نبذة عن حياة الشهيد المولوي (نور محمد حقپال) رحمه الله تعالی
تعريب مختصر من مقال كتبه المفتي أبومحمد الحقاني
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه فمنهم من قضی نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا)
ونحسب أن العالم الفاضل الشيخ (نور محمد حقپال) رحمه الله تعالی رحمة واسعة من الذين قضوا نحبهم ووفوا بعهدهم مع الله تعالی.
وُلد الشيخ (نور محمد حقپال) رحمه الله تعالی عام 1970م في قرية (پيره خيل) في منطقة (وزير) من مديرية (خوگياني) بولاية (ننگرهار) في شرق أفغانستان.
هاجر الشيخ نور محمد مع أسرته إلی باكستان حين كان صغيراً بعد الانقلاب الشيوعي في أفغانستان. وحين ترعرع في المهجر وبلغ سنّ التعلّم درس في مختلف المدارس الدينية في مدينة (بشاور). وأكمل دراسته الشرعية في مدرسة الحقانية وتخرّج فيها عام 1993م. بعد تخرّجه عمل الشيخ إماما لأحد المساجد ومدرّسا للعلوم الشرعية في بعض المدارس الدينية.
وحين ظهرت حركة (طالبان) بقيادة الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله تعالی انضمّ الشيخ نور محمد أيضاً إلی ركب الحركة في عام 1996م وعمل مجاهداً في صفوفها.
بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان هاجر الشيخ مع أهله مرّة أخری إلی باكستان وعاد منها للجهاد ضدّ الأمريكيين في أفغانستان.
الوظائف التي عمل فيها الشيخ في الإمارة الإسلامية:
عمل أيام حكم الإمارة الإسلامية لأفغانستان نائباً لقائد القوات الحدودية في منطقة (تورخم)، وفيما بعد مسؤولاً لمجموعة عسكرية في منطقة (گلدرة) في شمال (كابل). وكذلك عمل مديراً لمديرية (دره نور) بولاية (ننگرهار).
بعد الهجوم الأمريكي علی أفغانستان عُيّن مسؤولاً عسكرياً لولاية (ننگرهار). ومن البطولات العظيمة التي قام بها الشيخ في بداية الهجوم الأمريكي كانت مساهمته في إخراج الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله تعالی وإخوانه من منطقة (توره بوره).
لم يكتفِ الشيخ بحمل الأسلحة شخصياً ضدّ الأمريكيين وعملائهم، بل أعدّ شباباً كثيرين للانضام إلی صفوف المجاهدين.
من صفاته الشخصية:
كان الشيخ شخصاً متواضعاً وصاحب تقوی. كانت حياته بسيطة وبعيدة عن التكلّف. كان بعيداً عن التعالي علی إخوانه. وكان يتمتّع بخلق طيب وكان محبوباً لدی إخوانه. وكان قد حباه الله تعالی جميع الصفات الطيبة التي يبغي أن يتحلّی بها المجاهدون في سبيل الله تعالی.
استشهاده:
كان الشيخ (نور محمد) رحمه الله تعالی من المجاهدين الشجعان في ميادين القتال، وكان العدوّ يری في شخصه عدوّاً شديداً له، ولذلك كان يكيد في كل وقت للتخلّص منه، فاغتاله عملاء العدوّ في منطقة (لطيف آباد) بمدينة بشاور الباكستانية حين كان في زيارة لأهله.
الشيخ في عيون إخوانه المجاهدين:
عاش الشيخ (نور محمد حقپال) حياة مثالية مع إخوانه المجاهدين. يذكره إخوانه المجاهدون، ومنهم الشيخ أنوار الحق مجاهد ابن الشيخ المولوي محمد يونس خالص رحمه الله تعالی؛ بالصدق في القول والوفاء في الصداقة، وبالجود والعطاء، والحرص في المحافظة علی وحدة الصف، وبحبّه للاستشهاد في سبيل الله تعالی. يقول عنه إخوانه أنّه كان شديداً في قتال الأعداء، وكان حسن المعاملة مع إخوانه المجاهدين. كان عظيم الصبر علی المشقّات في الجهاد في سبيل الله تعالی.
يقول عنه أحد أشقّاء الشيخ أنه ذات مرّة داهمت القوات الأمريكية بيته ليلاً بنيّة إلقاء القبض عليه أو قتله، إلا أنّ الشيخ وأفراد من أسرته بمن فيهم أمّه المسنّة قاوموا القوات الأمريكية مقاومة شديدة، وصبر هو في المقاومة الشديدة إلی أن ردّ الله تعالی عنه كيدهم. وكان أحد إخوانه قد استشهد في تلك المداهمة الليلية.
لم يكن الشيخ نور محمد هو الوحيد من أسرته رجل الحرب والقيادة، بل كان إخوته أيضاً من المجاهدين الشجعان، وقد ساروا علی دربه في مواصلة الجهاد في سبيل الله تعالی إلی أن استشهد اثنان منهم في هذا الطريق.
ورثته:
خلّف الشيخ (نور محمد حقپال) أربعة من البنين وسبعاً من البنات. وقد لحقه من بعده أحد أبنائه أيضاً علی دربه. ومن حسن الحظّ أنّ أمّه المجاهدة لا زالت بفضل الله تعالی علی قيد الحياة وهي تشرف علی تربية أولاده حفظهم الله تعالی ورعاهم.
رحم الله تعالی الشيخ نور محمد رحمة واسعة وتغمّده في واسع جنانه. آمين.