مقالات الأعداد السابقة

مقابلة قناة العربية مع المولوي (يعقوب مجاهد) وزير الدفاع الأفغاني

إشارة: قامتْ قناة العربية باستغلال الفرصة أثناء إقامة المولوي يعقوب مجاهد (حفظه الله) وزير الدفاع الأفغاني أيّام الحج في السعودية، وأجرت مع سماحته حوارًا خاصًا يحتوي على مسائل مهمّة ومعلومات رائعة عن أوضاع أفغانستان الراهنة وسياسة الإمارة الإسلامية في شتى الجوانب، لذلك رأت مجلة الصمود أهمية هذا الحوار فقامت بتفريغه لمحبّيها، وإليكم نصّ الحوار والمقابلة:

 

العربية: في مقابلة خاصة مع المولوي (محمد يعقوب مجاهد) وزير الدفاع في حكومة الإمارة الإسلامية، والابن لمؤسس الحركة. أهلا وسهلا بكم.

المولوي يعقوب مجاهد: شكرًا على الاستضافة.

 

العربية: نرحب بك على شاشة العربية، ونشكرك على إعطائك هذه الفرصة لنا لهذه المقابلة، في البداية نريد التحدّث عن حیاتك الشخصية خلال العقدين الماضيين، في ظل ملاحقة الولايات المتحدة لوالدكم الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله، هل عشتم شبابكم في أفغانستان تحديدًا إلى جانب والدكم؟

المولوي يعقوب مجاهد: خلال العقدين الفائتَين، في زمن الاحتلال، حيث لم يسمحْ لنا الوضعُ الأمني أن نعيش بكل حرية في أفغانستان، وكنا نقضي حياتنا متخفّين، وعندما كان والدي على قيد الحياة، لم نكن نعيش معه وإلى جانبه وكنا مبتعدين عن بعضنا البعض، لأنّ والدي الملا محمد عمر كان يعيش في منطقة كان من المستحيل ذهاب العائلة إليه، لذلك كنّا نعيشُ بعيدين عنه.

 

العربية: السيد يعقوب الآن الوضع اختلف كثيرًا عن العقدين الماضيين، أنت شاب وأعتقد أنك تبلغ الثلاثين من العمر، إلى أين تذهب بلادكم الآن مع هذه التطوّرات التي حدثت بها خلال العامين الماضيين، وماذا تختلف عن السابق؟

المولوي يعقوب مجاهد: لقد استتب الأمن في أفغانستان مائة في المائة، والاقتصاد يزدهر يومًا بعد يوم، والشيء الأساسي في كل المجالات هو الأمن، فإذا تمّ تأمين الأمن يُمكن للاقتصاد وباقي المجالات أن تزدهر، وكلنا أمل أنه سيكون لأفغانستان مستقبلا مشرقًا، ونحن كذلك على أملٍ كبير بأنّ أفغانستان ستنهض قريبًا ونرى مستقبلا مشرقا بأعيننا لأفغانستان.

 

العربية: سيد محمد يعقوب أنتم الآن على مشارف العام الثاني للحكم وسيطرة البلاد، كيف تصفون إدارتكم للحكم في البلاد.

المولوي يعقوب مجاهد: بحسب رأيي فإننا نقوم بإدارة الدولة والنظام بصورة جيّدة، لقد تمكنّا في وقت قصير جدًّا من إنجاز تقدّم كبير. ونظرًا إلى قلة الإمكانيات وكوننا جديدون في الحكومة إذا تم التقييم، سترون لحكومتنا إنجازات في مجالات عدة.

 

العربية: منذ سيطرتكم على البلاد في أغسطس 2021م وحتى هذه اللحظة لم تعترف بكم أي دولة، ما الذي يمنع حصولكم على الاعتراف الدولي؟

المولوي يعقوب مجاهد: في الأساس عندما تقوم حكومة في أي دولة فإنّ السلطة تؤمّن الدولة وتقدّم الخدمات للشعب، وجميع الشروط التي تجب توفّرها في الحكومة أكملناها، ولا توجد أيّ شروط لم ننفذها حتى لا يعترف العالم والدول بنا، وبحسب رأيي فإنّ غالبية الدول لا تعترف بالإمارة الإسلامية بسبب الضغوط الأمريكية، والأمريكيون قاتلوا هنا لعشرين سنة، وانهزموا هنا، وربما يستغرق هذا وقتاً حتى يتهيأ للاعتراف بنا، ونحن نطالب كل الدول التي ليست خاضعة للضغوط الأمريكية، ويمكنهم الاعتراف بنا أن يعترفوا بحكومة أفغانستان الإسلامية، وهذا في مصلحة كل الدول. ولو كانت لدى هذه الدول أي إشكاليات أو أي أسئلة، نحن جاهزون أن نتباحث معهم حولها، ونحلّها ونصل إلى نتيجة إيجابية، ونطالب جميع الدول وخصوصًا الدول الإسلامية القويّة أن يعترفوا بحكومتنا.

