مقالات الأعداد السابقة

موتوا بغيظكم أيها الأعداء

بعد استشهاد أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور رحمه الله بصاروخ “هيل فاير” أو “نار الجحيم”  في قصف للطاغوت الصليبي؛ كان الأعداء يتربصون بالإمارة الإسلامية الدوائر، وكانت وسائل الإعلام الصليبية والعميلة تقدم تقارير وتحليلات مملوءة بالأوهام والأكاذيب، فادّعت بأن صفوف المجاهدين سوف تتمزق، وكلمتهم ستختلف، وجمعهم سيتلاشى، وأن ثمّة خلافات حادة ستحدث بشأن اختيار القائد الجديد، وأنها ستعطي الحكومة الأفغانية وقوات التحالف دفعاً معنوياً لدحر مقاتلي الحركة، وأنها ستؤدي إلى إضعاف قوة طالبان العسكرية والميدانية، وإلى غير ذلك من التحليلات الكاذبة.

وحقا كانت أياماً عصيبة، ولحظات مؤلمة، فالعدو يتحين مثل هذه الفرص لشن حرب إعلامية شعواء ودعائية هوجاء، فالصليبيون وعملاؤهم كانوا يستبشرون ويفرحون ويعتبرون مقتل الأمير أكبر إنجاز لهم، ويُظهرون الشماتة، ويدعون المجاهدين إلى الاستسلام، ويهددونهم بالقتل والقصف إن لم يخضعوا لهم.

ولكن تعيين الشيخ هبة الله آخندزاده حفظه الله كان مفاجأة كبرى للأعداء حيث لم يقع أي خلاف بين مجاهدي الإمارة الإسلامية ولم يتخلّف أحد عن مبايعة الأمير الجديد، بل سارع الجميع إلى مبايعته. فتوالت البيعات من المدن والقرى، ومن المساجد والمدارس والجامعات، ومن الثغور ومراكز الرباط والمعسكرات، بايعه العلماء والمشائخ والدعاة وطلبة العلم، وقادة الكتائب وأمراء الوحدات الجهادية، بايعه المجاهدون والقادة الميدانيون، بايعه العسكريون، والشرعيون، والإداريون والسياسيون، بايعه وجهاء العشائر وعوام المسلمين. وأعلنت جميع لجان الإمارة الإسلامية كلجنة التعليم والتربية، ولجنة الإعلام والثقافة، ولجنة شؤون الحرب ولجنة الدعوة والإرشاد، ولجنة شؤون الأسرى، والمكتب السياسي، ولجنة منع الخسائر بالمدنيين، مبايعتهم للأمير الشيخ هبة الله آخندزاده.

وقد قام الإخوة الإعلاميون بتغطية هذه البيعات ونشرها على موقع الإمارة الإسلامية، فمن أراد الإطلاع عليها فعليه بزيارة موقع الإمارة الإسلامية: www.shahamat.info  أو http://alemara1.org

ومعظم المعسكرات ومراكز التدريب والمجاهدين في خنادق القتال قاموا بتصوير البيعات، وقد تم بث عشرات الفيديوهات على موقع الإمارة.

والقادة الميدانيون والمسؤولون الجهاديون الكبار أرسلوا كلمات صوتية ورسائل نصية يعلنون فيها مبايعتهم للأمير الشيخ هبة الله أخندزاده حفظه الله، ولا زالت هذه السلسلة مستمرة.

إن إصدارات البيعات وكلمات القادة الميدانيين كانت كثيرة جداً؛ ولهذا كان من غير الممكن أن ننقلها كلها وأن نوردها جميعاً على صفحات الصمود، لذلك آثرنا اقتطاف نقاط احتوت عليها معظم الإصدارات والكلمات، وهي كالتالي:

– تقديم العزاء للأمة الإسلامية والمسلمين عامة، وللإمارة الإسلامية ومجاهديها، ولأسرة أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور رحمه الله خاصة، واعتبار مقتل الأمير مصاباً جللاً وحدثاً عظيماً، مع الإيمان والرضا والإطمئنان بقضاء الله وقدره.

– التصريح بأن الشهادة وسام فخر، وأن القتل في سبيل الله من أسمى الأماني وأغلاها، وأن دماء الشهداء تدفع عجلة الجهاد إلى الأمام، وتولد آلافاً مؤلفة من المجاهدين لمقارعة أعداء الله، و أن أمة الإسلام لا زالت ولوداً وستقدم أبطالها لمقارعة المحتلين الغزاة حتى تتطهر الأراضي المغتصبة من رجسهم.

– الرفض الشديد لدعوات الاستسلام التي وجهها الأعداء إلى المجاهدين بعد مقتل الأمير منصور رحمه الله، والتأكيد على استمرار الجهاد حتى طرد المحتلين ودحر عملائهم وإقامة شرع الله على ثرى أفغانستان.

– التصريح بأن جهادهم لم يكن لأجل الأمير منصور رحمه الله حتى ينتهي بموته، بل إن جهادهم كان لله الحي القيوم.

– التصريح بأن المسيرة الجهادية الطيبة ليست مبنية على وجود الأشخاص، بل مبنية على فكرة وأيديلوجية لن تموت بموت شخص أو عدة أشخاص، بل لن تموت إلى يوم القيامة بإذن الله.

– معاهدة الله بأخذ ثأر دماء الشهيد الطيبة الزكية من المحتلين وعملائهم.

– إعلان مبايعتهم وولاءهم للأمير الجديد شيخ القرآن والحديث المولوي هبة الله أخندزاده حفظه الله، والتأكيد على اتفاقهم ووحدتهم وتماسكهم بفضل الله رغم مؤامرات العدو الماكر ودسائسه الشيطانية الخبيثة.

هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلم شمل جميع المسلمين ويوحد كلمتهم ويظهرهم على عدوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى