلى أيام سعيدة مرحة، وإلى تحقيق أحلامهم التي تبددت مع الحكومات المتعاقبة، حكومة تلو حكومة، حتى ضاعت تلك الأحلام والآمال هدراً، ودفن كثير من أصحابها تحت التراب، أما من بقي منهم اليوم على قيد الحياة بعد تحرير البلاد من وطأة الاحتلال الأمريكي؛ فلا يحلمون بشيء لأنفسهم، ولكن يحلمون بمستقبل زاهر لأولادهم ووطنهم، ويتوقون إلى أن يشهدوا تحقق الآمال وازدهار البلاد.
وكأن أحلامهم اليوم بدأت تتحقق، بقدوم الحكام الجدد الذين ساروا بخطوات عملية نحو التقدم والتطور، مشمرين عن ساعد الجد والاجتهاد. فينظر هولاء الحالمون تارة إلى قناة (قوش تبة) التي من المتوقع أن تُحدِث ثورة في مجال الزراعة بأفغانستان، وبالتالي على الظروف المعيشية العامة وعلى الاقتصاد الوطني المنهك منذ زمن بعيد. ثم ينظرون تارة إلى التغيير الجذري الذي غيّر وجه الوطن وأزال عنه آثار الدمار والخراب التي بهما كان يعرفه العالم؛ بمشاريع صغيرة وشبه كبيرة في مختلف أنحاء البلاد. وينظرون الآن بكل حفاوة إلى المشروع الكبير الضخم؛ منجم نحاس “عينك”، والذي يعد من أكبر المشاريع الحيوية في البلاد.
افتتحت أعمال إنشاء الطريق الممتد لمشروع منجم “عينك” بحضور المسؤولين من الطرفين الأفغاني-الصيني. وهذا المشروع يحتوي على ثاني أكبر احتياطي للنحاس في العالم، كما أنه يعتبر أكبر منجم للنحاس في أفغانستان، وبدأ العمل على المشروع نتيجة جهود ومساعي الإمارة الإسلامية بعد توقف دام 15 عاما.
وتؤكد وزارة المناجم والبترول الأفغانية أن نحو 13 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ستتوفر بمجرد بدء عملية التنقيب في هذا المنجم. كما وعد المسؤولون بأن المشروع سيوفر مليون ونصف فرصة عمل في السنوات الخمس القادمة.
الأمر الذي يعني تخفيض نسب البطالة التي سادت البلاد وتسببت في الهجرة إلى الخارج، وتحقيق التنمية الاقتصادية لأفغانستان، كما سيكون لهذا المنجم دور مهم في تعزيز مكانة أفغانستان السياسية والدولية. وهو خبر مهم بالنسبة للمواطنين الأفغان الذين هم في أمس الحاجة إلى مشاريع تحسن الظروف وتعزز الاقتصاد وتحقق التنمية، وتحيي في أنفسهم الأمل وتنفخ فيهم روح الحب للوطن. فالشعب لا يزال متطلعاً أبداً إلى أفغانستان المشرقة المتقدمة المتطورة في الذهن والواقع.
وجميعنا نعلم جيداً أن أفغانستان ليست بالبلد الفقير؛ فقد منحها الله تعالى ثروات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأن السياسات والمواقف الفاشلة من الحكومة السابقة إلى جانب الفساد والاحتلال وانعدام الأمن هي التي أوقفت أفغانستان عن التطور والتقدم، وهي التي حبستها في قائمة دول العالم الثالث.