مقالات الأعداد السابقة
من بحر غزة
شعر: أيمن العتوم
مِنْ بَحْرِ غزَّة يطلعُ الثُّوَّارُ | والموتُ، والطُّوفانُ، والإِعْصارُ |
فافْرُشْ لَهُمْ وَرْدَ القلوبِ فإنَّهم | سِرٌّ وَشَتْ بِجلالِهِ الأسحارُ |
فَهُمُ إذا طلعَ الصَّباحُ ضياؤهُ | وهُمُ إذا جَنَّ الدُّجَىٰ أقْمارُ |
آياتُهم في العالمينَ: طهارةٌ | وحَمِيَّةٌ، وعزيمةٌ، وفَخَارُ |
غارتْ نُجومُ العُرْبِ دونَ مَضائهمْ | ونُجومُهم في المَعْمَعاتِ أَغارُوا |
بُخلاءُ بالألم المُمِضِّ وإنَّهمْ | كُرَماءُ بالدَّمِ، ثلَّةٌ أطْهارُ |
طارتْ قلوبُ الغاصِبينَ لبأسهمْ | إنْ يسمعوا وَقْعَ الصَّياصي طارُوا |
يَتسابَقُونَ إلىٰ الشَّهادةِ حُفَّلاً | وكأنَّها وِرْدٌ إليهِ سارُوا |
أرأيتَ قادةَ أمَّةٍ أمثالَهم | رَخُصتْ علىٰ مَنْ باعَها الأَعْمارُ |
مَدَّتْ إلىٰ نَهْر الهُدىٰ أجسادَها | جِسْرًا عليهِ يَعْبُرُ الأحرارُ |
بِسُقوطِنا نَعْلُو، وهُمْ بِعُلُوِّهمْ | سَقَطُوا، ونَصمدُ والطُّغاةُ انْهارُوا |
نِيرانُ أهلِ الكُفرِ جَنّةُ مُؤمنٍ | وجِنانُهُمْ يومَ القِيامَةِ نارُ |
ولذاكَ يَهوَىٰ الموتَ طِفلٌ ثائرٌ | إنَّ الرَّدىٰ – في شَرْعِهِ – أقدارُ |
شتَّانَ بينَ عقيدةٍ لا تَنْحَنِي | وعقيدةٍ عَرَّابُها الدَّولارُ |
مِنْ بَحْرِ غزَّةَ يَطلُعُ الثّوارُ | وَبِحُبِّهم تتفجَّرُ الأشعارُ |
ولهمْ نسجتُ قصائدي وزرعْتُها | زَهْرًا، تَغارُ لِسِحْرِهِ الأزْهارُ |