 

العربية: لكنّ هنالك تقارير عدّة من الأمم المتّحدة وبعض الدول تشير إلى أنّ أفغانستان لازالت توفّر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية، هل هذا هو السبب على عدم حصولكم للاعتراف الدولي؟

المولوي يعقوب مجاهد: هذا الادعاء لا حقيقة ولا أساس له من الصحة ولا توجد أيّ أدلة على ذلك، سياستنا هي أننّا لن نسمحْ لأي أحدٍ في أفغانستان أن يمثل تهديدًا لأمن بقية الدول أو يضرّ بأمنهم، وهذا ما أريناه العالم، وهذا ما وعدنا به في اتفاقية الدّوحة، ونقوله الآن أيضًا ومن يدّعي وجود جماعاتٍ مسلّحة تهدّد أمن بقية الدول فليقدّم دليلاً على وجودها، وهذا الكلام غير صحيح بمجمله، لا وجود واقعي لهذا الكلام.

 

العربية: في تقرير الأمم المتّحدة أشار إلى عدة نقاط، ومن أبرز هذه النقاط بالإضافة إلى ما ذكرت، أنّ عناصر تنظيم القاعدة يعملون في داخل حكومة طالبان كمستشارين في القطاعات الأمنية، وذكر أيضًا بأنهم يتقاضون رواتب أو مكافآت شهرية لهم، حتى أنّ حكومتكم وفّرت معسكرات أو ساهمت في إعادة بناء المعسكرات داخل أفغانستان، وخصوصًا في جنوبها وشرقها، إلى أي مدى ترون هذا صحيحًا، خصوصًا وأنّكم وزير الدفاع؟

المولوي يعقوب مجاهد: هذا الكلام خطأ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونردّه بأشدّ العبارات، ولا يوجد أي مثال على هذا، ولا دليل لهم على هذا الادّعاء، هذا الكلام مجرّد إدعاء فحسب، ويُرى من هذا الادعاء أنهم لا يريدون أن يدركوا حقائق أفغانستان، ولا معرفة لهم حول الحقائق الأرضية في أفغانستان، ولا معلومات لديهم، ويتلقون المعلومات من شخصياتٍ لا تريد أن تصبح أفغانستان آمنة ومتطورة، فلو قدّم أحد مثالا واحدًا على هذا الادعاء في أنحاء أفغانستان، فإنّنا جاهزون بأن نلقي القبض عليه. ولكن لا يوجد أي فرد من هذه الجماعات ضمّيناه إلى حكومتنا أو منحناه مكانًا في معسكراتنا أو ساعدناه، هذا ادعاء خاطئ مع الأسف، ويتم تكرار هذا الإدعاء كل مرة، ولكن بدون أي دليل يُذكر.

 

العربية: ما تعليقكم على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الحيّ الدبلوماسي بكابول؟

المولوي يعقوب مجاهد: إذا قلنا أين تمّ استهداف أسامة بن لادن، هل ذلك يدلّ على أن حكومة ذلك البلد كانت واقفة خلفه وأخفوه في بلدهم. مثل هذه الحوادث تحدث في مختلف الدول، وأنا على يقين وعلم أنّه لم يكن لقادة الإمارة الإسلامية أو لحكومتنا أو لأي إدارة حكومية أي دخل في هذه الحادثة، ولم تكن لدينا معلومات عنه، ولكن مثل هذه الحوادث تحدث في كثير من البلدان، ولكنه لا يدل على وجود التعاون بيننا أو أنّنا على تواصل مع تنظيم القاعدة.

 

العربية: قبل أيام صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنّ القاعدة غير متواجدة في أفغانستان وهذا يتوافق مع رواية الإمارة الإسلامية، وقال بأنكم تتعاونون مع الولايات المتّحدة في قتال القاعدة، هل بدأتم فعلا حربًا ضدّ تنظيم القاعدة؟ ومقتل أيمن الظواهري أكسبكم مصداقية لدى الولايات المتّحدة بقيامكم بالكشف عن مكانه؟

المولوي يعقوب مجاهد: لا وجود لتنظيم القاعدة في أفغانستان، ولا يمكن القتال ضد التنظيم الذي لا يكون موجودًا ولا يُسيطر على شبر من الأراضي الأفغانية، ولا يكون له أي هدف على الأراضي الأفغانية. وما قاله بايدن -بحسب رأيي- اعتراف بالواقع والحقائق على الأرض، ولكنه لا يعني وجود أيّ تعاون معهم، ولا نحتاج أي نوعٍ من التعاون من أحد، ولو أردنا قتال أحدٍ ما أو التفاوض فلا حاجة لنا بأي جهة، ونحن نرى بأننا نملك هذه القدرة بأنفسنا، ولا وجود لتنظيم القاعدة في أفغانستان، ولذلك لا حاجة للقتال ولم نواجه أي أمر كهذا. وأما ما يقولونه عن وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان، وأنّ الإمارة الإسلامية تتعاون مع الأمريكيين ضدّ القاعدة فهذا خطأ تمامًا، لا وجود لتنظيم القاعدة في أفغانستان أصلاً، ولا توجد لدينا أية معلومات عن حادثة أمير تنظيم القاعدة، ولا يوجد أي تعاون في هذا المجال.

