
موقف الإمارة الإسلامية حيال الحفاظ على البلد متحدا
يتم في هذه الآونة الأخيرة تداول بعض الشعارات المسيسة من قبل بعض الجهات حيال تجزئة أفغانستان الموحد.
هذه الشعارات المسيسة والدسائس هي نتيجة استمرار الاحتلال الأمريكي وحكم بعض الوجوه التي باعت ضمائرها، حيث يريدون أن يواجهوا بلدنا المتحد مع خطر التجزئة والانقسام مرة أخرى ويتمكنوا بذلك من تنفيذ أهدافهم المشئومة في المنطقة.
بدأ التآمر والجهود التخريبية ضد البلاد الحبيبة منذ نجاح جهاد الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي وتهيئة الأجواء لإقامة حكومة إسلامية في أفغانستان بعد دحر السوفييت، ففي ذلك الوقت ومع بدأ الصراعات الحزبية نتيجة الدسائس المخفية للدول الأجنبية؛ واجهت البلاد خطر التجزئة والانقسام.
لكن بفضل الله تمكن علماء الشعب الأفغاني الكرام وطلاب الدين بمساندة شعبهم المؤمن والشجاع أن ينسفوا مخططات تقسيم الوطن بواسطة قيام إصلاحي تمكنوا بأثره من وضع نقطة النهاية للهرج والمرج وللسلطات المحلية المتعددة، ومحو مجموعات الشر والفساد وأمراء الحروب ونسف جميع الدسائس والمكائد الهادفة لتقسيم البلاد.
وتسوق قوات الاحتلال الأمريكي أفغانستان اليوم باتجاه حكم السلطات المحلية المتعددة (ملوك الطوائف) مرة أخرى ، حيث أقاموا جزر سلطات مختلفة في مختلف أرجاء البلاد إلى جانب تسخين الأجواء إعلاميا عن طريق وسائل إعلامها بهدف تقسيم أفغانستان. حيث یحثون الناس للانتفاضة من أجل تقسيم السلطة، والسيطرة على المناصب، والحصول على امتيازات أخرىبأسماء قبلية ومنطقوية، بل زرعوا الخلاف والنزاع في مختلف أطياف الشعب حتى في استخدام مصطلحات متفقة عليها ككلمات الإسلام والأفغان. وأوجدوا خلافات عميقة بين الولايات والعاصمة كابل، وفي هذه الآونة الأخيرة شرعوا في تبليغات مضحكة مفادها تسليم بعض الولايات للإمارة الإسلامية.
الإمارة الإسلامية تندد بشدة مثل هذه الدسائس وتستنكر ما يقوم به المطبلون المرتزقة الغير المعنيين بالنتائج الكارثية لها.
الإمارة الإسلامية لها موقف ثابت وواضح حول وحدة أراضي البلاد، وفي معظم ولايات أفغانستان سواء كانت في الشمال أو الجنوب، في الشرق أو في الغرب، فإنها تسيطر على نسبة أكبر من المناطق مقارنة بالمحتلين وعملائهم، وفي سبيل تحرير باقي المناطق والسيطرة على الولايات فإنها لم ولن تتوسل لأحد، وليست مثل هذه الأطروحات قابلة للقبول بالنسبة لها.
الإمارة الإسلامية نيابة عن الشعب الأفغاني المجاهد تهدد بشدة لجميع المحتلين الأمريكيين وكافة الجهات الحامية لهم وأفرادهم بأنها بنصر الله عز وجل ثم بمساندة شعبها المجاهد ستقاوم ضد هذه المؤامرات والدسائس مثلما فعلوا في التسعينات من القرن الماضي، ولن تأذن لأحد بتقسيم وطنها المتحد.
وتوجه الإمارة الإسلامية نداء لشعبها المتحد بالحفاظ على وحدته الدينية والوطنية وعدم الوقوع فريسة في دسائس الطالبين لتجزئتهم وتقسيمهم. بغض النظر عن اللغة التي يكلمونها والقبيلة التي ينتسبون لها فإن جميع سكان هذه البلاد أفغان وإخوة فيما بينهم نتيجة مشتركاتهم الدينية والوطنية، وكل من يحاول إيجاد التفرقة بين الإخوة الأفغان هم عملاء الأجانب ومرتزقتها.
الإمارة الإسلامية على يقين بأن أيام المحتلين وحلفاؤها الراغبين في التجزئة باتت معدودة، وبعد انتهاء احتلال البلاد سيتم دحر هؤلاء المخربين وإزالة خططهم التخريبية، وبإذن الله سيتم إنقاذ البلد بأكمله وشعبه المسلم المتحد من جميع المخاطر والأضرار، إن شاء الله. (… وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الأنفال.
والسلام.
إمارة أفغانستان الإسلامية
29/6/1439 هـ ق
۲۶/۱۲/۱۳۹۶هـ ش ــ 2018/3/17م