
معارضة عملية السلام ليست في صالحكم!
في 29 فبراير من هذا العام، عندما تم توقيع اتفاقية إنهاء الاحتلال بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة في “الدوحة”، أصيب معارضو السلام وخصوصا القصر الرئاسي بصدمة صاعقة، وتحطمت حواسهم، فبدلا من المنطق والاستدلال انهالوا بالشتائم، والسِباب، والتهديدات بالحرب، حتى أنهم شنوا عمليات هجومية ضد المجاهدين!!
يحاول معارضو عملية السلام بقيادة أشرف غني، القضاء على فرصة السلام المتاحة بشتى السبل والوسائل، وإبقاء الحرب مستمرة لتأمين مصالحهم غير المشروعة. فقد تنبأ أشرف غني خلال حملته الانتخابية المزعومة ومازال يكرر في تصريحاته بأن: “السلام سيتحقق في غضون خمس سنوات”. وبعبارة أخرى، أنه سيستمر في إبادة الشعب الأفغاني لخمس سنوات أخرى، وسيواصل القتال، ويلعب بمصير الشعب المضطهد.
قاطن القصر الرئاسي كان يتوقع أنه لو فاز “جوبايدن” – منافس ترامب – في الانتخابات الأمريكية، فسوف يلغي اتفاقية الدوحة ويواصل احتلال أفغانستان، لكن جوبايدن في مقابلة حديثة مع قناة “سي بي إس”، أظهر موقفا معاكسا لما كان يظنه قاطن القصر(أرك)، فقال بصراحة تامة أن الأولوية لمصالح الولايات المتحدة، ولا يهمه من سيتولى السلطة في أفغانستان وكيف سيشكل الحكومة، مضيفًا “أننا لا نريد إرسال قواتنا إلى افغانستان ليقاتلوا هناك لحماية حقوق المرأة” على حد زعمه.
الحقيقة هي أن الولايات المتحدة سئمت من هذه الحرب التي تُعد أطول حرب في تاريخها، فقد استخدمت كل الخطط والتكتيكات للفوز، وبذلت قصارى جهدها لاستمرار احتلال أفغانستان، ولكن ليس مجرد أنها لم تجد أي بريق للنصر، بل إنها واجهت جهادا ومقاومة شرسة من الشعب الأفغاني تحت قيادة الإمارة الإسلامية، فاستنتجت أخيرًا أن النصر في أفغانستان مستحيل.
لما أدركت الولايات المتحدة هزيمتها في أفغانستان، تقدمت للتفاوض مع الإمارة الإسلامية، وبعد مفاوضات مطولة، وقَّعَت اتفاقية الدوحة مع الإمارة الإسلامية قبل أربعة أشهر. وقد أثبتت الإمارة الإسلامية التزامها باتفاقية الدوحة،
لكن امريكا والإدارة التي تحميها انتهكتا الاتفاقية مراراً وتكراراً، لذا يجب على أمريكا -قبل كل شيء- أن تطبق البنود المتفقة عليها في اتفاقية الدوحة وفقاً للجدول الزمني، وأن تزيل الأسباب المؤدية إلى استمرار الحرب.
وبعد ما ذُكِر، فلا يليق بـ “القصر الرئاسي” ومفكِّره أن يعارضوا عملية السلام على أمل فوز جوبايدن، وعليهم أن يكفوا عن التصعيد الحربي، وألا يخلقوا العقبات في سبيل المحادثات بين الأفغان والسلام، وأن يتنازلوا عن هوس السلطة والمصالح الشخصية، وأن يشفقوا على الشعب المظلوم، ولا يبذلوا جهوداً لعرقلة استقلال البلد العزيز ومعاداة النظام الإسلامي الشامل!!