 

العربية: أعود إلى أغسطس 2021م، عندما دخلتم العاصمة يرى البعض أنك مهندس عملية الدخول إلى كابل، وأن الأفراد الذين دخلوا أولاً كانوا يقاتلون تحت قيادتك، كيف استطعتم الوصول إلى العاصمة؟ هل كان هناك اتفاق سري مع الأمريكان جعلكم تحصلون على البلاد مقابل ضمانات واتفاقات سرية؟ ومنها ربما محاربة تنظيم القاعدة؟

المولوي يعقوب مجاهد: لقد قاتلنا الأمريكيين لعشرين عامًا، وهم حضروا إلى طاولة المفاوضات نتيجة الحرب، ولا توجد أي اتفاقية أو أي نقطة فيها حول مستقبل أفغانستان. كان الاتفاق مع الأمريكيين حول أمرين فقط: خروج كامل القوات المحتلة من أفغانستان، وعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضدّهم. ولا وجود لأي اتفاق حول أي خطة أو تسليم أفغانستان لنا، وهذا الشيء لايُعقل. الحكومة التي كانت تحت السلطة الأمريكية لم تكن لديهم معنويات للقتال، ولم تكن لهم أي أهداف معينة. ونحن قلنا ذلك قبل عشر سنوات أنّ الحكومة العميلة ستسقط خلال أسبوع أو أسبوعين إذا لم تحصل على المساعدات الأمريكية، وهذا ما حدث. عندما بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من أفغانستان ونتيجة لاتفاقية الدّوحة، نحن بدأنا بالتقدّم، في مثل هذه الظروف لم يكن أي اتفاقية حول تسليم العاصمة إلينا، ونحن كذلك حاولنا أن ندخل كابل سلميًا بلا حرب، حتى لا تنهدم المدن الكبيرة ولا سيما كابل، ولم يكن أي توافق مع الأمريكيين. وعندما قامت الولايات المتحدة بإجلاء جميع قواتها من المُدن، لم تكن لدى قوات الحكومة السابقة معنويات للقتال، سقطت الحكومة بنفسها، وفرّ أشرف غني من أفغانستان، فكيف تبقى المعنويات في القتال لدى الجيش عندما يفرّ القائد!

 

العربية: شاهدتم ما حدث في عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، هل ترونها كانت فوضى تتحملها الولايات المتحدة، أم أنها مسؤولية مشتركة عليكم جميعًا، ولا سيما أنكم كنتم دخلتم كابل وسيطرتم ؟

المولوي يعقوب مجاهد: كل المسؤولية تعود إلى الولايات المتحدة، لم يكن لنا أي دخل في هذه الفوضى، لأنهم هم الذين وفّروا هذه الفرصة للذين عملوا معهم وكانوا يساعدونهم خلال السنوات العشرين الماضية. قالوا لهم: سوف نقوم بإجلائكم، لأنّ طالبان ستقتلكم، عندما تقول لأحد بأنك سُتقتل هنا ولكنك ستنجو من الموت بعد الإجلاء؛ فإنه من الطبيعي سيبحث عن طرق النجاة، وكانوا يرون نجاتهم في هذه الفوضى الأمريكية، فكل المسؤولية تقع على كاهل الأمريكيين.

 

العربية: كانت هنالك تقارير تشير إلى اتفاق محتمل قبل دخولكم إلى كابل، وهذا الاتفاق مع الحكومة السابقة، ولكن دخولكم إلى كابل وهروب الرئيس أشرف غني كان سببا في سقوط الحكومة.

المولوي يعقوب مجاهد: لم يكن هناك اتفاق يُلزم وصولنا إلى اتفاق مع الحكومة الموجودة في كابل، وكانت مفاوضاتنا ترتكز على بُعدين، وهما: بعدٌ خارجي وبعد داخلي. وكانت سياستنا أن ننهي المفاوضات مع الجانب الأمريكي نبدأ مع الجانب الداخلي، وعندما انتهينا من المفاوضات مع الجانب الأمريكي، بدأنا المفاوضات مع الأطراف الأفغانية، وبما أنّ الحكومة السابقة لم تكن تريد أن نمضي قُدُما في المفاوضات بصورة جيّدة، فكانت تعرقل عملية المفاوضات بحيل واهية، وأخيرًا انتهت مهلة انسحاب القوات الأمريكية، وذلك تسبب في تأخرهم وتقدّمنا نحن.

