مقالات الأعداد السابقة

معاناة أسرى سجن بلتشرخي

صلاح الدين

 

الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، في اليوم الثاني من توليه الرئاسة، أثناء زيارته لسجن بوليشرخي (أكبر سجن على مستوى البلاد في ضواحي العاصمة) بشأن الاهتمام بقضية السجناء قال: إنّ التعامل السيء معهم، يولّد حقداً يدفعهم للانضمام إلى صفوف الجماعات المتمردة، مما يربك أمن واستقرار البلاد، كما يخلّف آثاراً سيئة على سلوكهم.

ولكن هل تحسّنت الأوضاع في السجون، ولا سيّما بعد ذلك الخطاب؟ أم كان ذلك من ضمن مسلسلات إغراءاته للشعب الأفغاني والدراما أمام الكاميرات؟

فالإضرابات والاحتجاجات تكثر في السجون الأفغانية، وتصل أحياناً إلى حد الاشتباك بين قوات الأمن والمعتقلين. والسبب، بحسب السجناء، هو سوء المعاملة التي يتعرضون لها، وعدم اهتمام الحكومة بهم. وغالباً ما تستمر هذه الإضرابات أياماً عدة، وتنتهي بعد وعود الجهات المعنية بالنظر في مطالب السجناء.
لقد بلغ تعامل الإدارة العميلة الوحشي السيء ذروته تجاه الأسرى والمعتقلين، وأخيراً استشهد المئات من الأسرى الذين قُبض عليهم بتهمة مساعدة المجاهدين، أو ذرائع واهية أخرى بلا محكمة، في فترة الأسر.

ويعاني السجناء من المشاكل الصحية العديدة، والأوضاع المتدهورة، والحقوق الضائعة. ولا يزال إيذاء المواطنين الأسرى مستمراً بأشكال مختلفة.

والأسرى الذين قضوا مدة أسرهم لم يفلحوا في الخروج والالتقاء بأسَرهم مع مضي الشهور والأعوام. والآن يُعذّب ويُنكّل بالآلاف من الأسرى في سجون باغرام وبلتشرخي وقندهار، ويُختبرون بأحدث التعذيبات والتنكيلات.

يشكو البعض من عدم البت في ملفاتهم، فيما يعاني آخرون من سوء أوضاعهم الصحية، وعدم توفر الخدمات الأساسية.

سجن بلتشرخي هو أحد السجون الرئيسية في أفغانستان، يقع في العاصمة كابول، ويضم نحو 8 آلاف سجين.

وانتشرت أخيراً أخباراً وتقاريراً موثقة حول تعذيب الأسرى من قبل المحتلّين والإدارة العميلة في سجن بلتشرخي وسجن باغرام وسائر السجون، وتحكي الأخبار الجديدة عن إضراب مئات الأسرى في سجن بلتشرخي.

ووفق التقارير الموثوقة، يتعامل حراس السجن مع الأسرى معاملة سيئة للغاية، ويشتمونهم ويؤذونهم، ولا يطعمون الأسرى بالوقت المحدد، ولا يفتحون الأبواب في الساعات المحدّدة لتشميس الأسرى، وبالجملة يطأون الكرامة الإنسانية تحت أقدامهم.

يقول الأسرى: قد قمنا قبل ذلك بإضراب عن الطعام جراء معاملات هؤلاء السيئة، فوعدوا بإنهاء مشاكلنا، وقالوا اختاروا ممثلين عنكم، فطلبهم القائد عارف، ولكنّ هذا المجرم أخبر رجال الأمن من قبل، فسلّمهم إليهم، وحتى الآن مصير هؤلاء الممثلين من جانب الأسرى للتفاوض مجهول.

وقبل مدّة اعترفت مؤسسة يوناما في تقرير لها بعد الزيارة والحوار مع 2000 من الأسرى بأنّ المعاملة مع السجناء سيئة للغاية في أفغانستان، بحيث يُجبر السجناء تحت التعذيب على الاعتراف، وقد ازداد إيذاء الأسرى أخيراً بمعدل 14% وكل هذه القضايا تناقض حقوق الإنسان.

وأمّا المؤسسات والجمعيات الحقوقية العالمية وكذلك الدول والحكومات المحتلة الغاشمة أيضاً صامتة تجاه جرائم العملاء، مع أنهم يتشدقون بحماية حقوق الإنسان في وسائل الإعلام صباح مساء! ولكن عملياً نراهم خلاف هرطقاتهم الإعلامية فلا يتورعون عن قتل المواطنين وتعذيب الأسرى والمعتقلين ونقض أدنى الحقوق الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى