
نظرة سریعة إلی الأوضاع الجهادیة في ولایة (تخار)
تقع ولایة تخار في شمال شرق أفغانستان، تحدّها من الشرق ولایة (بدخشان)، ومن الشمال جمهوریة طاجكستان، وتقع في غربها ولایتا (كندز) و(بغلان) ، كما تقع في جنوبها ساحات من ولایتي (بنجشیر) و(بدخشان).
ولایة تخار من الولایات ذات الكثافة السكانیة العالیة وتنقسم إلی (16) مدیریة علاوة علی مركزها مدینة (طالقان)، وتبلغ مساحة هذه الولایة إلی 12333 كیلومتراً مربعاً، ومدیریاتها هي : (بنگي) و(اشكمش) و(چال) و(ورسج) و(فرخار) و(كلفگان) و(رستاق) و(هزارسموچ) و(چاه آب) و(ینگی قلعه) و(درقد) و(خواجه غار) و(خواجه بهاءالدین) و(بهارك) و(دشت قلعه).
الوضع الاقتصادي لیس بقويّ في هذه الولایة، ویعیش أهلها من محاصیل الزراعة كالأرز والقطن والفواكه.
تسكن في هذه الولایة عدّة قومیات من (الطاجیك) و(الأزبك) و(البشتون) و(الهزاره) في جوّ من الأخوّة والوئام.
تعتبر هذه الولایة من الولایات الزراعیة لجریان نهرین كبیرین في معظم ساحاتها، وهما نهر (كوكچه) و(نهر جیحون)، وتشتهر هذه الولایة بوجود مناجم الملح فیها أیضاً، وأشهر مناجم الملح فیها هي مناجم (تاقچه خانه) و(چال) و(كلفگان).
كانت ولایة تخار لم تخضع بالكامل لسیطرة الإمارة الإسلامیة أیام حكمها لهذا البلد، بل كانت امتدّت إلی مدیریة (دشت قلعه) في الشمال، وإلی مضیق مدیریة (فرخار) في الشرق علاوة علی مركز الولایة ومدیریاتها الغربية.
وحین هجم الأمريكيون علی أفغانستان كان جنود (الطالبان) یرابطون علی الخطوط الدفاعیة في مدیریتي (خواجه غار) و(فرخار) في الشمال والشرق، وفي مدیریات (اشكمش) و(كلفگان) و(چال) في الجنوب.
وأثناء الهجوم الأمریكي قصف الأمريكيون الخطوط الدفاعیة للمجاهدین بطلب من قادة التحالف الشمالي ومعاونتهم لهم، وبما أنّ القصف الجوّي الأمریكي كان یتمّ من ارتفاعات عالیة جداً، والمجاهدون كانوا لا یملكون أیّة أسلحة مؤثّرة مضادّة للقوات الجوّیّة فلذلك اضطرّ المجاهدون للانسحاب من هذه المنطقة بعد مقاومة دامت لأسابیع انصرفوا عن حرب المجابهة وعادوا إلی ولایة (كندز) بعد سقوط ولایة (مزارشریف) بید الصلیبیین والتحالف الشمالي، وهكذا سقطت ولایة (تخار) بید القوات الصلیبیة بمساعدة قوّات التحالف الشمالي لها.
وبعد السقوط أوجدت القوات الألمانیة قاعدة عسكریة قویة لها في مركز الولایة مدینة (طالقان) إلاّ أنّ أمر الجهاد والمقاومة ضدّ المحتلّین في هذه الولایة لم ینته في هذا الحدّ، بل بدأت العملیات الجهادیة ضدّ العدوّ في هذه الولایة أیضا مثل بقیة الولایات الشمالیة، وكان عام 2009 م عام توسعة الفعّالیات الجهادیة ضدّ المحتلّین في (تخار)، وقد قام المجاهدون في ذلك العام بأربعین عمیلة مؤثّرة ضدّ العدوّ في طول الولایة وعرضها، ولم یكن ذلك العام عام توسعة الفعالیات الجهادية إلی جمیع ساحات (تخار) فحسب ، بل خرجت الفعّالیات الجهادیة من الطور السرّي إلی الشكل العلني والشعبي، وكانت النتیجة أن ارتفع مؤشّر العملیات في عام 2010 م إلی أضعاف ما كان علیه سابقاً، وبلغت عملیات المجاهدین فیها إلی 131 عملیة، وبتاریخ 7/6/2010 م قام المجاهدون بسلسلة من العملیات في مدیریة (درقد) وألحقوا فیها بالعدوّ خسائر فادحة، وكان المجاهدون قد حاصروا القوات الحكومیة لأربعة أیام ثم فرّت من المنطقة عن طریق المروحیات، وكان المجاهدون قد غنموا في تلك المعركة غنائم كثیرة.
لقد تحدث المسئول السابق للمجاهدین في ولایة تخار المولوي (محمد محسن) في شهر مارس من عام 2011م إلی موقع (الأمارة) الإخباري عن الأوضاع الجهادیة في تخار فقال: (الوضع الجهادي في تخار الآن أفضل من أيّ وقت مضی، وقد شملت تشكیلاتنا جمیع مدیریات هذه الولایة الستة عشر، ویتواجد المجاهدون الآن في جمیع مناطق هذه الولایة، إلّا أنّ تواجدهم وسیطرتهم هي بشكل علني في بعض المناطق، بینما لهم فعالیات سرّیة في بعض المناطق الأخرى.
فعلی سبیل المثال هناك مدیریات (خواجه بهاء الدین) و(فرخار) و(درقد) و(ینگی قلعه) هي من المدیریات التي یسیطر فیها المجاهدون علی ساحات واسعة، ولهم حضور قوي في المدیریات الأخرى أیضاً، وقد أراد العدوّ أن یقضي علی مراكز المجاهدین في هذه المدیریات فلذلك قام بإجراء عملیات عسكریة في مدیریتي (درقد) و(ینگي قلعه) ولكنّه واجه هزیمة منكرة، وكان المجاهدون قد حاصروا قوات حكومیة كثیرة في منطقة(علي قتاق) من مدیریة (خواجه بهاء الدین) لمدّة أسبوع، ثمّ فرّت من المنطقة بواسطة المروحیات ولم یحصل العدوّ من عملیاته علی أيّ شيء.
وبعد ذلك قام العدوّ بإجراء العملیات في مدیریتي (ینگی قلعه) و(درقد) ولكنّه واجه الهزیمة هناك أیضا، وقد استمرّت مقاومة المجاهدین للقوّات الحكومیة لمدّة أربعین یوماً، ووجّهوا ضربات ممیتة للعدوّ من خلال التفجیرات، والكمائن ، والتعرضات. وبعد هزیمة العدوّ في هاتین المدیریتین فشلت عملیاته في مدیریة (خوجه غار) أیضاً، وتحمّل الخسائر الكبیرة، والمجاهدون أیضا تحمّلوا بعض الخسائر إلاّ أنّ خسائر العدوّ كانت أضعاف خسائر المجاهدین.
یقول المولوي محمد محسن عن عملیات عام 2011م في ولایة تخار ویضیف: (إنّنا قمنا حتى الآن بـ 75 عملیة من أنواع مختلفة، وقد كانت نتیجة تلك العملیات مقتل 8 جنود صلیبیین وجرح 3 آخرین منهم إلی جانب مقتل 108 من جنود القوّات العمیلة وإصابة 79 آخرین منهم، والسبب في قلّة خسائر الصلیبیین في الأرواح هو قلة مشاركتهم في القتال ضدّ المجاهدین، لأنّ معظم العملیات
في هذه الولایة یقوم بها الجنود العملاء.
إنّ أهمّ المناطق التي كانت في السابق أوكار مجرمي الحرب وقادة الملیشیات المحلیة في ولایة (تخار) قد دخلت الآن تحت التغطیة الجهادیة.
فعلی سبیل المثال كانت هناك مدیریات (خواجه بهاء الدین) و(فرخار) و(رستاق) و(دشت قلعه) والمناطق الأخرى التي كانت لم تُخرج بالكامل من سیطرة الملیشیات المحلیة أیام حكومة الإمارة الإسلامیة إلاّ أنها الآن صارت معاقل للمجاهدین، وقد استطاعوا بمساعدة سكان المنطقة أن یضعوا فیها نقطة النهایة لمظالم الملیشیات المحلیة وجرائمهم ضدّ عامة الناس.
إنّ المناطق المذكورة في هذه الولایة لم یُدَك فیها العدوّ فحسب في السنوات القلیلة الماضیة، بل شهدت بجهود المجاهدین والعلماء المحلّیین إصلاحات اجتماعیة أیضا، ویقوم فیها العلماء بفعالیات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي كان من نتیجتها منع البدعات والخرافات والتقالید السیّئة ومجالس اللهو والموسیقی وغیرها من الأعمال المخالفة للأخلاق والشریعة الإسلامیة .
وإلی جانب تحسِّن الأوضاع الخُلُقیة والاجتماعیة فقد شهدت هذه الولایة مقتل أكابر مجرمیها من قادة الملیشیات المحلّیة مثل الجنرال (داود) والجنرال (شاه جهان نوري) والقائد(مطلّب بیك) و(المهندس عمر) والی ولایة (كندز) في الحكومة العمیلة، وهكذا طُهّرت هذه الولایة من شرّ أباطرة الحرب الذین كانوا قد تسلّطوا عن طریق القوة وارتكاب الجرائم وموالاة الكفّار علی أهل هذه الولایة، وبهلاكهم شعر عامة الناس بالراحة والأمن.
جرائم الحرب :
شهدت ولایة (تخار) في الأعوام الماضیة جرائم حرب كثیرة، فقد راح في هذه الولایة أناس كثیرون ضحیّة تنافس قادة الحرب المحلّیین علی السلطة، بل وتسبّبت حروب القادة المحلّیین علی السلطة في تكدیر جوّ الأخوة والثقة بین فئات الشعب المسلم في هذه الولایة. وكان في السباق القادة المحلّیون لوحدهم یرتكبون الجرائم ضدّ الشعب، ولكن بعد الاحتلال الأمریكي للبلد انضمّ الأمريكيون وحلفاؤهم أیضا إلی مجرمي الحرب في هذه الولایة. فعلی سبیل المثال داهمت القوات الألمانیة بتاریخ 2011 /5/18م منزل أحد العلماء في ضاحیة مدینة (طالقان) مركز الولایة وقتلت في المنزل أربعة أشخاص، وفي الغد حین خرج الناس في مظاهرة غاضبة أمام قاعدة القوات الألمانیة احتجاجاً علی جریمة تلك القوّات أطلقت القوّات الألمانیة النار علی المتظاهرین وقتلت 12 شخصاً من المتظاهرین بمن فیهم أربعة من الأطفال الصغار، وأصابت 8 آخرین بالجروح .
الوضع الفعلی :
یتواجد المجاهدون الآن في جمیع مدیریات (تخار)، وتُغّطي تشكیلاتهم الجهادیة جمیع ساحات هذه الولایة.
ویقوم المجاهدون بالفعالیات القضائیة والعدلیة والتعلیمیة والدعویة إلی جانب الفعّالیات العسكریة. وقد تحدّثت بعض الجهات الإعلامیة في هذا العام عن قراءة كثیر من أئمة المساجد في هذه الولایة بیان أمیر المؤمنین الملا محمد عمر المجاهد بمناسبة عید الفطر المبارك من منابر مساجدهم، وهذا یدلّ علی مدی تواجد المجاهدین في هذه الولایة و شعبیتهم القویة فیها .