 

العربية: الرئيس أشرف اتهمكم أنكم تريدون قتله، وبما أنّ القوات التي دخلت كابل وتحديداً القادة الذين دخلوا كابل كانوا تحت إمرتك، هل أمرت بقتل الرئيس أشرف غني أو اعتقاله؟

المولوي يعقوب مجاهد: هذا ربما خطر بباله أو توهّم. لم تكن لنا أي نية في ذلك، ولم نأمر أحدًا بقتله. وحاليًا حامد كرزي يعيش في كابل وهو بقي كرئيس لمدة أكثر منه في زمن الاحتلال الأمريكي، وكان ضدّنا. وكذلك الدكتور عبدالله عبدالله كان الرجل الثاني في الإدارة السابقة وكان ضدّنا، وهو موجود حاليًا في كابل. وكذلك المسؤولين الكبار في الحكومة السابقة متواجدون حاليًا في كابل ومحافظات أفغانية أخرى، وليس لأشرف غني أي ميزة كبيرة تختلف بالنسبة لحامد كرزي لننتبه له ونقتله.

 

العربية: بما أنك نفيت أمر القتل أو الاعتقال الرئيس أشرف غني ماذا كان سيحدث لو بقي الرئيس أشرف غني؟ وهل تواصلتم مع فريقه؟

المولوي يعقوب مجاهد: مواقفنا بشكل عام واضحة، يُمكن لأي مواطن أفغاني أن يأتي إلى أفغانستان ويعيش هنا ولو كان ضدّنا وقتل منا وجرحنا وتسبب لنا بالمشاكل، فنحن عفونا عن الجميع، ويمكن لأي أفغاني أن يأتي إلى أفغانستان ويعيش هنا، ولن يتعرض لأي مخاطر أمنية.

 

العربية: هنالك مطالبات متكررة من المجتمع الدولي لحكومتكم، كيف تستطيع حكومتكم التعامل مع المجتمع الدولي ومطالبهم المتكررة؟

المولوي يعقوب مجاهد: هناك أمران: الأول التعامل مع الآخرين، والآخر التدخّل في شؤون الآخرين، وبينهما فرق شاسع، لو أراد أحد التدخل في نظامنا ونوعية هيكلته وإدارته وقوانينه، فنحن لن نسمح لأي أحد بذلك وهذا لا يمكن، ولا تسمح به أي دولة وحكومة، وهذا محال أن نسمح به. وأمّا التعامل القائم على الاحترام المتبادل فنحن مستعدون للتعامل مع جميع الدول سواء بعيدة أو قريبة، إسلامية أو غير إسلامية، فنحن مستعدّون بالتعامل السياسي والاقتصادي وفي مجالات أخرى معهم، وليست لدينا أي مشكلة في هذا الصدد.

 

العربية: أريد الحديث عن الأوضاع في داخل الإمارة نفسها، هنالك أحاديث وتقارير صحفية تشير بأن هنالك خلافات قوية بين قادة الإمارة ومولوي هبة الله اخوندزاده، ومن ذلك سيطرته على كافة القرارات داخل الحكومة وحتى تعيين أشخاص مقربين منه في عدة مناصب ومن ضمنها في وزارة الدفاع التي أنتم على رأسها؟

المولوي يعقوب مجاهد: منذ زمن قديم وسنوات تبث مثل هذه الشائعات والادعاءات ضدّنا، مرّت سنوات وسنوات وهذه الإشاعات تبث ضدّنا، وقد أثبت التاريخ بأنّنا بقينا متحدين طيلة فترة القتال، وتمّ إثبات أخطاء الإدعاءات والشائعات التي كانت تنشر ضدّنا. ثم ادعوا بأنّ طالبان يتصارعون ويختلفون على المناصب إذا تولّوا زمام السلطة، ولم يحدث ذلك أيضًا، وثبت بأنّ جميع هذه الإدعاءات خالية من الصحّة، لذا أقول أنّ كل إدعاءات الأعداء لا حقيقة لها، يوجد نظام إسلامي في أفغانستان، ونحن نحترم ونقدر بكل معنى الكلمة أميرنا، وبايعناه، وجميعنا صغارًا وكبارًا يلبّون جميع أوامره، ونعيش في طاعته، ولا يوجد في أفغانستان أحد سواء كان صغيرًا أو كبيرًا يعصي أوامر الأمير. كلنا متحدون ونطيع الأمير بكل معاني الكلمة، وستستمرّ هذه الطاعة، وسنثبت أنّ إدعاءات الأعداء كاذبة كما ثبتت كذبتهم في السنوات الماضية.

 

العربية: ولكن حذّرتم في الخطاب الجماهيري عن الطاعة العمياء للأمير، هل كنتم تقصدون زعيم الحركة؟

المولوي يعقوب مجاهد: لا. لم تكن الإشارة إلى الأمير. بل كنّا خاطبنا صغارنا من هم تحت إمرتنا في هذا الموضوع، وهذا أصلٌ من أصول الشريعة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. بل كنا تربية الصغار، وتكلمتُ في هذا الموضوع لأجل إصلاح صغارنا ولم تكن الإشارة إلى أميرنا. وأميرُنا لم يأمرنا بشيء فيه معصية الله سبحانه وتعالى.

 

العربية: كيف ترون علاقتكم مع إيران؟ وما تعليقكم على الاشتباكات المتكررة على الحدود بين البلدين خلال الفترات المتقطعة الماضية؟

المولوي يعقوب مجاهد: إيران جارتنا وبيننا حدود طويلة، ولا نريد أبدًا أن يكون بيننا وبين إيران أو أيّ دولة أخرى مشاكل، فلهذا إنْ كانت المشاكل اقتصادية أو حدودية أو أي مشاكل أخرى نحن نريد أن نحلها تحت أصل حسن الجوار، ولا نريد أن يكون بيننا وبين أي دولة مشاكل. وللأسف قد حدثت بعض الأحيان بيننا وبين إيران بعض المشاكل الحدودية، وقد حُلّت في حينها، ولا نريد المشاكل مع أي دولة مجاورة، وحاليًا روابطنا مع إيران عادية.

 

العربية: تحدّثتم غير مرّة بأنكم تقفون مكتوفي الأيدي أمام احتلال الطائرات الأمريكية بدون طيار، أولاً ما الهدف من هذه الاستطلاعات؟ ومن أين تأتي هذه الطائرات؟ لماذا لا يمكنكم اعتراضها أو إسقاطها؟ أو حتى السيطرة على الأجواء الأفغانية؟

المولوي يعقوب مجاهد: مجيء الطائرات بدون طيّار في الأجواء الأفغانية، يظهر المخالفات الجليّة من الجانب الأمريكي لاتفاقية الدوحة. وهناك كانت مادة صريحة في اتفاقية الدوحة تنصّ على أنها لن تستخدم الأراضي الأفغانية ضدّ أي أحد، كما أوجبت على الجميع احترام استقلالية الأراضي الأفغانية، وكما نصّت على منع استخدام أراضي أي دولة ضدّ أفغانستان، لهذا فإنّ أمريكا خالفت نصوص اتفاقية الدّوحة، ونحن عندما نتكلم عن احتلال الأجواء الأفغانية، فإننا حاليا لا نملك العتاد لإسقاط هذه الطائرات، وحتى لو وُجدت، ففي الأوضاع الرّاهنة نطلب من الجانب الأمريكي أن لا يكرروا هذا العمل، لأنّ هذا غزو واحتلال لأجواء أفغانستان، ونحن ندينه وغير راضين عن هذا الفعل تمامًا ولا نريد أن يحدث مطلقا. ونطالب بجدية أن يوقف الجانب الأمريكي هذه الانتهاكات للأجواء الأفغانية، وأمّا إداعاتهم أنهم يبحثون عن القاعدة وآخرون هنا، فهذه الادعاءات لا أصول لها، ولن يصلوا أبدًا وراءها أهدافهم، ومادام أننا ملتزمون على العهد الذي قطعناه أنّ الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضدّ أي أحد، فما الحاجة لانتهاك المجال الجوي لأفغانستان!؟

 

العربية: من أين تأتي هذه الطائرات؟ اتهمتم باكستان بأنها هي التي تنطلق منها هذه الطائرات وهي التي تسمح للطائرات بدون طيار الأمريكية بالانطلاق من أراضيها، وتنفيذ عمليات في أفغانستان. ضدّ من تكون هذه العمليات؟ وهل هي ضدّ عناصر تنظيم القاعدة والحركات والجماعات الإرهابية في أفغانستان؟

المولوي يعقوب مجاهد: هذا كما قلنا من قبل، للأسف أنها تأتي إلينا من باكستان، ولدينا دلائل على ذلك أنهم يدخلون إلى أراضي أفغانستان. والادعاءات التي يدلي بها الأمريكيون بأنهم يبحثون عن مثل هؤلاء الأشخاص هنا، لا أساس له من الصحة ولا داعي لإحضارهم الطائرات والتحقيق في هذا الارتباط، وهذا هو ادعاؤهم الذي نرفضه، ولا نريد أن يتمّ هذا الإجراء في أي وقت. كما طلبنا من باكستان أن لا تفتح مجالها الجوي وأراضيها لمن ينتهك أجواء أفغانستان أو يغزوها.

