
مفهوم العدالة لدى الديموقراطية الغربية
وقعت في الأيام القريبة الماضية حاثتين كشفتا مرة أخرى الستار عن الوجه القبيح للديموقراطية الغربية والعدالة الغربية والمساواة الغربية، أظهرت للعالم عن حقيقة العدالة الأمريكية ومساواتها.
اعترف عسكريان أمريكيان أمام المحكمة الأمريكية بأنهما قاما بقتل عدد من الناس أحدهما رابرت بيلز والثاني حسن نصال، المحكمة الأمريكية نجت أحدهما من الموت وقضت بموت الثاني!
المحكمة الأمريكية تفضلت على رابرت بيلز البقاء حيا؛ لأنه قتل الأطفال والنساء والشيوخ في ليلة ظلماء حين كانوا في نوم عميق داخل منازلهم، غير ناوين ضرر أو قتل أحد، كما لم تكن لديهم أي وسيلة او قدرة للدفاع عن أنفسهم، وحكمت المحكمة على حسن نضال بالموت؛ لأنه قتل العسكريين في وضوح نهار داخل قاعدة عسكرية حين كانت تجري الإستعدادات لإرسالهم ليقوموا بقتل الآخرين وايذائهم وقد كانت لديهم نية لذلك، وكان لديهم وسائل وقدرة الدفاع عن أنفسهم!
ذلك الرجل الذي قتل الجنود لم يقم بانتهاك حرمة أجساد ضحاياه بل تركهم في أماكن مصارعهم، حكم على هذا الرجل بالإعدام؛ لكن العسكري الذي هتك حرمة أجساد الأطفال والنساء والشيوخ بعد قتلهم، جمع أجساد ضحاياه من عدة غرف إلى غرفة واحدة ثم أضر النار فيها أعتبر هذا السيد مستحقا للعيش والحياة!
مقتضى العقل السليم هو: لابد إصدار حكم الإعدام بالذي تلطخت يداه بدماء الأطفال الصغار المعصومين والنساء المظلومات والشيوخ الضعفاء! ولم يكتف على ذلك بل أضرم النيران في الأجساد بعد قتلها!
لكن العدالة الأمريكية قلبت الميزان؛ لأن حسن نضال قام بقتل الأمريكيين أما رابرت بيلز الوحشي قام بقتل الأفغان، من واقع قانون الديموقراطية الأمريكية فإن ثمن وقيمة الدم الأمريكي أغلى و أثمن! أما دماء الآخرين فهي رخيصة وعديمة الأهمية!
ثم إن حسن نضال قال في محضر اعترافاته بأنه قتل الجنود الأمريكيين لكي ينتقم منهم ثار عامة الناس من المظلومين في أفغانستان والعراق، لأن هؤلاء الجنود كانوا يرسلون إلى أفغانستان وللعراق! لكن رابرت بيلز أعفى من الإعدام لأنه قتل الأطفال والنساء والشيوخ لمجرد التسلية.
من هنا يتضح جيداً مفهوم العدالة الأمريكية، هو أن قتل الأطفال والنساء وعامة الناس ليست بجريمة يقتضي إعدام فاعلها! كما يتضح من ذلك أيضا بأن حقوق النساء والأنسان والأطفال هي مجرد شعارات جوفاء بعيدة عن الواقعية والحقيقة يستخدمها دعاة الديموقراطية الغربية من أجل إرواء هوسهم. الغرب لا يعرف حقوق البشر! وليس لهم معرفة بمفهوم الشفقة والترحم على الأطفال كما لا يتحرمون كرامة النساء وحقوقهن!
إن الإسلام العظيم الدين الإلهي الوحيد الذي يحفظ حقوق جميع الآدميين على أساس الكرامة الإنسانية، فجميع الناس سواسي ولهم حقوق متساوية وإن اختلفت أفكارهم وعقائدهم، أما الديموقراطية الغربية فهي للأقوياء لا مكان فيها للكرامة الأنسانية ، وهي لا تسمع صوت المظلوم، كما لا تعرف بشكل حقيقي بمعنى العدالة.