نصائح وتوجيهات مهمة إلى الإخوة الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي
كتبها: ذبيح الله مجاهد
تحتل صفحات التواصل الاجتماعي مكانة مؤثرة ومرموقة في عالم الإعلام، ويصل عدد مستخدميها إلى المليارات. وكالآخرين، يستفيد منها المجاهدون أيضاً، وبما أن المجاهدين في العالم كله وخاصة في أفغانستان يواجهون الحظر الإعلامي في سبيل دعوتهم الجهادية، وجميع وسائل الإعلام الطاغوتية والعميلة شنت حرباً إعلامية دعائية شاملة ضد المجاهدين، وحاولت تشويه صورة الإسلام والمسلمين والجهاد والمجاهدين، وأغلقت أبوابها في وجوه المجاهدين فلا تبث ما يصب في مصلحة الإسلام والجهاد، فبناءاً على هذا، تعد مواقع التواصل الإجتماعي من أفضل الوسائل الإعلامية حالياً للمجاهدين لنشر الدعوة الإسلامية. إن الشباب الإسلاميين ينشطون فيها ليلاً ونهاراً ويقومون بأداء مسؤوليتهم، ويذودون عن دينهم وعقيدتهم وينصرون المجاهدين الذين يواصلون جهادهم ضد أعداء الإسلام.
ويجب على الشباب المسلمين أن يتلزموا بالآداب الإسلامية والأخلاقية في سبيل دعوتهم وعملهم، لأنهم إن استمروا في دعوتهم الجهادية بدون التزام الآداب الأخلاقية الإسلامية فإنهم سيشكلون ضرراً على الدعوة الجهادية، وسوف يتسببون بتشويه صورة المجاهدين والدعاة الإسلاميين، وستكون دعوتهم ونشاطهم وبالاً عليهم في الآخرة، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
وبهذه المناسبة، نقدم هذه النصائح والتوجيهات التالية لكم، ونهيب بجميع الإخوة الإعلاميين الذين يخوضون ميدان الجهاد الدعوي، وينشطون في مواقع التواصل الإجتماعي (تويتر، فايسبوك، تيليغرام، واتساب وغيرها) ويناصرون الإمارة الإسلامية، الالتزام بها.
أولاً: ينبغي أن يكون غرض الدعاة بيان الحق ونصرته فقط، وأن يكون أسلوب كلامهم حسناً وليّناً، ليؤثر على الناس ويجد مكاناً في نفوسهم، لأن الأسلوب الخشن لا يفيد الدعوة شيئاً، بل يخلق أزمات ومعوقات أمام المجاهدين، ويخلق فجوة بينهم وبين عوام المسلمين، ويثير حفيظة الجانب المقابل فلا يخضع للحق بل يزداد تعنتاً وعناداً، وهكذا تأتي النتيجة معكوسة، قال الله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» [النحل 125].
ثانياً: يجب على الكتاب الإسلاميين، وخاصة على شبابنا المجاهدين، أن يكفّوا ألسنتهم وأقلامهم عن الشتائم، والكلمات التافهة الساقطة، لأنها مخالفة واضحة للآية القرآنية المباركة، يقول الله تبارك وتعالى: «…وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»
وإن كان مخالفكم شتاماً سباباً وبذيئاً عنيداً، لا يستمع للاستدلال والنصيحة، فاختاروا الموقف الذي ترشدكم الأخلاق الإسلامية السامية إليه، لأنكم إن عاملتموه بالمثل فسوف تفقدون المتابعين المحايدين الذين يراقبون معاملتكم معهم، وبمعاملتكم الحسنة لهم سيتأثرون من أخلاقكم وسيلقون باللائمة على المخالفين.
وللأسف الشديد، بعض المناصرين للجهاد والإمارة الإسلامية في الساحة الإعلامية سلوكهم خشن للغاية، فبدلاً من أن يبينوا الحق؛ يرضون نزعاتهم ويتبعون أهواءهم بغير علم، ويجلبون الضرر للصف الجهادي بدلاً من أن يعود نفعهم له، وهذا عمل مشين، لأن الشتائم والكلمات التافهة تظهر للقراء والسامعين أنه ليس معك أدلة وبراهين ولذلك أطلت لسانك.
فمن يريد النصح والخير للجهاد وللإمارة الإسلامية، فلا يدافع ببذاءة ووقاحة عن الإمارة الإسلامية، ولا يلمز ولا يطعن في أحد بغير حق، وليلتزم بعفة اللسان والقلم.
وإنكم لن تجدوا في دعوة الأنبياء وسلفنا الصالح شتائم وكلمات تافهة للطرف المقابل.
ثالثاً: إن الإنترنت كله -وخاصة مواقع التواصل الإجتماعي- كما أن لها منافع، فإن لها كذلك أضرار جسيمة، منها أن الفايسبوك والمواقع الأخرى تكون مليئة بالفواحش والصور الماجنة، ويجب على المسلم أن يغض بصره عن هذه الأشياء المحرمة، قال الله تبارك وتعالى: «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ»، «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ»، «ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ».
فإن من لا يغض بصره عن هذه الأشياء الساقطة؛ يبوء بالإثم والوزر بدلاً من الحصول على الأجر.
رابعاً: الكف عن الكذب؛ لأن كف اللسان عن الكذب واجب، فإن نقل الأخبار غير الموثوقة قبل التثبت والتبين ونشرها قبل التأكيد قد يكون كذباً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا [أوإثماً] أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) رواه مسلم.