 

العربية: هل نستطيع القول بأنّ هذا سبب من أسباب دعمكم لحركة (طالبان باكستان) ولا سيما أنها قاتلت في جواركم ضدّ الحكومة السابقة في السنوات والعقد الماضي؟

المولوي يعقوب مجاهد: لم نؤيد طالبان الباكستانية، ولم نقم بتمويلهم، وأنا أقول إذا أنتم تدّعون أنهم في الأراضي الأفغانية وأننا نمولهم فمتى جاء هؤلاء إلى أفغانستان؟ وعندما لم تكن حكومتنا موجودة أين كان هؤلاء؟ عندما كانت الحكومة الباكستانية تحارب الإرهاب في وزيرستان، هاجر لاجؤوا وزيرستان إلى أفغانستان بأعداد كبيرة، فإذا جاء قادة طالبان الباكستانية إلى أفغانستان في ذلك الوقت فالأمريكيون كانوا موجودون في أفغانستان وكانت هناك أيضًا الإدارة السابقة، فلماذا لم يقولوا ذلك في ذلك الوقت؟ وهل الأمريكيون أيضًا كانوا أنصارهم الذين أعطوهم مكانا؟ وإذا جاؤوا الآن فأين كانوا؟ وهل كانوا في باكستان؟ لقد كانوا في باكستان لفترة طويلة والباكستانيون لم يقولوا لهم شيئًا. وهل الحكومة الباكستانية كانت تتغاضى عنهم؟ والآن جاؤوا إلى هنا، هذا كلامٌ عارٍ عن الصحّة، ولا أساس له. يتكلمون بهذا ليثبتوا للعالم أننا لسنا ملتزمين والقول بأن إمارة أفغانستان الإسلامية غير ملتزمة بالعهود، فالجهود تبذل من أجل ذلك فقط.

 

العربية: تقول الأمم المتحدة بأنّ داعش خراسان يشكل التهديد الأكبر على أمن العالم انطلاقا من أفغانستان؟ كيف تصفون التنظيم وقدراته العسكرية؟

المولوي يعقوب مجاهد: داعش فتنة للأمة الإسلامية، وهي جماعة وحشية تكفيرية قاتلة، نقاتلها منذ سنوات وتعرّضت لضربات شديدة في أفغانستان، أكثر من أي مكان آخر. أمّا القول بأن تنظيم داعش قد ضعُف في العالم ولكنه نمى في أفغانستان، فإنّي لا أؤيّد هذا القول وأردّه، بل تمّ السيطرة على تنظيم داعش في أفغانستان أكثر من أي مكان آخر، ووجهنا لهم ضربات شديدة، وهو في حالة اختفاء، ولا يوجد لهم شبرٌ واحد في أفغانستان يمكنهم العيش فيه، وإذا كان هناك مكان يختبئ فيه فردٌ من أفرادهم ويعمل في الخفاء، فيمكنه أن يتواجد في العديد من البلدان أيضًا. وأنتم تسمعون الأخبار بأننا نجحنا في كبحهم، ومنع نموّهم.

 

العربية: هل يمثّل داعش خراسان تهديدًا لحكومتكم، هنالك ادعاءات لداعش ودول غربية أنّ هنالك اختراقات داخل حركة طالبان من قبل داعش خراسان، منها ما سهل عمليات اغتيال في الفترة الماضية، ولعلي أذكر أبرز من تمّ اغتيالهم خلال الفترة الماضية؛ حاكم ولاية بلخ، ونائب حاكم بدخشان، والشيخ رحيم الله حقاني.

المولوي يعقوب مجاهد: لا يوجد داعشي في صفوفنا، ولا يستطيع أحد أن يُثبتَ أنّ أحدهم في صفوفنا ثمّ هاجم قائدنا. أمّا قادتنا فهم يُحاولون أنْ يكونوا بين النّاس، فيستمعون إليهم ويسمعون منهم، ولذلك يقتربون من الشعب ولا يحصّنون أنفسهم بالعديد من الجدران، لذلك في بعض الأحيان تحدث حادثة اغتيال أو استشهاد شخصٍ ما، وهذا لا يعني أنّ داعش بيننا، ولو أنّ قادتنا نأوا بأنفسهم عن النّاس مثل القادة السابقين، فسوف لن تحدث أصغر حادثة هجومية أو اغتيال، لكننا نهدف دائمًا أن نقدّم الخدمات بأفضل طريقة لشعبنا حتى لو كان ذلك على حساب حياتنا.

 

العربية: لن تتوقف الإدعاءات والأحاديث عند هذا الحدّ، بل أشار تقرير الأمم المتّحدة بأنّ تنظيم داعش استطاع اختراق صفوفكم والدخول حتى إلى منزلكم، هل قبضتم على أحد عناصر التنظيم داخل منزلكم؟

المولوي يعقوب مجاهد: لا، لا يوجد، إنّها مجرد إدعاءات لا حقيقة لها، لم نجد أحدًا منهم تسلل إلى صفوفنا.

 

العربية: يتهمكم البعض بأنّ تضييقكم الخناق على الجماعات المسلّحة، تدفع بالشباب إلى الانضمام لداعش؟

المولوي يعقوب مجاهد: أولاً لا توجد في أفغانستان منظمات بهذه القوّة لدرجة أننا نخاف من مهاجمتهم حال تضييق الخناق عليهم، وإذا أردنا السيطرة على أحد فلا نرى أي صعوبات أو مشاكل لذلك، لأنّ هذا بلدنا ونظامنا ونحن في كامل قوّتنا، ولا نخشى أحد في تنفيذ سياساتنا.

 

العربية: يتهم بعض رجال الدين الأفغان بأنكم تدفعون الشباب إلى الانضمام إلى داعش من خلال عمليات الاعتقال والتعذيب الذي يحدث بحق أولئك الذين لا يتبعون المذهب الحنفي؟ حدثني إلى أي مدى أنتم متسامحون مع كافة المذاهب المتوجدة في أفغانستان؟

المولوي يعقوب مجاهد: هذا كلامٌ لا أساس له من الصحّة، وليس له أي معنى، فنحن لم نجبر أي أحد على تبنّي المذهب الحنفي أو لماذا لست من المذهب الحنفي؟ نحن نعتقد أنّ في الإسلام أو في الشريعة أربعة مذاهب ونعتقد أنها حق ونحترمها، المذهب الحنفي، والمذهب الحنبلي، والمذهب الشافعي والمذهب المالكي نحترمها كلها، ولم يحدث شيء مثل هذا، ولا يوجد أحد في أفغانستان يدّعي أنه أجبر على تبنّي المذهب الحنفي.

 

العربية: صحف ووسائل إعلام أفغانية تتحدث عمليات قتل خارج إطار القضاء والمحاكم للمعارضين لحكومتكم، نرغب أن نسمع تعليقكم على ذلك وتحديدًا نريد أن نتحدث عن جنود الحكومة السابقة.

المولوي يعقوب مجاهد: هذا ليس صحيحًا، إذا كان أحدًا يدّعي ذلك فليعطنا مثالاً على ذلك، فنحن لم نقتل أحدًا من غير محاكمة. أمّا إذا قتل أحدٌ في المواجهة، فهذه مسألة مختلفة. أمّا إذا تمّ سجن شخص أو أسره ثم قتله، فهذا لم يحصل في نظامنا، وقد تمّ منح العفو لجميع أفراد النّظام السابق، ونحن ملتزمون بالعفو، ونحترمه بالكامل، ولم يحدث أنّ أحدًا تمّ سجنه أو قتله على مستوى النّظام، أو على مستوى الجهات الرسمية. وإذا حدثت أي عملية قتل في بعض المديريات أو القرى أو البوادي البعيدة في أفغانستان، فقد مرّت 4 عقود من الحرب في أفغانستان، هناك عداءات شخصية بين النّاس يُحتمل أن تكون هذه الحادثة حدثت بين شخصين نتيجة لعداوتهم الشخصية. أما على مستوى الحكومة أو على مستوى النّظام أو من قبل الموظفين الرسميين فنحن نرفض ذلك تمامًا، ولا أحد يستطيع إعطاء مثال على ذلك.

 

العربية:  كم يبلغ عدد العاملين في وزارة الدفاع من جنود الحكومة السابقة ومن كانوا يعملون في السلك العسكري في الحكومة السابقة؟

المولوي يعقوب مجاهد: إذا سقطت الحكومة السابقة، فمن بقي منهم في وزارة الدفاع، فنحن لم نطردْ أحدًا من الوزارة على أساس أنه من النّظام السابق، ومن بقي منهم هم على رأس عملهم حتى الآن، أمّا من ذهبوا أو هربوا فلسنا مسؤولين عنهم، لأنهم غادروا بأنفسهم، والأشخاص الذين بقوا في وزارة الدفاع من النّظام السابق، يعملون معنا وهم بالآلاف.

 

العربية: كيف ترون تهديد الجبهات المسلّحة الأفغانية المناهضة لحكومتكم، خصوصًا أنّ هذه الجبهات تقول بأنها تجاريكم في جبهات القتال، وأن أغلب المنضمين إلى صفوف هذه الجبهات، هم من الجنود والقوميات التي تدّعي أنّها قد اضطُهدت وظُلمت من قبل طالبان؟

المولوي يعقوب مجاهد: هذا الكلام لا أساس له، نحن لا نميّز أحدًا، ولم نعامل أحدًا على أساس انتمائه القومي أو اللغوي، وهذه هي الحقيقة، وأنتم ترون الظروف التي نحن فيها الآن على أرض الواقع. لكن أولئك الذين يدّعون هذه الإدّعاءات يفعلونها لتحقيق أهدافهم ومقاصدهم. وفي السنوات الخمس والأربعين الماضية لم يكن هناك مثل هذه الحكومة القوية في أفغانستان كما هي الآن، لن تجد شبرًا من أراضي أفغانستان خارجًا عن سيطرة هذه الحكومة، هذا الوضع غير مسبوق، ولسنا قلقين بشأن أي جماعة مسلّحة.

 

العربية: علاقتكم مع المجتمع الدولي، وأيضًا مع العالم بشكل عام، ما هي التطمينات التي تقدمونها للمجتمع الدولي بأنّ الإمارة الإسلامية ستعمل مع الجميع وتتبع المواثيق الدولية وأنها لن تشكّل أي تهديد لأيّ دولة أخرى؟

المولوي يعقوب مجاهد: لقد قلنا مرارًا وتكرارًا أنّ أفغانستان لا تشكّل تهديدًا لأيّ أحد، وإذا أحد ادعى أنّها تشكّل تهديدًا، فليُعطنا مثالا واحدًا. أمّا التعامل مع الآخرين فنحنُ حاضرون للتعامل مع كافة الدّول في إطار تأمين المنافع الأساسية لشعبنا وفي إطار الشريعة الإسلامية، وحاضرون للتعامل في القطاع السياسي والاقتصادي مثلنا مثل البلدان الأخرى. يمكننا التعامل مع أي دولة، لا نرى أي مشكلة أو صعوبة في ذلك، وإذا كانت لدى أي بلد مشكلة معنا فليقل حتى نناقشها ونحلّها.

 

العربية: قمتم شخصيًا بزيارة لعدد من دول الخليج، كيف تصفون علاقتكم مع دول الخليج؟

المولوي يعقوب مجاهد: علاقاتنا مع جميع الدول وخاصة مع الدول الخليجية طيبة جدّا، ولا توجد أي مشاكل وخاصة المملكة العربية السعودية، لأنّ المملكة دولة مهمّة وقوية في العالم الإسلامي، ونحن نحترمها ونطالب بتمكين العلاقات بيننا وبينهم.

 

العربية: مع قيادة المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي، كيف ترون دور السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي في القضايا الإسلامية؟

المولوي يعقوب مجاهد: يُمكنُ للقيادة السعودية أن تفعل الكثير، ولها مكانة مهمّة للغاية، لذلك نأمل منها أن تلعب دورًا أساسيًا في شؤون أفغانستان، كبناء العلاقات الجيّدة مع أفغانستان، وأن تلعب دورًا أساسيًا بالاعتراف بأفغانستان، وفي العلاقات الاقتصادية، دورهم مهم جدًا، ويمكنهم فعل الكثير. أمّا منظمة التعاون الإسلامي فهي أيضًا منظّمة قويّة للتعاون وتبادل وجهات النّظر بين الدول الإسلامية، ويمكنهم أن يفعلوا الكثير في شؤون أفغانستان. ونأمل أن يلعبوا دورًا إيجابيًا وجيّدًا في تحسين الأوضاع في أفغانستان، وفي التعامل الدولي مع أفغانستان، وبناء العلاقات مع جميع الدّول.

 

العربية: تحدث تطورات في المنطقة وعمليات سلام واسعة جدًّا وهنا ربما نتحدث عن أبرز ما حدث خلال الأشهر الماضية وهي إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران برعاية صينية، كيف من الممكن أن تؤثر هذه العمليات والتطورات في المنطقة على أفغانستان؟

المولوي يعقوب مجاهد: نحن نرحّب به ويسعدنا أن تحل هذه المشاكل والصعوبات، فهذا تطوّر جيّد، ويمكن أن يكون له آثار جيّدة على بلدنا، لكن بالطبع إذا كانت العلاقة بين السعودية وإيران جيّدة أو سيئة، فنحن على أي حال نريد علاقات جيدة ووثيقة مع المملكة العربية السعودية.

 

العربية: هل تصل التطورات في المنطقة لبلادكم بعملية سلام شاملة مع السياسيين الأفغان؟

المولوي يعقوب مجاهد: ليس لدينا في أفغانستان مجموعة أو أي أحد لعقد اتفاق معهم. هناك أشخاص امتحنوا في أفغانستان وفشلوا، لذلك لا نريدهم أن يعودوا وينضموا إلى الحكومة مرّة أخرى. هناك أناس أتقياء ومتعلمين في أفغانستان، وهناك أناس مثقفون، نعمل معهم لاستخدام هذه المواهب وإبراز دورهم في الحكومة، أمّا الأشخاص الذين كانوا أصدقاء للاحتلال السابق وفشلوا في الامتحان أمام الشعب الأفغاني لا نريدهم أن ينضمّوا إلى الحكومة أو النظام، بالطبع يمكنهم القدوم  كمواطنين عاديين للعيش في أفغانستان.

 

العربية: هل أنتم مستعدون للتفاوض مع السياسيين الأفغان وإنشاء حكومة أفغانية شاملة؟

المولوي يعقوب مجاهد: لدينا لجنة مهمة لعودة الشخصيات الأفغانية إلى البلاد، يرأسها النائب السياسي لرئيس الوزراء وتتضمّن أيضًا وزير الخارجية والوزارات الأخرى أيضًا، كما تتضمّن تلك اللجنة قادة ذووا أهميّة أيضًا، يعملون على توفير سبل العودة لكل من يريد أن يعود ويعيش في أفغانستان، سواء كانوا قادة أم أناس عاديين، فسوف نوفّر لهم البيئة المناسبة ليعودوا. أمّا المفاوضات بخصوص تشكيل حكومة جديدة أو مناقشة هذه الأمور أو الاتفاقيات حول هذا الموضوع فلا نرى داع لها في الأوضاع الرّاهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى