
من لا سلطة له لا حق له!
اقتنع الاحتلال الأمريكي بأنهم عاجزون عن كسب الحرب في أفغانستان، وذلك بفضل الله ثم بفضل جهاد الإمارة الإسلامية ضده والذي استمر لعقدين من الزمن تقريباً، وأصبح الأمريكيون متأكدين بأنهم لا يمكنهم استخدام أفغانستان كقاعدةٍ دائمةٍ لهم.
لهذا السبب اختارت الولايات المتحدة الأمريكية -المتغطرسة- طريق التفاوض مع الإمارة الإسلامية أخيراً، والتحدث معها -باعتبارها قوة حقيقة- لسحب قواتها من أفغانستان.
صنعت الولايات المتحدة الأمريكية في بدايات احتلالها للبلد نظاماً فاقداً للأهلية والسلطة وسلمته الحكم في أفغانستان، وذلك حتى تتمكن أمريكا من الوصول إلى أهدافها المشؤومة، وقد اعترف الرئيس السابق لذلك النظام (حامد كرزاي) بهذا الأمر في شتى لقاءاته ومقابلاته مع وسائل الإعلام.
وظل هذا النظام المزعوم في الهامش في جميع القضايا الوطنية الصغرى والكبرى طيلة العقدين الماضيين، واستخدمه المحتلون كأداةٍ لتحقيق مصالحهم فقط.
في هذه الأيام دخلت المفاوضات بين ممثلي طالبان والجانب الأمريكي في العاصمة القطرية “الدوحة” إلى مرحلة حاسمة حول قضيةٍ مهمةٍ، وهي سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، وهناك أمل في الوصول إلى اتفاق سحب جميع القوات المحتلة من أفغانستان.
ورغم ذلك كله فقد أُبقي النظام العميل بعيداً عن هذه المفاوضات، بل ولم يشاركهم كبير المفاوضين الأمريكيين “زلمي خليلزاد” التفاصيل الأخيرة للمحادثات الجارية على الأقل، تلك هي الفضيحة التي اعترف بها “صديق صديقي” المتحدث باسم القائم بأعمال نظام كابل “أشرف غني” حيث قال صراحة بأن تفاصيل المفاوضات حُجِبَتْ عنهم!
وينطبق على النظام القائم في كابل المثل الشعبي الذي يقول: “من لا سلطة له لا حق له”، فهؤلاء العملاء هم الذين خدموا المحتلين طوال فترة الاحتلال -عشرون عاماً-، وجعلوا يُرَدِّدُونَ شعارات المحتلين ويسعون لتحقيق مصالحهم، مما جعلهم اليوم مُهْمَلِيْنَ في القضايا الوطنية المهمة.