تحليل الأسبوع

موقف الإمارة الإسلامية الأصولي حول قضية أفغانستان، والإعلام الغربي

نشرت بعض وسائل الإعلام الغربية والموالية للغرب في الآونة الأخيرة تقارير غير مستندة مفادها إجراء محادثات حول قضية أفغانستان بين مندوبي المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في الدوحة بدولة قطر مع وفد إدارة كابل. تقارير هذه الوسائل الإعلامية عارية عن الصحة وليست سوى تحاليلها الشخصية. مثل هذه التقارير تعد من قبل وكالات استخبارات دول معنية ثم تتم تداولها من قبل صحفيين معروفين لبعض وسائل الإعلام بهدف التبليغات ضد المجاهدين، أو سد انهيار أكثر لمعنويات جنود إدارة كابل المنهزمين في ميدان المعركة بمثل هذه التقارير الكاذبة.
من الواضح للجميع بأن الله من على المجاهدين بفتوحات متتالية في البلاد في الآونة الأخيرة، وتمتد سلسلة هذه الفتوحات بعد كل يوم، لذلك اتجه مخالفي وأعداء الإمارة الإسلامية بنشر مثل هذه التبليغات التي لا أساس لها؛ كالرجل الغريق الذي يستنجد بكل زبد وغثاء. وأظهرت التجارب بأن مثل هذه السياسات والحركات لا تمدد معضلة أفغانستان فحسب بل تجعلها معقدة أكثر.
إمارة أفغانستان الإسلامية بيت لعشرات آلاف الشهداء والمجاهدين وهي قوة هادفة. خرجت ناجحة من منعطفات كثيرة خلال السنوات الـ 15 الأخيرة بكل شجاعة ومروءة. هدفها من البداية:  إنهاء الاحتلال، وتحرير البلاد بشكل كامل وقيام نظام إسلامي فيه. ودائما ما طالبت وتطلب حلا سلميا لقضية أفغانستان.
قلنا دائما بأن قضية أفغانستان لها جانبان، الجانب الخارجي والجانب الداخلي. إنهاء الاحتلال هي المسألة الأساسية في الجانب الخارجي. لا بد من إنهاء الاحتلال عن طريق المحادثات أو بالقوة العسكرية، فمن غير ذلك لا يمكن حل قضية أفغانستان. كما أن شعب أفغانستان المسلم يضحي منذ العقود الـ 4 الأخيرة لأجل قيام نظام إسلامي في البلاد. ومن أجل ذلك استشهد وجرح عشرات الآلاف من أبناء البلاد الأصليين. يجب أن يكون واضحا للجميع بأن قيام نظام إسلامي وفق رغبة شعب أفغانستان المسلم هو حق مسلم إسلامي وبشري للشعب الأفغاني. الإمارة الإسلامية لا تقود معركة الحصول على الاقتدار بل تبذل جهودا جهادية للحصول على الأهداف المقدسة.
مثلما قال سماحة الزعيم الحالي للإمارة الإسلامية وبقية زعماء الإمارة الإسلامية السابقين الموقرين في رسالاتهم بأن خدمة البلد والحفاظ عليه حق لجميع الأفغان، لذلك فإن الإمارة الإسلامية تطلب نظاما إسلاميا شاملا بين الأفغان في أفغانستان الحرة، وليست لديها أية فكرة انحصارية. الحل الواقعي للقضية هو اجتماع الأفغان على هذه المشتركات الإسلامية والوطنية.
لكن إن كان مخالفي وأعداء الإمارة الإسلامية الداخليين والخارجيين يفكرون بحل قضية أفغانستان بالدسائس والتهم التي لا أساس لها، أو إلحاق الضرر بالإمارة الإسلامية، أو إيجاد جو من عدم الاعتماد بين الشعب والإمارة الإسلامية، فليعلموا بأن محاولتهم هذه ستكون مثل باقي دسائسهم ومحاولاتهم الفاشلة السابقة، وستكون بمثابة ذر التراب في أعين الشعب الأفغاني بدل حل القضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى