مقالات الأعداد السابقة

مقتطفات من حوار وكالة أنباء تركيا مع المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد

كريم حمادة – وكالة أنباء تركيا

 

أكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد، اهتمام الحكومة الأفغانية بتطوير العلاقة مع تركيا، داعياً رجال الأعمال الأتراك لـ”الاستثمار في أفغانستان التي تشهد حالة من الاستقرار الأمني”. كلام مجاهد جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”

وأشار مجاهد إلى أنه “لا يمكن للإمارة الإسلامية أن تنسى دور قطر ووقوفها إلى جانب قضية أفغانستان”. ولفت إلى أن “قضية فلسطين هي قضية أفغانستان.. والمسجد الأقصى المبارك هو قبلتنا الأولى”.

وطمأن مجاهد من هم خارج أفغانستان أنه “ليس هناك أي مخاوف أمنية”، مشيرا إلى الخطوات التي يتم العمل عليها من أجل تعزيز الأجهزة الأمنية في البلاد. وفي ما يأتي تفاصيل الحوار مع مجاهد:

 

أوضاعنا السياسية مستقرة وباب الحوار مفتوح

مجاهد، استهل حديثه عن الوضع السياسي في أفغانستان، قائلاً إن “الوضع السياسي في أفغانستان مستقر، لأن الحكومة الآن أصبحت تبسط سيطرتها على حدود أفغانستان وتهتم ببيتها الداخلي.. وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه سنكون في طريقنا نحو الأفضل”.

وأضاف أن “الإمارة الإسلامية تسعى لتفتح باب الحوار والتصالح مع كل الأطراف الأفغانية مهما كان توجهها، ومن أجل ذلك أسسنا لجنة العلاقات مع كل من هو خارج أفغانستان كي يتم الالتقاء بهم ودعوتهم للعودة إلى البلاد”.

وتابع أنه “لأول مرة وخلال 43 عاماً يمكننا القول: الآن هناك حكومة مستقرة ومسيطرة على حدود أفغانستان، وعلى هذه السياسة نقول وبكل ثقة إننا قادرون على الوصول إلى أهدافنا”.

 

نسعى لبناء أجهزة أمنية قوية

وتطرق مجاهد إلى الأوضاع الأمنية التي تشهدها أفغانستان قائلا “نظراً لأنه خلال الـ 20 عاما الماضية كان هناك حرب، فمن الطبيعي أن يكون السلاح موجودا في أيدي الناس وفي كل بيت، ولكن مع ذلك فالإمارة (الحكومة الأفغانية) استطاعت السيطرة على الأمن.. نعم نعترف أن هناك بعض الأحداث الأمنية التي تحصل بين الفترة والأخرى ولكن هذا يحصل في أي بلد، ومع ذلك فالأمن مستتب لأن الحكومة المركزية (في العاصمة الأفغانية كابل) تسيطر على البلاد بشكل كامل”.

ولفت الانتباه إلى أنه “يتم العمل على تقوية 3 أجهزة رئيسية في حكومة أفغانستان وهي وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، والأمن الداخلي (الاستخبارات)”، مضيفاً “عملنا خلال فترتنا البسيطة على خطوات جدية ووصلنا إلى نتائج إيجابية، ومع مرور الزمن سنكتسب تجربة ونصبح أكثر قوة في هذا المجال أيضاً”.

وحول التفجيرات الإرهابية التي تشهدها أفغانستان بين الحين والآخر، والجهة التي تقف وراءها، وحتى الطرف المستفيد منها، أوضح مجاهد في حديثه قائلا إنه “يمكن القول إن هناك أوكارا للإرهابيين باسم (داعش) وهم يستهدفون العلماء والمثقفين وأماكن التعليم والمساجد لتشويه سمعتنا.. ولكن نؤكد أننا خلال فترة بسيطة سنسيطر على الأوضاع (أكثر) ونقضي عليهم”.

 

إشاعات خاطئة حول المرأة

وإجابة على سؤال: ما صحة الإشاعات التي تطال الحكومة الأفغانية اليوم حول تعليم الفتيات؟ هل الحكومة الأفغانية تمنع المرأة من التعلم والعمل؟ أجاب المتحدث باسم الحكومة الأفغانية قائلا “بشكل عام الإشاعات ضدنا هي خطأ كبير، نحن نعطي حقوق المرأة في إطار الشرع الإسلامي والثقافة الأفغانية، وما يقرره الشرع نعطيه للمرأة، وبالتالي من الخطأ توجيه الاتهامات إلينا في هذا الخصوص”.