خامساً: كما أن مشاركة ونشر المنشورات المحرمة والصور والفيديوهات الفاحشة محرم في كل حين، فكذلك يجب الكف عن نشر الأشياء التافهة وغير المفيدة. والشيء الذي لا يعود بالنفع في الدنيا والآخرة يقال له عبث. وينبغي للإخوة المجاهدين أن ينشغلوا بالأشياء المفيدة والهادفة، بدلاً من أن يضيعوا أوقاتهم الثمينة في مشاهدة وكتابة الأشياء التافهة وترويجها.
سادساً: تجنب إثارة العصبيات العرقية والقومية واللسانية والإقليمية، أو السخرية من قوم ومنطقة خاصة أو لهجة، أو الاستهزاء وازدراء طائفة من المسلمين، فإنها محرمة ومن أعمال الجاهلية، ويلزم اجتنابها.
سابعاً: ينبغي أن يكون تواجدكم على مواقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك، تويتر، تيليغرام، واتساب، وغيرها) محدوداً ومبرمج مسبقاً وفق خطة تنظيم الوقت، وينبغي أن تكون فعاليتكم مؤثرة في الوقت المحدد وتجنب إضاعة الوقت فيها، فإن هذه الشبكات من أكبر وسائل إضاعة الوقت، فلا نسلم أنفسنا لها لتقتل أوقاتنا، لأننا سوف نُسأل يوم القيامة عن أعمارنا فيمَ أفنيناها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ وَعَنْ مَالِه مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا وَضَعَهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ). الترغيب والترهيب.
ثامناً: لا ينبغي إفشاء الأسرار الجهادية والمعلومات السرية أو نشر الأشياء التي يعود نفعها على الأعداء وتشكل ضرراً على الجهاد والمجاهدين، لأنكم بنشر مثل هذه الأشياء تؤذون المجاهدين من حيث لا تدرون.
تاسعاً: ينبغي أن تكون مناقشتكم للسفهاء والمنحرفين هادئة وبأدلة قاطعة وأن لا تكون مثيرة، لأنهم يستغلون مثل هذه الفرص ويشتمون المجاهدين ويطعنون في الإسلاميين ويسعون لتشويه صورتهم. ولا تظنوا أن المناقشة تجري مع شخص واحد فإن المئات والآلاف يشاهدونها ويطلعون عليها، وهكذا تتاح لهم فرصة لبث سمومهم في كثير من الناس، كما يحاولون تعويد الرأي العام على الكلمات التي تستهزئ بالشعائر الإسلامية، وهذا ما يريده العدو ويسعى له.
عاشراً: تفضل الإمارة الإسلامية السكوت في بعض المسائل، أو تؤخر بيان موقفها إلى حين؛ لحكمة تراها، على سبيل المثال: يتصل القادة الميدانيون بالمسؤولين الإعلاميين ويخبرونهم بأنهم يريدون انشغال العدو في المنطقة الفلانية وليس لهم إرادة التقدم والبقاء هناك، أو في هذه الليلة/اليوم يريدون اقتحام المنطقة الفلانية لتحقيق الهدف المحدد ثم ينسحبون منها بسرعة، ففي مثل هذه الصورة عندما يصل المجاهدون إلى المنطقة ويفتحونها، لا يعلن المتحدثون الإعلاميون عن فتح هذه المنطقة، لأنهم يدرون أن الذهاب لهذه المنطقة كان تكتيكاً موقتاً.
لأنهم إن أعلنوا الانتصار فسوف يظهر العدو في المنطقة ويكذّب المجاهدين، وسيتبجح قادة الأعداء ويعتبرون انسحاب المجاهدين هزيمة نكراء. ولكن للأسف في كثير من الأحيان يقوم الإخوة المخلصون بنشر مثل هذه الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي فيعود الضرر على المجاهدين. فينبغي للمجاهدين أن يجتنبوا نشر مثل هذه المعلومات، وأن يقوموا بمشاركة وترويج الأخبار التي تم نشرها رسمياً من قبل الإمارة الإسلامية.
الحادي عشر: ينبغي للإخوة المجاهدين والنشطاء الإعلاميين أن تكون منشوراتهم على مستوى مهني عال، مطابقة لقواعد اللغة، ذات أثر على الجانب المقابل، دالة على قوة المجاهدين ووحدتهم.
الثاني عشر: إلى جانب المناشير السياسية والعسكرية، ينبغي أن يقوم الإخوة الإعلاميون بنشر المقالات العلمية والدعوية والتذكيرية، ويتبعوا في ذلك العلماء وطلاب العلم المشهورين، ويشاركوا منشوراتهم لتكون تدريباً وتربية للإخوة الصغار، ومؤثرة لتحسين الأخلاق.
الثالث عشر: وكما أسلفنا سابقاً، أن المجاهد كما يقوم بالجهاد المسلح خالصاً لله سبحانه وتعالى، فإنه كذلك يجب أن تكون نيته عند تأديته للعمل الإعلامي أيضاً خالصة لوجهه سبحانه وتعالى، وبياناً للحق للناس، ويجتنب العجب والكبر، والسمعة والرياء وغيرها من الأمراض القاتلة.
وبهذا سيكون لمقال صغير، ومنشور واحد، أو تعليق واحد أثراً أكبر على المخاطبين، من المقالات الطويلة.
والسلام
المتحدث باسم الإمارة الإسلامية
ذبيح الله المجاهد.