من یقف وراء اغتیال الشیخ صلاح الدین الموحد رحمه الله؟
عماد الدين الزرنجي
في ۲۵ من شهر عقرب استشهد في مدینة زرنج -مركز ولایة نیمروز- عالم جلیل له ملفه الضخم المليء بفضائل الأعمال؛ الثقافية والدعوية والاجتماعية، وهو الشیخ صلاح الدین الموحد -رحمه الله-، الرجل الدؤوب النشیط الذي كان لا یعرف الملل والتعب في سبیل الله وخدمة عباده. قام باغتیاله مجهول لم تكشف الأیام عن هویته وهدفه من هذا الاغتیال. ولا تزال أفكار العامة تبحث عن القاتل وعمن یقف وراء هذا الاغتیال. لا شك أن اغتیال الرجال ثلمة في جدار المجتمع، وجبرها صعب جداً، خاصة إذا كان الضحية رجلاً من رجال الدین. ولهذا نشعر بالفجوة التي حدثت بعد شهادة الشهید مولانا صلاح الدین الموحد رحمه الله.
عندما تسأل أحد أهالي نيمروز عن قاتل الشهید مولانا صلاح الدین الموحد رحمه الله، یجیبك بلا أدري. ولكنهم يشيرون بأصابعهم إلی استخبارات كابل.
في علم الأمن والبحث عن القضایا الأمنیة عندما یریدون الكشف عن هویة القاتل والواقفین وراء حوادث الاغتیال، فإنهم ینظرون إلی القضیة من جمیع الجوانب، منها: أفعال وأقوال المقتول قبیل مقتله. واستنادا إلى هذا الأصل الأمني، نود مراجعة خطابات الشیخ الشهید مولانا صلاح الدین الموحد -رحمه الله-. لقد كان الشیخ الشهید یرأس الحركات المدنیة الشعبية ضد الدولة ورجالها المتلطخین بالفساد. وفي خطابه الأخیرة في اجتماع المواطنین النیمروزیین في المسجد الجامع المركزي في مدینة زرنج، یقول: “إننا علی علم بأن كثیر من ثروات ولایة نیمروز تنقل إلی المركز، والشعب النیمروزي محروم من أبسط الإمكانات. إننا علی علم بأن كثیراً من المسؤولين ینهبون أموال الشعب ویسرقونها في الضواحي والمدیریات بذریعة تهریب الناس. وقد اخترنا السكوت طیلة هذه المدة نظراً لبعض المصالح.
والآن أعلن صراحة أن السكوت قد انتهى. فلیسمع كل من ظن أن النیمروزیین بلا صاحب، إن شباب نیمروز لو تحركوا لا یمكن لأحد، حتی رجال كابل، التصدي أمامهم. أعلن مرة أخری أن الكذب وإعطاء الوعود الفارغة للشعب قد انتهى. لم یقم أحد بأعمال تعود بالنفع على الشعب. هذا ظلم قد ارتكب في حق هذا الشعب.
سنأخذ بأیدي الذین یكذبون على الشعب والقادة ولا یعتنون بهم، ونطردهم من هذه الولایة. ولن یستطیعوا صد قیام الشعب لا بأسلحتهم ولا بدباباتهم إن شاء الله. انتظروا إعلان علمائكم. سنصبر قليلاً، وبعد ذلك سنُري هؤلاء أن النیمروزیین لیسوا بمظلومین وأنهم یستطیعون أخذ حقهم.”
هذه كلمات الشیخ الشهید الأخیرة، ألقاها قبل أسبوع من حادث شهادته. وبالنظر إلی تصرفات وتصريحات حاكم نیمروز الأخیرة، وخاصة قوله: أن النیمروزيين لیس لهم صاحب. نفهم أن المُخاطب في كلمة الشیخ الشهید هو حاكم نیمروز الحالي.
ونظراً إلی أنه لا یوجد حتی الآن أثر للقاتل، فالرجوع إلی كلمات الشیخ ومواقفه الأخیرة یقربنا إلی الحقیقة ویكشف الستار عن كثیر من الحقائق. وهذه الكلمات هي التي جعلت أذهان الشعب توجّه أصابعها نحو الدولة.
إننا لا نرید مقاضاه أو توجیه اتهام إلی جهة ما، لأننا مازلنا محتاجین إلی دلائل لصدور الحكم القطعي. ولكن بالنظر إلی ذلك الأصل الأمني، لا بد من البحث عن القاتل في خلایا الدولة العمیلة. هنالك حفنة من المرجفین یقولون: ماهي الحاجة إلی أن تقوم الدولة باغتیال الشهید صلاح الدین الموحد، حيث لم يسبق لها أن بادرت باغتیال الرجال المؤثرین في الشعب؟
فنقول في جوابهم: إن رجال الدولة قد لا یرون حاجة في اغتیال الشیخ صلاح الدین الموحد، ولكن المحتلین یرون ضرورة القیام بهذه الجریمة النكراء؛ لأن من عادتهم قتل رجال هذه الأمة الغیاری. فكل من یشمر عن ساعد الجد ویدافع عن الحق والشعب، فإن من دیدنهم اغتیاله. وإن مرور الزمان سوف یكشف الكثیر من الحقائق، وإننا نتطلع إلى ذلك الیوم.