 

الآن هو الوقت الأنسب للاستثمار في أفغانستان

وفي رده على سؤال “هل هناك معاناة اقتصادية في أفغانستان؟ وما هي أسبابها؟”، أجاب مجاهد قائلا إنه “من الطبيعي لأي بلد عندما يخرج من الحرب أن يواجه مشاكل اقتصادية، وهذا ما تواجهه أفغانستان مثلها مثل أي بلد آخر لأسباب كثيرة منها جائحة (كورونا)، ولكننا استطعنا أن ننجز موضوع الميزانية الخاصة بأفغانستان لعام كامل ومن دون مساعدات خارجية، ونحن مستمرون في طريق تحقيق أفضل النتائج في الجانب الاقتصادي”.

وطمأن مجاهد المستثمرين ورجال الأعمال وخاصة من هم خارج أفغانستان، قائلا “الآن هو الوقت الأنسب للاستثمار في أفغانستان، ونحن ندعو المستثمرين للاستثمار في بلادنا، وقد قدمنا دعوات لهم كي يستثمروا، مع العلم أن لدينا مجالات واسعة للاستثمار سواء في الزراعة أو الصناعة أو حتى في مجالات المعادن، كون أفغانستان بلد المعادن، يضاف إلى ذلك أن الأمن المستتب في أفغانستان، ما يمكّن المستثمر أن يأتي دون أي خوف”.

 

نريد علاقات دائمة مع الغرب وأوروبا

وعن مستوى العلاقة بين أفغانستان وأمريكا والغرب وشكل العلاقة التي تريد الحكومة الأفغانية أن تكون، أجاب مجاهد قائلا إن “الإمارة الإسلامية تريد علاقات دائمة وليست سطحية مع كل الدول، ولدينا علاقات مع دول الجوار ومثلها نريد أن نقيم العلاقات مع الدول الغربية والأوروبية، بشرط أن لا ينظروا إلينا بعين التصغير، بل نظرة نِدٍّ لند”.

وعن العلاقة مع دول العالم الإسلامي والعربي، قال مجاهد “لدينا علاقات خاصة مع الدول الإسلامية بناء على أخوّتنا، فالدول الإسلامية وقفت وتقف معنا في أمور المساعدات الإنسانية والاجتماعية وغيرها، ونحن ندعم هذا المشروع كي نقوي علاقاتنا معهم ونسعى لأكثر من ذلك”.

 

سرّ التأييد الشعبي العربي والإسلامي لأفغانستان الجديدة

وحول ظاهرة تأييد المجتمعات العربية والإسلامية لأفغانستان الجديدة بعد مرحلة طرد الاحتلال، قال مجاهد، إن “الأمة الإسلامية والشعوب الإسلامية يحبون الشعب الأفغاني بسبب الأخوة الإسلامية، وأيضا الشعب الأفغاني كان دائمًا في الحروب وهم يتفهمون هذا الوضع، وأيضا الشعب الأفغاني كان له أعمال تاريخية شجاعة جدا وقد ساهم في القضاء على 3 إمبراطوريات خلال أقل من 100 سنة، ولذلك فإن الأمة الإسلامية تقف مع الشعب الأفغاني”.

 

فلسطين قضيتنا و”الأقصى” قبلتنا الأولى

مجاهد شدد في هذا الموضوع أن “قضية فلسطين هي قضيتنا، وهي قضية الأمة وقضية مشتركة واحدة، ونحن ندين الاحتلال الصهيوني على فلسطين وعلى الأراضي الفلسطينية، ونريد أن يصل الشعب إلى ما يريد لأن المسجد الأقصى هو قبلتنا الأولى ولذلك علينا دعمهم”.

 

نسعى لتقوية علاقاتنا مع تركيا

وحول العلاقات التركية الأفغانية، وأبرز ما يمكن أن تستفيد منه أفغانستان من خلال علاقتها مع تركيا، قال مجاهد “لدينا علاقات تاريخية ودينية وثقافية قديمة جدا مع تركيا.. الشعبان (التركي والأفغاني) قريبان جداً من بعضهما البعض، والشعب التركي يقف بشكل دائم مع الشعب الأفغاني، وحتى أنه بعد الفتح الإسلامي للإمارة (طرد الاحتلال من أفغانستان)، كانت تركيا أول من أرسل المساعدات لأفغانستان، وبالتالي نحن ندعم هذه المسيرة المباركة ونسعى لتقوية العلاقة أكثر مع تركيا”.

وأضاف “نحن نسعى ونحاول أن نستفيد من تجربة تركيا وخاصة الاقتصادية منها، ونهيئ الأجواء لدعوة الأتراك للاستثمار في أفغانستان، كما نؤمن أن الشعب التركي لن يترك الشعب الأفغاني وسيبقى دائما إلى جانبه”.

 

لن ننسى الدور القطري في قضيتنا

وعن تقييمهم لدور قطر مع أفغانستان في هذه الفترة، قال مجاهد “لن ننسى وقوف قطر إلى جانبنا وعموم الأمة الإسلامية.. دور قطر في قضية أفغانستان لن ننساه، ونحن نسعى أن تستمر هذه الأخوة، إلى جانب العمل من أجل تقوية العلاقات أكثر وأكثر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى