مقالات الأعداد السابقة

مظاهرات عارمة في بلاد الأفغان احتجاجا على جرائم الاحتلال

كتبه خليل

 

تصب قوات الاحتلال والقوات العميلة المنهزمة جام حقدها وغضبها على المدنيين الأبرياء حيث كثفوا غاراتهم ومداهماتهم الليلية على المناطق السكنية، يفجرون أبواب المنازل ويدمرونها ويخرجون أصحابها ويقتلونهم بدم بارد، فلا يكاد يخلو يوم من مجزرة تقيمها قوات الاحتلال في بلاد الأفغان، وكل مجزرة تكون أبشع وأفظع من الماضية، والصور والمقاطع التي تُنشر في صفحات التواصل الإجتماعي عن هذه المجازر والإنتهاكات تتفطر لها القلوب وتتقطع لها الأكباد، وتدمع لها الأعين لكن لا تستيقظ لها ضمائر هؤلاء الذين أعمى بصيرتهم حب الاحتلال والمناصب.

ولم يكتف المجرمون بهذه بل دمروا دور العبادة والتعليم المساجد والمدارس في كثير من الولايات، وهو أدل دليل على كون هذه الحرب حربا صليبية ويُظهر عداءهم لشعائر الإسلام وحقدهم على أهله.

و للأسف الشديد رغم غزارة الجرائم وبشاعة الانتهاكات ليس هناك مِنْ منظمات حقوق الإنسان مَنْ يأخذ بيد الظالم ليمنعه من الظلم أو مَنْ يُنكر الجرائم والمجازر ليُصدر بيان تنديد واستنكار، ما جرّأ المجرمين وشجّعهم على ارتكاب المزيد منها.

وبما أن الشعب الأفغاني حر أبيٌّ لا ينام على الضيم ولا يرضى على الظلم يسعى بكل ما يملك ليُنقذ نفسه من الاحتلال البغيض، فكما يقارعه بالسلاح في ساحات القتال والكفاح، كذلك يسعى ليوصل صوته للعالَم عن طريق المظاهرات والمسيرات.

وها قد انطلقت سلسلة منها في عدة مدن أفغانية بما فيها العاصمة “كابول” احجاجا وتنديدا لجرائم الاحتلال وعملائه.

ففي الثاني عشر من مارس عام 2019 الميلادي خرج حشود غاضبة من الشعب الأفغاني في ولاية لغمان صيحات التكبير يرددون شعارات الموت لأمريكا، الموت لأشرف غاني، الموت للعملاء.

ويتقدم كهل نحو الكاميرا ويقول بأعلى صوته:

“الأوضاع المأساوية التي نعيشها اليوم من أجل الأمريكيين والمنافقين واليهود لم نرها حتى أيام الروس، إنهم يقتلون شعبنا المضطهد، ويروعون نساءنا وأبناءنا، إن أبناءنا لا يبيتون في منازلهم خوفا من الغارات والمداهمات يأوون إلى الجبال والكهوف، نعم نأوي إلى الكهوف والمغارات، نحن نطالب بشدة أن تتوقف هذه الغارات الظالمة، أيها العالم إنهم يقتلوننا ويذبحوننا بدون أي ذنب.”

وفي نفس اليوم خرج مدنيون غاضبون يحملون أشلاء الشهداء الممزقة من الأطفال والنساء والرجال معهم إلى الشوارع في ولاية “غزنة” قائلين بأن طائرات دون طيار الأمريكية استهدفت سيارة أجرة تقل 13 من الرجال والنساء والأطفال كانوا متجهين نحو مدينة غزني.

و كان المتظاهرون يريدون أن يدخلوا إلى مدينة غزني احتجاجا على هذه المجزرة الأليمة لكن قوات الشرطة لم يمكنوهم من الدخول إلى المدينة وأطلقوا عليهم النار.

وفي العاشر من مارس عام 2019 الميلادي خرج مئات من الناس في ولاية ميدان وردك إلى الشارع وقاموا بإغلاق طريق كندهار_كابول، ورفع المتظاهرون شعارات ضد الحكومة العميلة، ونددوا الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال وعملاءهم في حق الأبرياء العزل في الآونة الأخيرة، وأكدوا أنه إن لم يسمع أحد صوتهم سيواصلون مظاهراتهم.

وقال المتظاهرون أنهم سعوا عن طريق التفاهم لإيقاف مثل هذه العمليات ولكنها استمرت بل اشتدت وتفاقمت.

وصرح المتظاهرون بأن الخسائر نشاطات تعمدية للقوات المشتركة ويجب أن تتوقف فورا.

وفي 26 من فبراير عام 2019 الميلادي خرجت مسيرة في العاصمة كابول تنديدا للغارات الجوية والعمليات الليلية، والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، واحتجاجا على الخسائر المدنية التي تحدث في عمليات قوات الاحتلال وعملائه، وعنّفوا لجنة حقوق الانسان بصمتهم تجاه الانتهاكات والجرائم التي تمارسها القوات المحتلة والعميلة في مختلف المناطق.

واجتمع المتظاهرون أمام مكتب لجنة حقوق الانسان وقرعوا أبوابه وردّدوا شعارات وهتافات لعلهم يخرجوا عن صمتهم ويتحركوا ضد الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال وعملاءه.

إن المتظاهرين رفعوا لافتات كتبوا عليها شعارات مختلفة، أدانوا فيها تدمير مقدسات الإسلام المساجد والمدارس، سائلين عن سبب سقوط قتلى من الأطفال في عمليات الاحتلال.

 

نماذج من الكتابات المسجلة على اللافتات:

– نحن نريد العدل لهؤلاء الأطفال المعصومين الذين قتلوا في غارات القوات الأمريكية.

– الغارات العمياء، والحملات العشوائية يجب أن تتوقف.

– قتل الأبرياء وهدم المساجد والمنازل خط أحمر.

كما رفع المتظاهرون شعارات ضد الحكومة العميلة وطالبوا بشدة توقف الغارات العشوائية والعمليات الليلية، وهددوا أنه إن لم يسمع قولهم سيوسعون هذه الحركات ويداومون عليها، وقد أشاد رواد التواصل الإجتماعي بهذه الحركات وأبدوا تأييدهم للمتظاهرين، وأدانوا صمت منظمات حقوق البشر تجاه هذه الجرائم.

كتب المحلل السياسي وأستاد جامعة كابول “فيض محمد زالاند” على صفحته في فايسبوك تحت صور المتظاهرين: “في هذا الوقت خرج آلاف من المواطنين في مسيرة احتجاجا على قتل الأبرياء المواطنين في الغارات والمداهمات الليلية، وستقف المسيرة أمام مكتب لجنة حقوق الإنسان، ولكن قدر الكلاب مرتفع في هذه اللجنة من قدر الإنسان، هذه اللجنة وصمة عار على جبين الأفغان، وإلى جانب آخر أطبق الحكام أفواههم على قتل الأفغان والغارت الجوية والعمليات الليلية ونحن بحاجة إلى تغيير جذري.”

وتخرج هذه المظاهرات في حين استهدفت المقدسات الإسلامية والمستشفيات ومنازل المدنيين في الغارات الجوية والمداهمات الليلية بشكل متكرر في كابيسا، ولوجر، وميدان وردك وغزنة، وغيرها من الولايات.

ويقول المحللون السياسيون بأن أمريكا ودميتها تريد من استهداف الشعب الأفغاني الضغط على المجاهدين في المفاوضات، ولكنها ستبوء وبالا عليها وستوسع الفجوة بين الشعب والحكومة العميلة.

وقبل أشهر في منتهى نوفامبر عام 2018 الميلادي نظم سكان ولاية غزنة تظاهرة احتجاجا على الغارات الجوية وقالوا في تصريحاتهم بأن أمريكا والحكومة تتعمد استهداف المدنيين في العمليات، كما أغلقوا شارع كابول _ قندهار، ورفعوا شعارات ضد أمريكا والحكومة.

هذا، ناهيك عن المظاهرات الصغيرة تخرج إثر كل مجزرة يرتكبها الاحتلال الأمريكي، لكن للأسف لم تنصفها وسائل الإعلام ولم تعطها حقها ولكن محاولات الأفغان ضد الاحتلال ستكون مستمرة رغم التكتم الإعلامي والصمت الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى