مقالات الأعداد السابقة

من قتل طلاب جامعة كابول ولماذا؟

أبو محمد

 

بات الشعب يعرف والعالم أيضًا أنّ نظام كابول الحالي العميل، وتصرفاته اللاعقلانية وتصريحاته الخاوية ليست إلا محاولات لعرقلة عملية السلام الجارية في الدوحة بين وفد الإمارة الإسلامية والنشطاء القادمين من أفغانستان، وأنّ الاستخبارات الخبيثة لا تكف عن ارتكاب أي نوع من الإرهاب لتدمير فرصة السلام المتاحة.

فقد زاد -مؤخراً- من قصف القرى والأرياف بالمدفعيات والقنابل أضعاف ما كان في الماضي، واستهدف عددًا كبيرًا من المدارس الدينية والعلمية، والمساجد، والأسواق، والتجمعات العامة. فتم قصف مدرسة في تخار، ونُفِّذ هجوم بالمدفعيات على سوق المواشي في سنجين، وقُصِفت مناطق سكنية في غزني وقندهار وبدخشان وفارياب وبكتيا وكونر وغيرها من المناطق، وما جامعة كابول عنّا ببعيدة.

لقد انصدم جميع أصحاب الضمائر بمثل هذا النوع من الهجوم على جامعة كابول – التي هي من أشهر وأعرق المؤسسات التعليمية في أفغانستان – وقَتْلِ طلابها بدم بارد، كما أدينت الحادثة على نطاق واسع، لكن الهجوم على الجامعة ما انتهى بعد؛ حتى قام العملاء وعلى رأسهم (أمر الله صالح) النائب الأول لأشرف غني، بإلقاء اللوم في هذا الهجوم الغامض على الإمارة الإسلامية، قائلاً: إن طالبان هي من نفذته!

لقد أعلن الدواعش القابعين في أحضان إدارة كابول مسؤوليتهم عن الهجوم على جامعة كابول، ونشروا صور المهاجمین، لكن جثث المهاجمين قد اختفت ولم تظهر أي أدلة أخرى لوسائل الإعلام، سوى كتابات أطفال على الجدران وعلمٍ أبيض، الأمر الذي تم عرضه لوسائل الإعلام كدليل على أن الهجوم من فعل المجاهدين!

لذلك، الشعب بأكمله يدرك مدى وقاحة وكذب العملاء، ومدى إنكارهم للبديهيات بلا خجل، كل ذلك، لأن سلطات كابول الآن ترى نفسها في وضع أشد اضطرارا مما كان عليه نظام نجيب الشيوعي.

إن مجاهدي الإمارة الإسلامية لا يقبلون أبدا القيام بمثل تلك الأعمال الوحشية، ولا يحتاجون لفعلها، ولا يعتبرونها مشروعة في الإسلام. إن مجاهدي الإمارة يمكنهم اقتلاع القواعد الإسمنتية للنظام العميل، ويمكنهم تدمير قواعد الميليشيات المتعطشة للدماء التابعة لوكالة المخابرات المركزية باسم القوات الخاصة، وبمقدرتهم تصفية كامل أراضي المديريات من الأعداء خلال ساعات أو أيام، فماذا سيتستفيدون من استهداف الطلاب الأبرياء والهجوم على الجامعات والمدارس الدينية والمساجد والعيادات والقرى والمنازل؟!

إن المجاهدين قد بدؤوا جهادهم دفاعًا عن هؤلاء المواطنين الأبرياء وانتقامًا لهم، على العكس من قوات النظام الذي یعلن صراحة أن واجبه حماية واشنطن ونيويورك.

واضح جداً أن المهاجمين على جامعة كابول هم الخوارج المنهزمون، الذين أنقذتهم طائرات العدو من أيدي المجاهدين، والآن يحتفظ بهم (أرغ) و(الأمن الوطني) في أحضانهم لاستخدامهم في ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.

ليعلم أعداء الدين والوطن، بأنهم بعد الآن واقفون على حافة الانهيار والانقراض، وأن جميع ما لديهم من شِباك الحيل والخداع قد انقرضت وولّى زمانها، وتبرأ بالفعل أسيادهم من دعمهم وتمويلهم، فلا ملجأ ولا منجى لهم في أوساط الشعب الأفغاني المظلوم.

وإذا كانوا يعتقدون أنهم بعد هذا سيجذبون مرة أخرى تعاطف أمريكا والغرب والدول الأخرى عن طريق هذه التمثيليات والحيل والجرائم المزيفة التي يقترفونها بواسطة مسلحي عصابة داعش، أو أنهم سيحصلون على بعض الدعم من الأفغان، فإن ذلك مجرد حلم وأمنية مُستحيلة المنال، ولن يستفيدوا منها شيئا.

لذا من الأفضل لهم أن يكفوا من الآن فصاعدا عن معاداة الشعب الأفغاني، وأن يتوقفوا عن ارتكاب المجازر بحقه، وأن يتعظوا من مصير أسيادهم ويعتبروا بحالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى