من أعلام بلاد الأفغان: عالم المدينة..الإمام المفتي نافع مولى ابن عمر
أبوسعيد راشد
قال خليفة: سنة أربع وأربعين افتتح ابنُ عامر كابلَ، ومن سبي كابل: مكحول الشامي وسالم بن عجلان الأفطس (132هـ)، وكيسان أبو أيوب بن أبي تميمة السختياني (131هـ)، ومنهم نافع مولى ابن عمر (117هـ)، ومهران أبو حميد الطويل (142هـ). [تاريخ خليفة، ص 206].
الإمام، المفتي، الثبت، عالم المدينة، أبو عبد الله القرشي، ثم العدوي، العمري، مولى ابن عمر، وراويته.
روى عن: ابن عمر، وعائشة، وأبي هريرة، ورافع بن خديج، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد؛ زوجة مولاه، وسالم وعبد الله وعبيد الله وزيد؛ أولاد مولاه، وطائفة.
وعنه: الزهري، وأيوب السَّخْتِياني، وعبيد الله بن عمر، وأخوه؛ عبد الله، وزيد بن واقد، وحميد الطويل، وابن عون، وعمر وأبو بكر؛ ولدا نافع، ومحمد بن إسحاق، وابن أبي ذئب، وابن أبي ليلى، وحجاج بن أرطاة، والأوزاعي،ومالك، والليث، وخلق سواهم.
قال البخاري: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر .
قال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعا مولى ابن عمر إلى أهل مصر يعلمهم السنن.
عن نافع، قال: دخلت مع مولاي على عبد الله بن جعفر، فأعطاه في اثني عشر ألفا، فأبى، وأعتقني – أعتقه الله -.
وروى: زيد بن أبي أنيسة، عن نافع، قال: سافرت مع ابن عمر بضعا وثلاثين حجة وعمرة.
قال أحمد بن حنبل: إذا اختلف سالم ونافع، ما أقدم عليهما.
قال ابن وهب: قال مالك: كنت آتي نافعا، وأنا حدث السن، ومعي غلام لي، فيقعد، ويحدثني، وكان صغير النفس، وكان في حياة سالم لا يفتي شيئا.
التصبر على حدة الشيخ: عن مالك، قال: كان في نافع حدة، ثم حكى مالك: أنه كان يلاطفه ويداريه.
إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه: كنا نختلف إلى نافع، وكان سيء الخلق، فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟
فتركته، ولزمه غيري، فانتفع به (يعني مالك وأقرانه).
ويقال: كان في نافع لكنة وعجمة.
قال إسماعيل بن أمية: كنا نرد على نافع اللحن، فيأبى.
صحيفة ابن عمر: وروى: محمد بن عمر الواقدي، عن جماعة، قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر صحيفة، فكنا نقرؤها.
مع الزهري: قال يونس بن يزيد: قال نافع:من يَعْذِرني من زُهْرِيِّكم، يأتيني فأحدثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم، فيقول: هل سمعت هذا من أبيك؟ فيقول: نعم، فيحدث به عن سالم، ويَدَعُنِيْ، والسياق من عندي. (يعني الإمام الزهري رحمهما الله)
التواضع مع الطلاب: عن مالك:كنت آتي نافعا، وأنا غلام حديث السن، فينزل، ويحدثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد، لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس، خرج، وكان يلبس كساء، وربما وضعه على فمه لا يكلم أحدا، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود.
معمر: كان أيوب السختياني يحدثنا عن نافع، ونافع حي.
وقال مالك: إذا قال نافع شيئا، فاختم عليه.
وقال عبد الرحمن بن خراش: نافع: ثقة، نبيل.
وروى أيوب: أن عمر بن عبد العزيز وَلَّى نافعًا صدقات اليمن.
ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني نافع بن أبي نعيم، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وابن أبي فروة، قالوا:كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر في صحيفة، فكنا نقرؤها عليه، فيقول: يا أبا عبد الله، أتقول: حدثنا نافع؟فيقول: نعم.
الأصمعي: عن نافع بن أبي نعيم، عن نافع: أنه قيل له: قد كتبوا علمك. قال: كتبوا؟! قيل: نعم.
قال: فليأتوا به حتى أُقَوِّمَه.
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد: عن أبيه، عن نافع: أنه لما احتضر، بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ذكرت سعدا ، وضغطة القبر.(وحديث ضغطة القبر صحيح، أخرجه أحمد 6 / 55 و98 من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها، نجا سعد بن معاذ)
قال حماد بن زيد، وجماعة: توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة.
قال إسماعيل بن أمية: كنا نرد نافعا عن اللحن، فيأبى، ويقول: لا، إلا الذي سمعته.
قال النسائي: أثبت أصحاب نافع: مالك، ثم أيوب، ثم عبيد الله، ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون، ثم صالح بن كيسان، ثم موسى بن عقبة، ثم ابن جُريج، ثم كَثير بن فَرقَد، ثم الليث بن سعد.
قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث.وقال العجلي، والنسائي: مدني، ثقة. وقال ابن خِراش: ثقة، نبيل.
سير أعلام النبلاء(5/ 99)، ط الرسالة.