من للأيتام والأرامل؟!
منير أحمد منير
طالما أقول في نفسي أفرغ نفسي لخدمة أيتام وأرامل وطني، وأتخذ قرارًا حاسمًا وفق استطاعتي لتعليمهم وتثقيفهم، والحفاظ عنهم من الفقر والعوز، والمصائب الأخرى.
فهم رأس مالنا، هم بقايا الأبطال والصناديد الذين بذلوا الغالي والنفيس، وغيّروا مجرى حياتنا وحياة الأجيال اللاحقة المتأزمة. إنّهم أنقذونا من مخالب الذئاب وفم الأفاعي الفتّاكة، وأزالوا النقاب عن وجه المتأسلمين الكالح، وسفاحي العصر. فلن تجد على ثرى وطني الحبيب بيتًا خاليًا من يتيم، ولا توجد عائلة لم تقدم شهداء. إنّ معدل الوفاة الطبيعية على ثرى وطني منخفض جدًّا، كلهم يُقتلون في زهرة الشباب ولكن لأجل الله.
أتمنى بأن لا يبقى يتيمٌ على ثرى الوطن، وتنقشع حلكة الليالي وينبثق فجر النّور، لا أقصد بأن يختم الجهاد والعشق والشهادة، بل أقصد أن ينتهي الجفاء نحو الأيتام، وينتهي الفقر الذي تعاني منه أسر الشهداء وأبناؤهم.
أحب بأنْ لا تحس أرملة شهيد بالضجر والضيق، ولا ترى بأن النساء الأخريات أسعد حظًا منها، لأنّ السعادة الحقيقية بركت أمام بيتها وهي محظوظة بها.
يحلو لي بأن يعيشوا بالعزة والفخار، بالعيش الذي يفتخر به أبناؤنا.
هذه الأرض لأبناء الشهداء. هم وارثوها الأصليين. ينبغي بأن يركز على تثقيفهم وتربيتهم على أحسن وجه ممكن. ولا ينبغي بأن يعاني أبناء الشهداء لكسرة خبز يدفعون بها أوار جوعهم.
فلو تذهبوا هنا وتدقوا كل الأبواب وتسألوهم عن أوضاعهم، لقالوا لكم بأنّهم قدموا عددا من الشهداء في سبيل الله، وأصيب آخرون أو يقبعون خلف أسوار الألم. وهنا في أفغانستان بعض الأسر استشهد معظم أعضائها بل وعوائل أخرى رحلوا جميعًا ولم يبق منهم أحد. أعرف بعضهم استشهد 5 من فلذات أكبادهم في سبيل الله وفي سبيل تحكيم الشريعة الإسلامية.
وهنا سيدات أرامل، لم يتزوجن بعد مقتل أزواجهنّ بل شددن الأزر لتربية ابناء الشهيد! وبعض الأرامل مرغمات ومضطرات للعمل والخدمة في البيوت ليكتسبن لقمة العيش.
إنّ خدمة عوائل الشهداء وأسرهم من أولى الأمور الضرورية للحكومة الإسلامية، وكذلك ينبغي على رفاق الشهداء وأصحاب المروّة والرجولة أن لا ينسوا هذه الأسر، ويدخلوا السرور والفرحة عليها ويؤدوا وظيفتهم تجاه من خدموا الإسلام بالقلب والقالب.