کلمة اليوم

نظرة خاطفة إلى بيان أمير المؤمنين حفظه الله

قد هنّأ زعيم الإمارة الإسلامية سماحة أمير المؤمنين الشيخ هبة الله آخوندزاده حفظه الله في بيان له بمناسبة حلول عيد الأضحى الشعب والمجاهدين وهنّأ لهم العيد وتكلم فيه عن الأوضاع السياسية والعسكرية السائدة وأوضح موقفه.
وقد أوصى أمير المؤمنين حفظه الله المجاهدين أن يركزوا اهتمامهم في المناطق المحررة علی تطبيق الشريعة، واستتباب الأمن والعدل، ورشاد الحكم والإدارة، وتنمية التعليم الديني والعصري، وتقديم الخدمات العامة كخدمة الطرق والجسور، وخدمة الحقل الصحّي، ومياه الشرب، وتنمية الزراعة والتجارة وغيرها من الأعمال الضرورية وبالجملة أن يقسطوا بالعدل.
وأمرهم أن يخلصوا نيّاتهم لله تعالی، وأن يتحلّوا بتقوی الله تعالی صغاراً وكباراً، وأن يحمدوا الله تعالی علی أن وفّقهم للقيام بأداء فريضة الجهاد. ويجب عليهم أن يتعاملوا بالعدل والإحسان، وأن يتجنّبوا الغرور، والعجب، والظلم، والخيانة.وأن يبتعدوا تماماً عن التعصبات القومية والإقليمية واللسانية.وأن لايتوانوا عن القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعليهم أن يؤدّوا صلواتهم مع الجماعة، وأن يبتعدوا عن الخيانة في بيت مال المسلمين. وأن يكفلوا أُسَر الشهداء والأسری وأولادهم، وألا يتغافلوا عنهم.
وأن يواصلوا السير بكلّ قوّة علی النهج الشرعي للقائدين الراحلَينالمحبوبَين أميرَيّ المؤمنين الملّا (محمد عمر المجاهد) والملّا (أختر محمد منصور) رحمهما الله تعالی.
وعلی الإخوة المجاهدين أن ينتبهوا بشكل خاص إلی تنقية صفوفهم، وألا يمكنوا العناصر المفسدة وأصحاب السمعة السّيئة وعبيد الدنيا وسيّئيّ الأخلاق الذين يسيئون التعامل مع عامة الناس من الدخول في صفوفهم؛ وذلك لكي لا يتسبب هؤلاء في إيذاء الناس والإضرار بهم.
وكذلك على المجاهدين أن يوطّدوا علاقاتهم بعلماء الشرع الأفاضل، وبالمرشدين والمصلحين والوجهاء والمتدينين من أهل الرأي والخبرة، وأن يستشيروهم في الأمور ويستفيدوا من تجاربهم. وعلی المسؤولين أن يقوموا بتربية عامة المجاهدين تربية مدنية في مجالات حسن التعامل مع عامة الناس، وفي مجال منع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين، وتوفير العدل وسياسة عامة أفراد الشعب، إلی جانب التربية العسكرية.
وأوصى المجاهدين أن يهتمّوا بشكل جدّي بالتوعية ودعوة الأفراد الواقفين في صفّ العدوّ، فيجب في هذا المجال أن يبذل عامة المجاهدين ومسؤولوا شعبة الدعوة والإرشاد، والعاملون في المجال الإعلامي والثقافي، وأصحاب العلم والقلم والخطاب جميعاً أن يهتمّوا بشكل جدّي بأمرالدعوة وتنوير أذهان الناس، وأن يقوموا -إلی جانب تربية المجاهدين والجيل الناشئ- بنشر وإبلاغ الرسائل التي تحمل الأفراد الواقفين في صفّ العدوّ علی إدراك عدالة الصف الجهادي وحتمية انتصاره. وإطلاعهم علی تاريخهم الإسلامي الحافل بالنخوة والبطولات، وإخبارهم بأضرار التبعية والمحكومية.وأن يُعرَّف لهم الوقوف في صف العدوّ
كخسارة وعمل يجلب عليهم الهلاك.
ووجه أمير المؤمنين في بيانه رسالته إلى البلاد الإسلامية وإلی الشعوب المحبّة للحريّة على: أنّ كفاحنا ليس حرباً غير شرعية، ولا تمرّداً لتحقيق أهداف محرّمة، ولا هو تعبيرعن انفعالات لا تستند إلی فتوی شرعية. بل إنّ بلدنا قد غُزي من قِبَل قوات أجنبية، وقد فُرِض علی شعبنا -بقوّة الدبّابات والمدافع والطائرات- نظامٌ أجنبي، غير إسلامي، عميل، يخالف ديننا وفكرنا وثقافتنا المحبّة للحرية. إن إقامة النظام الإسلامي وتحرير بلدنا هما من حقوقنا الدينية والإنسانية، ويجب علی البلاد الإسلامية وعلی الشعوب الحرّة -بناءاً علی مسؤوليتها- أن تناصر قضيتنا الحقة، وأن تقوم بأداء المسئولية الملقاة على عاتقها بمناصرة شعبنا المظلوم.
وقد جاء في بيان أمير المؤمنين إلى أنّ: أنّ الإمارة الإسلامية -إلی جانب عملها العسكري
لحلّ قضية أفغانستان تواصل جهودها السياسية أيضاً، وقد أُنشئ المكتب السياسي للارتباط
بدول العالم وبالجهات الأخری. إننا نريد أن تكون لنا علاقات مع دول العالم لنزيل التساؤلات والقلاقل الموجودة لديها تجاهنا؛ لكي نحفظ بلدنا في المستقبل من ضرر الآخرين، وألا يتضرّر الآخرون من بلدنا.
وقد طلب أمير المؤمنين في نهاية المطاف: من جميع المُوسرين وأهل الخير والإخوة والأخوات في أيام العيد المباركة هذه أن لا ينسوا أُسَرَ الشهداء والأسری وعائلاتهم، والمعاقين، والأيتام، وأُسَر مجاهديّ خنادق الجهاد وأولادهم من إشراكهم معهم في أفراح العيد، وأن يساعدوهم قدر المستطاع.
وبالجملة فإنّ بيان أمير المؤمنين حفظه الله قد أوضح موقف الإمارة الإسلامية العسكرية والسياسية، وفيه شجب للأعداء المحتلين، وتنويه على أن يحسن المجاهدون معاملتهم مع الشعب بأحسن وجه، وأن لا يتوانوا عن القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يؤدّوا صلواتهم مع الجماعة، وأن يحفطوا على المشاريع العامة من الضياع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى