کلمة اليوم

من يمانع السلام؟!

أعلنت الإمارة الإسلامية أنها ستفرج عن جميع سجناء إدارة كابل بشرط أن يُفرِج الجانب الآخر عن عدد معين من أسراها حسب القائمة المقدمة لهم، وأنها مستعدة لإجراء محادثات غير مشروطة بين الأفغان بعد إطلاق سراح سجنائها. إلا أن إدارة كابل رفضت على الفور هذا الموقف المبدئي والسلمي للإمارة الإسلامية، وامتنعت عن إطلاق سراح الأسرى!!

إن إدارة كابل تماطل المحادثات بين الأفغان من خلال عرقلة عملیة الإفراج عن السجناء، وبالتالي تريد إشباع هوس تمدید سلطتها غیر المشروعة.

أدلت إدارة كابل تصريحات متناقضة حول ما تبقی من مجموع القائمة التي كانت تضم خمسة آلاف من سجناء الإمارة الإسلامية، بحیث لم یبق منهم سوی ستمائة سجین، فتعذرت مرة بأنهم باکستانیون ولذلك لاتفرج عنهم، ثم قالت إن هؤلاء السجناء مدانون في قضایا إجرامية وهذا هو سبب عدم الإفراج عنهم، لكن وزير خارجية النظام بالوكالة (حنیف أتمر) قال بإن هؤلاء السجناء متهمون بقتل الجنود المحتلین، وأن القوات أجنبية طالبت بعدم الافراج عنهم.

لیس هناك أي غموض في القائمة التي قدمتها الإمارة الإسلامية إلى الولايات المتحدة وإدارة كابل، فهي تشتمل على اسم الأسير واسم والده وعنوانه الكامل (القرية، والمدیریة، والولاية) ورقم الهویة. ولا صحة لأي من الإفتراءات التي ینسبها العدو إلى الأسرى، فجميع الأسرى أفغان، ولا أحد منهم مدان في أية قضية جنائية، بل قبض عليهم بتهمة الجهاد ضد العدوان والفساد! أو لقرابتهم وتعاطفهم مع المجاهدين، وجميعهم يُعتبرون معارضون وأسرى سياسيين، أو أسرى حرب بموجب الاتفاقيات الإنسانية الدولية.

إن القصر الرئاسي – الذي يُشكِّل نصف إدارة كابل-، ليس له موقف مبدئي ثابت تجاه قضية السجناء الصغيرة نسبيًا، فیقول شيئًا في الصباح، و شيئا آخر في المساء، ویتفوه مفكره بموقف، ثم یتبجح وزير خارجيته بشيء آخر. فيا تُرى! كيف ستكون خُطط هذه الإدارة لمستقبل أفغانستان؟ الجواب واضح للغاية، فإن هذه الإدارة لا تحمل أي همٍّ عن مستقبل أفغانستان ولا الشعب الأفغاني، وإنما تترکز جُلّ اهتماماتها على أهداف الغزاة وتحقیق مصالحهم الشخصية.

لقد بات الأمر الآن واضحا جدا، وتبيّن مَن له حساسیة تجاه السلام؟ وأي جهة لا تريد إخماد نار الحرب؟ فالمواقف المتناقضة الأخيرة لإدارة كابل كلها تعارض السلام، فإنها تحاول بكل الوسائل المحرمة أن تصد عن عملية السلام وتعرقلها.

إن الإمارة الإسلامية متعهدة لتحرير الوطن العزيز وتطبيق الشريعة الإسلامية فیه، وستسعى جاهدة بجميع السبل والوسائل المشروعة لتحقیق الأهداف السامية للشعب الأفغاني. إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى